رغم الحرب والحصار المفروض على اليمن للعام السادس على التوالي، وانقطاع المرتبات، ومنع دخول المشتقات النفطية من التحالف، إلا أنه لم يستطع أن يوقف عجلة التنمية التي ينفذها أبناء المجتمع اليمني في مختلف المجالات. إنه تم تنفيذ 55 مبادرة مجتمعية، بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، في مشاريع، رصف الطرقات، بتكلفة تجاوزت 269 مليون ريال خلال العام 2019م. ذمار 26سبتمبر/ محمد العلوي اتجهت العشرات من المبادرات المحلية في رصف الطرقات الوعرة في وصاب السافل بمحافظة ذمار، للتقليل من معاناة المواطنين الذين يعيشون في مناطق جبلية تضاريسها الجغرافية صعبة جدا، حيث تم تنفيذ 55 مبادرة مجتمعية بتكلفة تجاوزت 269 مليون ريال، بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية خلال العام الماضي 2019م. جهود تنموية إلا أن مبادرة مشروع رصف نقيل أصراف شمال غرب عزلة بني علي، في وصاب السافل، بطول 1500 متر، ما يقارب 5500 متر مربع، بعرض يتراوح مابين 3.5 - 6 أمتار في بعض المنعطفات، تستحق الوقوف أمام الجهود التنموية للأهالي بعيداً عن اهتمامات السلطة المحلية والصندوق الاجتماعي خلال الفترة الماضية. حيث تم تقسيم عملية الرصف إلى مراحل: المرحلة الأولى بطول 300 متر × 3.30 أمتار، أي ما يعادل 990 متراً مربعاً، بتكلفة 9 ملايين ريال، في حين يتجه الأهالي لتنفيذ المرحلة الثانية بطول 700 متر، بما يعادل 2310 أمتار مربعة، فيما المرحلة الثالثة تتراوح طولها 500 متر، بحدود 1650 متراً مربعاً، بتكلفة تزيد عن 66 مليون ريال، دون جدران السواند. تحقيق المستحيل يؤكد عمار العلوي أحد مؤسسي المبادرة، أن الإرادة ستعمل على تحقيق ما كان يراه البعض بأنه مستحيل، في رصف طريق نقيل أصراف، التي كان ينظر إليها بقلق ورعب، باعتبار أن مرور سائقي السيارات منها مجازفة حقيقية مع تكرار الحوادث المؤلمة. موضحاً أن المبادرة اعتمدت على مبدأ المنافسة والشفافية من أجل التنمية بين ابناء المجتمع، في جمع التبرعات، عن طريق تقسيم رصف المشروع إلى ثلاثة أجزاء، بين القرى ضمانا لتحقيق النجاح. داعياً رجال المال والأعمال والتجار والمغتربين ومالكي السيارات، وقيادة السلطة المحلية في المديرية، وأبناء المناطق المستفيدة إلى تقديم المزيد من الدعم المادي لاستكمال أهم مشروع تنموي للمنطقة طال انتظاره طويلاً. تكاتف المجتمع فيما أعتبر مدير مشروع مبادرة رصف الطريق طاهر نصر راشد، أن الطريق الذي يربط خمس عزل، يحتاج في الوقت الراهن المزيد من التكاتف المجتمعي لتحقيق التنمية. مؤكداً أن إحدى النساء الأرامل سجلت موقفا عظيما للشهامة والكرم، ببيع بقرتها والمساهمة بقيمتها لصالح رصف الطريق، استشعاراً منها بالمسؤولية المجتمعية وإحساساً منها بأهمية نجاح المشروع. مثمناً دور كل من ساهم في إنجاح رصف الكثير من المناطق ذات الصعوبة العالية. تخفيف المعاناة وأشار المسؤول المالي للمبادرة علي محمد راشد، إلى أن المشروع الذي يشارك فيه بحدود 30عاملا، سيحتاج بحدود 70 ألفا من الأحجار، لكافة مراحل عملية تنفيذ الرصف، بتكلفة تزيد عن 66 مليون ريال. موضحا أن شحة التمويل خلال الفترة الراهنة، لن تثني إدارة المبادرة، عن تحقيق الهدف الذي يتطلع إليه الجميع، خصوصا وأن المواطنين البسطاء يعانون الأمرين، ونجاح المشروع سيخفف عنهم الكثير من الأعباء والتكاليف على الأهالي التي تثقل كاهلهم جراء وصعوبة الطريق. لافتاً إلى أن التبرع لصالح المشروع، لم يقتصر على أبناء المنطقة، تعبيراً عن التعاون الحقيقي والملموس من فاعلي الخير. معاناة مستمرة من جهته أعتبر محمد حيدر "أبو قيس"، أن طريق نقيل أصراف كانت محل قلق دائم من معاناة الأهالي بتكرار انقطاعها من سيول الأمطار القادمة من رؤوس الجبال، داعيا كافة أبناء المناطق المستفيدة من الطريق إلى مضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى الرصف، وإصلاح جدارات السواند وعبارات تصريف مياه السيول. آخر الكلام ما يؤمله الأهالي وأعضاء مبادرة رصف نقيل أصراف، هو الإسهام الفاعل، من قبل الإدارة الجديدة للصندوق الاجتماعي للتنمية في محافظتي ذمار والبيضاء، التدخل في المشروع على غرار بقية المشاريع رصف الطرقات التي شهدتها المديرية خلال العامين الماضيين، كانت محط اهتمام وتقدير الأهالي.