اسمها: فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. لأن الله جل جلاله فطمها وفطم من احبها من النار وقيل من احب ذريتها وقيل كذلك سميت «الفاطمة» لأنها فطعت عن الشر واذا صح القول المأثور: لكل مسمى نصيب في اسمه فانه ينطبق على السيدة فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فقد كانت مثال الإيمان والصبر والتضحية والستر والعفاف والعبادة والجهاد. القابها: الزهراء- الصديقة- الطاهرة- الزكية- الراضية، المرضية، المحدثة الحرة، السيدة العذراء، الحوراء مريم الكبرى، أم الابرار، البتول، وقيل غير ذلك الاقدار.. كنيتها: أم أبيها، أم الحسن، أم الحسين، أم الأئمة. ولادتها يوم الجمعة العشرين من جمادي الاخرة بعد البعثة بخمس سنين. ابوها: رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. امها: خديجة بنت خويلد- رضوان الله عليها-. مكان ولادتها: مكةالمكرمة. صفتها: كانت اشبه الناس وجهاً وحديثاً وسمةً وهدياً بابوها المصطفى المختار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هجرتها: هي اول امرأة مهاجرة الى المدينةالمنورة. زوجها: أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله في المدينةالمنورة. تاريخ زواجها: اول ذي الحجة في السنة الثانية من الهجرة. مهرها: أربعمائة وخمسة وثمانون من الفضة. اولادها: الامام الحسن والحسين عليهما السلام. بناتها: السيدة زينب وأم كلثوم عليهما السلام. اصهارها: عبدالله بن حجر بن ابي طالب وعون بن جعفر بن ابي طالب رضوان الله عليهم اجمعين. قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) سورة الاحزاب الآية 33. قال تعالى: (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى) سورة الشورى الآية (23). قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) سورة آل عمران الآية (61). كلمات مشرقة من خطبة الزهراء سلام الله عليها “فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبرياء والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق، والصيام تثبيتاً للاخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، طاعتنا نظاماً للملة، وامامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد في سبيل الله عزاً للاسلام واذلالاً لأهل الكفر والنفاق، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة العامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الارحام منساة في العمر ومنماة في العدد، والقصاص حقناً للدماء والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخسة، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة ايجاباً للعفة، وحرم الله الشرك اخلاصاً بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون، واطيعوا الله فيما امركم به ونهاكم عنه فانما يخشى الله من عباده العلماء”.. فانه وديعة المصطفى المختار فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. لأن الله جل جلاله فطمها وفطم من أحبها من النار وقيل من احب ذريتها وقيل كذلك سميت «الفاطمة» لأنها فطمت عن الشر واذا صح القول المأثور: لكل مسمى نصيب في اسمه فانه ينطبق على السيدة/ فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت مثال الإيمان والصبر والتضحية والستر والعفاف والعبادة والجهاد. قبل ولادة الصديقة الزهراء «ع» او قبل انعقاد نطفها المقدسة في رحم أمها خديجة رضوان الله عليها وقد وردت كتب السيرة المطهرة حول هذا الموضوع نذكر ما يلي: «عن ابي عبدالله الصادق «ع» كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر من تقبيل فاطمة الزهراء «ع» فانكرت عليه ذلك عائشة فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عائشة لما اسري بي الى السماء دخلت فدنا مني جبريل «ع» من شجرة طوبى وناولنا من ثمارها فاكلتها فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتهما إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها». ومن حديث عن طاووس اليماني عن بن عباس رضي عنهما عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اخذنا منه موضع الحاجة ثم تقدمت امامي فاذا انا برطب ألين من الزبد واطيب رائحة من المسك واحلى من العسل..» الى آخر الحديث.. ان المتمعن في الأحاديث المباركة يعطي القارئ البصيرة قناعة إن هذه المرأة الجليلة حين تصنع على عين الله تعالى بهذا الشكل لابد وان الله تعالى قد اعدها لشأن عظيم يهب الخير والبركة لرسالة الله الخاتمة وللأمة المرحومة وان اوضح معاني الكوثر التي حملتها سورة الكوثر «بسم الله الرحمن الرحيم «إنا إعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر، إن شائنئك هو الابتر» هي فاطمة الزهراء عليها السلام وبنوها كثر الله اعدادهم وبارك فيهم حيث ملأوا الخافقين ونشروا الهدى في الأرض وحفظوا رسالة الله تعالى في عبادة وهزوا عروش الظالمين والطغاة عبر التاريخ دفاعاً عن الحق وإتماماً لحجة الله تعالى على عباده. فلقد امتدت يد السماء لتشارك خديجة رضوان الله عليها في مراسيم ولادتها..«ع» وفعلاً دخلت خديجة «رضى» نساء سمر طوال كأنهم من نساء قريش ولسن منهن وانما جئن من خارج هذا العالم المحسوس جئن من العالم الذي حجبت ابصاره عن رؤية من عالم الغيب ليلين من بنت خوله ما تلى النساء من النساء اثناء الولادة وتضع خديجة ابنتها الزهراء «ع» فيذاع النبأ واصداؤه في كل افق ليبلغ كل مجاهد من اتباع رسول الله محمد صلى الله وسلم عليه وآله، لقد ولدت فاطمة الزهراء المباركة في وقت كانت امها خديجة بنت خويلد «رضي الله عنها» تنتظر مولودتها بفارغ صبر ولهفة شوقٍ لتميط عنها الوحشة التي فرضتها عليها نساء قريش وراحت تتغذى بلبن امها السيدة خديجة بن خويلد بالهداية وكان اهتمام رسول الله «ص» بها منقطع النظير كيف لا وهي من قال الله فيه «وما أرسلناك إلا رحمةٍ للعالمين»، وبعد هجرة الرسول «ص» الى يثرب وبعد موت أمها خديجة رضوان الله عليها السلام فقد تولت تربيتها ام المؤمنين ام سلمة وكذلك زفافها رضوان الله عليها، وبعدما ادى الامام علي «ع» الأمانات الى قريش بعد هجرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعد اسبوعين اعلن الامام «ع» نبأ رحيله إلى يثرب حيث كان رسول الله ينتظرهم في قباء وحمل الامام «ع» الهاشميات وهن: فاطمة الزهراء، وأمة فاطمة بن أسد، وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب، وفاطمة بن حمزة، وقد كانت فاطمة الزهراء «ع» عاشت الاحداث العظيمة في تاريخ الدعوة في كل مراحلها اقتران فاطمة الزهراء «ع» بالامام علي عليه السلام كان بأمر الله سبحانه وتعالى العزيز الحكيم عز وجل افلا يكاد المتتبع للسيرة النبوية الشريفة عبر كتب التاريخ والسنن ان يجد غير اجماع المؤرخين.. وبعد تزوجها من الامام علي «ع» وانجبت الولدين الامام الحسن «ع» الذي تردد آفاق «يثرب» فيتلقا الجد رسول الله الخبر بالبشر والسرور وتعلوه الفرحة ويهب الى بيت ابنته فاطمة عليها السلام ثم يدعى إليه بالحسن فيؤذن في اذنه اليمنى ويقيم في اليسرى فيعلن اسم الوليد الامام الحسن ابن علي وبعد أسبوع من ولادته يعق عنه النبي «ص» بكبش ثم يحلق رأسه ويتصدق بزنته فضة ويأمر ابنته عليها السلام بإطلاء رأسه بالخلوق: وهو مخلوط من عطر نباتي كالزعفران وغيره، ثم يولد الوليد الثاني ويتلقى رسول الله «ص» بالبشرى نبأ ولادة الامام الحسين ثم يدعى اليه فيؤذن باليمنى ويقيم في اليسرى وبعد اسبوع من ولادته يعق عنه النبي بكبش ثم يحلق رأسه ويتصدق بزينته فضة.. وقد نقل الرواه والمحدثون على ان الزهراء «ع» قد زوجها الله تعالى بأمر منه وقضاء جرت مراسيم الاحتفاء باقترانها في السماء قبل الأرض، واحتفل سكان الغيب بزوجها قبل اهل الارض وزوجها النبي صلى الله عليه وآله بأربعمائه وخمسة وثمانين من الفضة. وعن الرضا «ع» عن ابائه