تبادلت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاتهامات بمحاولة اعاقة تشكيل حكومة وحدة وطنية يأمل المسؤولون أن ترفع العقوبات التي يفرضها الغرب. وقال اثنان من مساعدي عباس ان الرئيس جمد المحادثات حول الائتلاف بعد أن أعلنت حماس انها لن تقبل اتفاقيات سلام الوضع المؤقت مع اسرائيل. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ان المحادثات ستتوقف فقط خلال الفترة التي يزور فيها عباس نيويورك. ويبرز الخلاف صعوبات تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الفصيلين ويهدد بانهيار الجهود الرامية لاستئناف المساعدات الغربية المباشرة التي قطعها الغرب عندما تولت حماس الحكم في مارس اذار. وقال نبيل عمرو المستشار الاعلامي لعباس في بيان ان الرئيس الفلسطيني جمد مساعي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال أحمد عبد الرحمن وهو من مساعدي عباس ان حركة حماس تراجعت عن شروط اتفاق حكومة الوحدة الذي توصل اليه عباس وهنية يوم الاثنين. أضاف أن المحادثات ستجمد الى أن يعود الرئيس من زيارة لنيويورك يقوم بها هذا الاسبوع حيث سيحضر اجتماعا للجمعية العامة للامم المتحدة. وأضاف لرويترز ان عباس جمد اجراءات تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد التصريحات المتضاربة التي صدرت عن حركة حماس وقادتها مما أثار ردود فعل دولية سلبية. ونفى هنية أن يكون عباس قد جمد المحادثات. وقال للصحفيين انه اتفق مع عباس على استئناف الحوار حين يعود وأضاف أن التصريحات التي ترددت صدرت فيما يبدو من أشخاص لا يريدون أن يشهدوا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال مساعدون لعباس ان الرئيس الفلسطيني غادر الضفة الغربية متجها الى عمان في طريقه الى الولاياتالمتحدة ولم يتضح بعد وقت عودته. وكان هنية قد أصر يوم السبت على أن وثيقة صاغها فلسطينيون محتجزون في السجون الاسرائيلية وتعد الاساس للخطوط العريضة للوحدة "لا تعترف بالاحتلال" -وهو التعبير الذي تشير به حركة حماس لاسرائيل- ولا تقبل باتفاقات السلام القائمة. وقال مساعدو عباس ان اتفاق حكومة الوحدة ينص على أن الحكومة الجديدة ستحترم اتفاقات السلام السابقة. وقال عبد الرحمن انه في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الترويج لبرنامج حكومة الوحدة لدى المبعوثين الدوليين يعلن هنية ومسؤولو حماس أنهم غير ملتزمين باتفاقات السلام السابقة. وأضاف أن حماس باتت ضد التقدم الضئيل الذي تم احرازه في صياغة البرنامج السياسي الجديد. ورفض سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس تحديد ما اذا كانت الحركة الاسلامية تسعى لادخال تغييرات على جدول الاعمال السياسي الذي تم الاتفاق عليه مع عباس قائلا ان المشاورات ما زالت جارية. ويقول مسؤولون أمريكيون ان بنود اتفاق حكومة الوحدة لا تتفق مع الشروط الثلاثة التي وضعتها المجموعة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط وهي أن تعترف الحكومة الفلسطينية باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل باتفاقات سلام الوضع المؤقت. وقال مسؤولون فلسطينيون ان عباس سيلتقي بالرئيس الامريكي جورج بوش في نيويورك يوم الاربعاء على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال البيت الابيض انه لا يستطيع تأكيد أو نفي اعتزام اجراء محادثات. وهددت واشنطن بمقاطعة مسؤولي فتح في حالة انضمامهم الى حكومة لا تنفذ الشروط الثلاثة. وقال وزير الاسكان الاسرائيلي مئير شتريت ان حكومة الوحدة الوطنية يجب أن تعترف بوضوح بدولة اسرائيل وأن تحارب الارهاب "والا فلن تكون الحكومة الوحدة هذه مفيدة." ولكن الاتحاد الاوروبي أشاد باتفاق عباس مع حماس وأشار الى أنه يمكن أن يعيد المساعدات المباشرة. رويترز