تستعد وزارة الآثار المصرية، لافتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، ثاني أكبر المتاحف في مصر، رسميا بنقل تدريجي للمومياوات الفرعونية إليه. وشهد وزير الآثار المصري خالد العناني، أعمال فك تغليف تابوتي سنجم وزوجته، وبداخل كل واحد منهما مومياء المتوفي، في المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط، بعد نقلهما من المتحف المصري المجاور لميدان التحرير الشهير بوسط القاهرة. وشغل سنجم منصب رئيس العمال خلال عهد الملك سيتي الأول وأوائل عهد ابنه الملك رمسيس الثاني بالأسرة ال 19 في عصر الدولة الحديثة، أي منذ نحو 3400 سنة. وبعد فك التغليف، تم إخراج مومياء سنجم من التابوت، ووضعها على سرير، ثم نقلها إلى معمل الترميم بالمتحف، حيث وضعت في "كبسولة التعقيم". وقال العناني، إن "التعامل مع المومياء يشبه عملية جراحية معقدة جدا، بدءا من خروج المومياء مرورا بنقلها من معمل لآخر على سرير معين لامتصاص الصدمات، ثم وضعها على جهاز لمدة شهر على الأقل لتنقيتها من الحشرات". بينما أكد الدكتور مصطفى اسماعيل المشرف العام على مخزن المومياوات بالمتحف، أن مومياء سنجم في حالة جيدة جدا سواء الجسم أو الحشوات، خاصة أن تحنيطها يضاهي عمليات تحنيط المومياوات الملكية. وقال إسماعيل ، إنه سيتم تخرين مومياء سنجم لحين عرضها في قاعة المومياوات بالمتحف، مشيرا إلى أن عملية التخزين تأخذ وقتا كبيرا جدا، حيث يجرى خلالها عمليات فحص ومسح وأشعة للمومياء، بحيث تكون هناك معلومات كاملة عن المومياء. وأشرف إسماعيل وبرفقته مجموعة من المرممين على نقل مومياء سنجم إلى المعمل، حيث وضعت على جهاز للحفاظ على درجة الحرارة والرطوبة وضخ النيتروجين، من أجل تعقيم المومياء وتخليصها من أي حشرات أو بكتيريا. وتابع أن "الغريب في هذه المومياء، أننا وجدنا غطاء من الخوص يغطي المومياء من أول الصدر حتى الرجل وعليه راتنج "مادة صمغية" ، والمحنط المصري القديم يجري هذه العملية لتدعيم المومياء، لكن هذه المومياء جيدة جدا، ما يعني أن هناك بعدا آخر لهذا الأمر يمكن كشفه بعد عملية الفحص". وأوضح أن تابوتي سنجم وزوجته مصنوعان من الخشب على الشكل الآدمي، وعليهما زخارف ملونة. وتم اكتشاف مومياء سنجم في عام 1886، داخل مقبرته التي تضم 20 مومياء لأفراد عائلته، على أيدي عالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو في دير المدينة بالبر الغربي في مدينة الأقصر، جنوبالقاهرة، وفقا لإسماعيل. ويعد نقل مومياوتي سنجم وزوجته إلى المتحف القومي للحضارة المصرية "بروفة" لنقل المومياوات الملكية إلى المتحف، حسب الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار. وقال وزيري ، إنه سيتم نقل 22 مومياء هي 17 مومياء لملوك فراعنة وخمس مومياوات غير ملكية إلى المتحف القومي لعرضها. وسيتم نقل هذه المومياوات أواخر العام الجاري أو مطلع العام المقبل، وفقا للدكتور أحمد الشربيني المدير العام للمتحف القومي. وأوضح الشربيني، أنه سيتم افتتاح القاعة الكبيرة وقاعة المومياوات بالمتحف في أواخر نوفمبر أو أول ديسمبر المقبلين، إيذانا بافتتاح المتحف رسميا. وبافتتاح هاتين القاعتين، سيكون هناك ثلاث قاعات بالمتحف، حيث سبق أن تم افتتاح قاعة الحرف التراثية عبر التاريخ. ومن المخطط أن يتم افتتاح قاعتين أخريين في عام 2020، على أن تفتتح باقي القاعات لاحقا. ومن المقرر أن يبلغ عدد قاعات المتحف تسع قاعات. وقال الشربيني، إن "المتحف القومي للحضارة المصرية سيكون ثاني أكبر متحف في مصر، وسيكون أكثر من مجرد متحف بل مركز ثقافي متكامل". وأضاف أن المتحف سيتناول حضارة مصر عبر السنين منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، بدءا بالمراحل الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية. وتابع أن "هذا ما يميز المتحف ويجعله مختلفا عن المتاحف الأخرى، مثل المتحف الكبير الذي سيركز على البعد الفرعوني". ويطل المتحف على بحيرة عين الصيرة، التي تم تكريكها وتوسيعها، لتصبح امتدادا طبيعيا للمتحف، الذي سيضم أيضا دار سينما ومسرح وبعض المحلات، بحيث تتحول زيارته إلى "نزهة ثقافية". ويقع هذا المتحف على مساحة 33.5 فدان، ويستوعب 50 ألف قطعة أثرية، وتم وضع حجر الأساس لمبنى المتحف في عام 2002.