جابرنا عمرو بن براقة الهمداني قال : كنت في آخر الزمان في مدينة أزال وفي يوم صادفت ذكرى عيد العمال فوجدت العاصمة تشكو من الإهمال فتشاجرت مع عاملها ولما كنت متنكرا اقتادوني إلى بعض سجونها فرأيت أهل سجونها في حالة أساءني مضمونها فقلت: ما بال الران على قلب الموقوفين ينامون كأشباه الموتى ينتظرون الرجفة ولماذا أكوام غبار الدهر يغطي أرض الغرفة ما هذا الإهمال الحاصل في أعمال التنظيف والقطران النازل من جدران التوقيف يشعرني حقا بالغربة كيف تغيرت العادات وصارت غرف التوقيف بأرض سبأ في أسوأ حال ضيقة .. منتنة رطبة .. لا أشتم سوى العرق الصاعد من آباط الموقوفين من ألهى القوم وأنساهم أخلاقيات رجال أزال ليست من شيم اليمنيين وأن كانوا موقوفين النوم على الأدران. كيف لأهل أزال أحرارا أو خلف القضبان ..أن يتخلوا عن عادات الترتيب وأعمال التنظيف ينامون على الفضلات ويصحون على النكران .. منذ قدومي وأنا أشعر بالغربة منذ دخولي هذا التوقيف احس بكربة..هذا التغيير يحدثني أن زماني غير زماني يا صحبي في هذي الغرفة ..هبوا من غفلتكم هبوا ..أكره من ينتظرون يعدون و من ليس لهم حرفه .. يا حيف عليكم أصحابي تنامون وتصحون على القاذورات ..هل هذا من شيم اليمنين ؟! .. كلا كلا ليست هذي أخلاق اليمنيين ..اليمنيون نظاف أصحاب نظافة ولطاف أرباب لطافة .. حتى الموقوفين والمعتقلين نظاف .. أصحاب نظافة وخفاف الطبع أولو ألفة ..لا ينتظرون وراء القضبان يعدون الساعات بلا طائل.. يجترون اليأس مراحل ..يفترشون الكنس عواطل ..هيا يا أصحابي الوقت يمر بلمح العين .. متى ما قمتم ونفضتم عنكم هذا الياس وعشتم بتفاؤل ..وتخلصتم من عد الساعات طوال اليوم وقللتم من ساعات النوم ..شغلتم أنفسكم بالتنظيف وأعمال حرفية يأتيكم فرج الله كومضة برق خاطف ..هيا يا أصحابي لنعيد البهجة في هذي الغرفة أعرفكم أرباب نظافة ..ولكم أفئدة شفافة فلنجعل هذا الغرفة واسعة رحبة ولنترك فيها بعد الإفراج الرائحة الحلوة والذكرى العذبة فلنبدأ من تنظيف الداخل .. لنعيد البهجة للداخل لنبرهن للخارج أنا أهل البأس وأهل الغيرة والنخوة ليرى من في الخارج أحفاد التبع كيف اجتثوا بؤر اليأس من الداخل واسطاعوا محوه تلغراف من حزب النور السلكي إلى حزب النور اللاسلكي تم ضرب المحول..حَوِّل؟!.. الحوالة وصلت من حزب النور اللاسلكي إلى حزب النور السلكي تم تدمير المحطة.. بلغ.. المبلغ أين باتحطه عُلِم.. شل منه وناوله؟! واجمع معك العتاولة.. والدعم قادم.. ألو.. شبكة الأسلاك..حمّى الدقون؟! ناقصنا خيط وشعره. المضربة تنفست الصعداء، وهي تسمع الضارب لا يألو جهداً بنشر المجاميع الساهرة لحمايتها من التهديد والانتهاك بالضرب وقطع الاوصال و يسترسل في اطلاق يديه ورجليه بشكل يشبه الاسلاك والشبكات العاملة في الظلام.. لينزل بهاعلقة جديدة. بضرب ابراجها هنا وهناك .. لأنه لا احد يستفيد من ضربها غيره فبيده مقاليد قطعها ووصلها وضربها وطرحها وجمعها.. فإلى متى ستستمر المضربة مضربه.. أفتونا يا حزب النور أثابكم الله.