المؤسف المشين أن معظم الأنظمة العربية وبعض الدول ما زالت تؤمن إيماناً جازماً بأن الولاياتالمتحدة هي القوة العسكرية الوحيدة الضاربة في العالم.. في حين أن هناك دولاً تمتلك تكنولوجية عسكرية فائقة الدقة والحداثة وأكثر تطوراً وتقنيةً من الولاياتالمتحدة لكن تلوذ بالصمت, وتعمل في سرية تامة لأهداف استراتيجية واستشرافية.. فأسطورة قوة أمريكا العسكرية ما عادت تخيف تلك الدول, والدليل على ذلك أن الولاياتالمتحدة في حرب الخليج الأولى والثانية لم تدخل الحرب لوحدها, بل تحالفت مع دول أخرى لدعمها اقتصادياً ومادياً ولوجستياً كألمانيا التي دفعت 16بليون دولار, والسعودية التي ساهمت بمبلغ 16 بليون دولار, وغيرها من دول النفط.الشاهد أن الولاياتالمتحدة لا تدخل أي حرب بمفردها إلا بتشكيل تحالفات مع دول صديقة معها.. وهي سياسة أمريكا منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى.. ويكفي ما يدور الآن من تحرشات ومناوشات كلامية.. وحرب إعلامية بينها وبين جمهورية إيران الإسلامية.. فالولاياتالمتحدة تحاول الاستفراد بالعالم.. وفرض سياسة الأمر الواقع بقوة الحديد والنار.. ناسيةً أو متناسيةً أو مستهترةً بالقوى العسكرية الأكثر تطوراً وتقنية وتكنولوجية كالصين وروسيا وكوريا الشمالية واليابان والهند.. علماً أن اقتصاد تلك الدول يفوق اقتصاد الولاياتالمتحدة خاصة في مجال المبيعات التكنولوجية والتقنية والمنتوجات الصناعية المتعددة الأعراض. لذا على الولاياتالمتحدة أن تدرك خطورة الآثار والنتائج في دخولها الحرب مع إيران كدولة تمتلك ترسانة أسلحة متطورة, وأسطولاً بحرياً أكثر تقنية وجيشاً مدرباً تدريباً عسكرياً حديثاً قادراً على التعامل مع أحدث التكنولوجيا العسكرية.. فإيران ليست دولة عادية.. وليكن في علم الولاياتالمتحدة أن النار من مستصغر الشرر.. فكل البوارج والفرقاطات الحربية وحاملات الطائرات والصواريخ التي تصول وتجول في الخليج العربي أو البحر الأحمر أو في مضيق هرمز تحت سيطرة النيران الإيرانية .. وهي أهداف مباشرة لضربات صاروخية إيرانية قاتلة.. فلا داعي للولايات المتحدة امساك العصا من طرف واحد.. واشهار العصا الغليظة لترهيب الآخرين .. لهذا وذاك ينبغي على حكماء وعقلاء العالم – إن وجدوا- أن يدركوا ان أي حرب في منطقة الخليج العربي سيكون وقودها البشر والحجر.. وثمنها سيكون باهظاً ومضاعفاً.. ليس على المنطقة فقط بل على العالم قاطبة وحينها وبعد فوات الأوان ستدرك الولاياتالمتحدة بأنها الخاسر الوحيد في هذه الحرب. وعلى الولاياتالمتحدة أن تعي دور الصين في حماية السلام الإقليمي والدولي في منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عدن.. والتساؤل المطروح: هل خروج الصين إلى المياه الدولية في الخليج العربي وخليج عدن يدخل ضمن سباق التنافس الدولي بين القوى الكبرى أم تأمين خطوطها في الشرق الأوسط وأوروبا وافريقيا..؟! فالأيام القادمة ستفصح لنا عن أحداث شائكة ومعقدة ستدور رحاها في منطقة المياه الاقليمية والدولية.. ولم تكن حكراً على الولاياتالمتحدة ..!!