أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية أن 5846 شخصا قتلوا جراء الزلزال القوي الذي ضرب جزيرة جاوة يوم السبت الماضي. وتفيد التقديرات أن عدد المنكوبين بهذا الزلزال الذي بلغت شدته 6.2 درجات بمقياس ريختر وتأثرت به مدينة يوغياكارتا التاريخية يتراوح بين مائة ومائتي ألف شخص. في غضون ذلك أعلن مسؤول حكومي أن عمليات المساعدة بعد الزلزال وصلت إلى جميع الضحايا بالرغم من شكاوى بعض الناجين من بطء الإغاثة. وقال الفريق بامبنغ دارمونو المشرف ميدانيا على عمل الوكالة الوطنية لتنسيق المساعدات إن الوضع في تحسن، خاصة على صعيد توزيع المساعدات. وأكد أن عمليات التوزيع بلغت كل المناطق المتضررة. وأضاف أنه يقدر أن العديد من الناس يشتكون لكن هذا لا يعني أن هناك تقاعسا، مشيرا إلى المجهودات التي تقوم بها الحكومة. وشدد على أن معالجة الوضع ما زالت في مرحلة طارئة تقضي بتوزيع المواد الغذائية وإجلاء الضحايا. وقال مراسل الجزيرة في جاكرتا إن هناك تحسنا في مجال الإغاثة في ظل استمرار تدفق المساعدات الدولية إضافة إلى الجهود التي تقوم بها الحكومة والجيش لإغاثة المنكوبين. غير أن المراسل أشار إلى أن هناك مخاوف من انتشار الأوبئة من الجثث المتحللة التي لم تنتشل من تحت الأنقاض. ولمواجهة انتشار محتمل للأمراض بدأت السلطات الصحية اليوم تطعيم الناجين من الزلزال من الحصبة عبر طائرات هليكوبتر تجوب المناطق المتضررة. من ناحية أخرى صرحت وزيرة الصحة ستي فضيلة سوباري بأن الحكومة تجلي المصابين والمرضى من المناطق المتضررة إلى مدن بعيدة آمنة لتخفيف العبء والازدحام في المستشفيات المحلية. الجيش الإندونيسي أسهم بشكل كبير في جهود الإغاثة (رويترز) ومع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين اتجهت جهود فرق الإغاثة نحو تأمين مأوى ومياه نظيفة لنحو 200 ألف شخص شردتهم الكارثة وأصبحوا في العراء يعانون من نقص شديد في الغذاء. وتقول الحكومة إن توفير المأوى والمياه هما من أكبر أولياتها في الوقت الراهن. كما تعمل الأممالمتحدة على شحن مستشفيات ميدانية سعة كل منها مائة سرير وخيام وإمدادات طبية ومولدات، هذا الأسبوع. ولا يزال المشردون وسكان المنطقة المنكوبة تحت تهديد بركان ميرابي الذي يشهد نشاطا متزايدا. وقال خبراء في البراكين إن الزلزال زاد من نشاط بركان ميرابي المجاور مما يثير مخاوف من ثورة وشيكة للبركان. ويشهد أرخبيل إندونيسيا المؤلف من آلاف الجزر باستمرار زلازل وثوران براكين، بسبب وقوعه في منطقة معروفة ب"حزام النار" في المحيط الهادي. ودفعت السلطات بالآلاف من جنودها إلى المناطق المنكوبة للمساعدة في عمليات الإغاثة والإنقاذ، في أسوأ كارثة يشهدها الأرخبيل الإندونيسي منذ المد البحري تسونامي الذي خلف نحو 170 ألف قتيل بجزيرة سومطرة في ديسمبر/كانون الأول عام 2004.