عليهم السلام قال: قال النبي «ص» ما زوجت فاطمة إلا لما أمرني الله عزوجل بتزويجها ومن الامور التي خصت الزهراء عليها السلام ان الزواج بغيرها قد حرم على الامام علي بن ابي طالب ما دمت على قيد الحياة الذي لم يعلم له مثيلاً في أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغم ان اننا نعلم ان رسول الله لم يتزوج على خديجة رضوان الله عليها إلا بعد وفاتها. الزهراء عليها السلام احب الناس الى رسول الله «ص» في ذلك عدد كبير من الاحاديث عن عبدالله بن بريدة عن ابيه قال: قلت يا رسول الله اي النساء احب اليك قال: فاطمة، قلت واي الرجال قال: زوجها». وفي تفسير الثعالبي عن سناده عن مجاهد قال: قال خرج رسول الله «ص» وقد اخذ بيد فاطمة الزهراء «ع» وقال: من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني، وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله»، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذا قدم من غزوٍ او سفرٍ بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم أتى فاطمة «ع» ثم أتى ازواجه. فاطمة سيدة نساء العالمين، فقد كانت مريم ابنة عمران «ع» سيدة نساء العالمين في عصرها حتى ولادة الزهراء عليها السلام فلما ولدت فاطمة «ع» اقتصرت سيادة مريم «ع» على نساء عالمها وكان ابنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين في الأولين والآخرين، فلقد قال لها رسول الله «ص» والذي بالحق لقد زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة لا يبغضه إلا منافق» وفي ذات يوم زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة وهي مريضة يا بنية ألا ترضين انك سيدة نساء العالمين» وقد ذكر المؤرخون للسيرة الشريفة.. ان امير المؤمنين علي «ع» ان فاطمة «ع» قد شكت ما تعانيه من مشقة الجهد الذي تبذله داخل بيتها والذي عبر عنه أمير البلغاء والفصحاء بقوله فجرت بالرحا حتى اثرت بيدها، واستقت بالقربة حتى اثرت بنحرها وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها واوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها واصابها من ذلك الضرر فقال لها امير المؤمنين لو سألت آباك خادماً فانطلقت «ع» الى ابيها رسول الله «ص» فسلمت عليه وعادة الى دارها وفي الليل قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة لابنته الصديقة واخيه علي «ع» فلما سألها رسول الله «ص» عن حاجتها سكتت حياءً تحدث علي «ع» عما جاءت بها اليه، غير أن رسول الله «ص» قال لأمير المؤمنين ولابنته فاطمة «ع» إلا ادلكما على عمل خير من الخادم اذا اخذتها منامكما فكبر الله اربعاً وثلاثين تكبيرة وسبحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة واحمد الله ثلاثة وثلاثين تحميده قالت فاطمة «ع» رضيت عن الله ورسوله. ومن خصائص الصديقة فاطمة الزهراء «ع» التي امتازت بما دون سواها ان اولاد النبي محمد «ص» منها وقد وردت في ذلك نصوص نذكر هنا منها روى المتقي الهندي ان رسول الله «ص» قال: كل بني انثى ينتمون الى عصبتهم إلا ولد فاطمة فانا وليهم وانا عصبتهم وانا ابوهم، وروى محب الدين الطبر عن عمر بن الخطاب «رض» عن رسول الله «ص» كل ولد ابن فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني انا ابوهم وعصبتهم». في ذكرى ميلادها تبارى الشعراء في مدح مولدها« عليها السلام».. قال سيد القاسم محمد جمال الهاشمي شعت فلا شمس تحكيها ولا القمر «زهراء» من نورها الأكوان تزدهر بنت الخلود بها الاجيال خاشعة أم الزمان اليها ينتمي العصر روح الحياة فلولا لطف عنصرها لم تأتلف بيننا الأرواح والصور سمت عن الأفق لا روح ولا ملك وفاقت الأرض لا جنٍ ولا بشرٍ مجبولة من جلال الله طينتها يرف لطفاً عليها الصون والخفر خصالها العز جلت أن تلوك بها منا المقاول أو تدنو لها الفكر عليها سلام الله بنت الرسول محمد صلى الله ربي وسلم عليها وابيها وبعلها وبنيها.
