( نعرف آل سعود جيدا وحياتنا كجيران معهم تجربة ومعارك متصلة... لن يتأخروا لحظة عن بذل كل ما يستطيعون لأحداث تغيير في اليمن لتدخل بذلك في دائرة نفوذهم ولا يعنيهم في هذا الأمر أن يكون الحكام ملكيين او جمهوريين وإنما كل ما يعنيهم هو ان تكون اليمن تحت نفوذهم ) . هذا ما تحدث به المشير عبدالله السلال أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية فتاريخ آل سعود منذ تأسيس دولتهم الأولى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي يقوم دائما على التطلع إلى ما وراء حدودهم طمعا في أراضي الأخرين . العدوان الأول مع مطلع القرن التاسع عشر بدأ أول عدوان سعودي على الأراضي اليمنية فبعد احتلالهم وضم بلدان نجد تحت حكمهم ووصلوا إلى الإحساء وعُمان وبادية الحجاز اتجهت أنظارهم إلى الأراضي اليمنية لما لها من أهمية اقتصادية وتجارية فكانت منطقة عسير أول أراضي اليمن التي سيطر عليها الوهابيين سنة 1803 م . وبذلك فتحت شهية آل سعود باحتلال اراضي يمنية اخرى في المخلاف السليماني مستغلين ضعف الدولة المركزية بصنعاء فقد أرسل أمير الدرعية عدة حملات عسكرية لقت مقاومة وهزائم مما دفعة بأعداد حملة مكونة من ثلاثة آلاف مقاتل وتوجهت الحملة إلى مدينة ضمد المعروفة في ذلك الوقت بأنها أكبر مراكز تهامة العلمية إلى جانب كونها مركز النشاط الروحي والعلمي للزيدية . وهذا ما فسره المؤرخين سبب استباحة الوهابيين لها وتعرض جميع محتوياتها المادية والأدبية لأعمال السلب والنهب والحرق . وبسقوط المخلاف السليماني تحت احتلال امير نجد فتح الطريق نحو مناطق يمنية اخري منها اللحية والزيدية بل توغلوا نحو الداخل واحتلوا مدينة حجة ليهددوا بذلك صنعاء مباشرة والتي ادركت خطر العدوان السعودي فتمكنت عام 1805م من تحريرها وصد الوهابيين عن مناطق الداخل الجبلية مما دفع بالوهابيين في عام 1806م الى حصار الحديدة واحتلالها وبسقوطها سقطت معها هيبة الإمامة في جميع أنحاء تهامة إذ أعلن عامل زبيد استسلامه أما عامل ميناء المخا فقد صالحهم مقابل مبلغ من المال وظلوا محتلين للساحل اليمني حتى عام 1818م بعد القضاء على الدولة السعودية الاولى ودخول قوات محمد علي باشا الدرعية عاصمتهم . تاريخ دموي ومع انتهاء الحرب العالمية الاولى 1914- 1918م وبمساندة الانجليز تمكن عبدالعزيز آل سعود من السيطرة على الحجاز وطرد الشريف حسين وابناءه واقام دولته بحد السيف ومن ثم مد اطماعه نحو أراضي اليمن حيث كانت البداية قيامه بمجزرة كبيرة تمثلت بمذبحة تنومة بالشهر الحرام يوم الاحد17 ذي القعدة سنة 1341 هجرية الموافق 1 يوليو 1923م بحق ثلاثة ألف من حجاج اليمن العزل ومن ثم جاء بعدها مطامع الأرض وكأنه يعيد مطامع دولة آل سعود الأولى حيث كان بوابته عسير ونجران وجيزان عبر معاهدة حماية مع الادارسة عام 1926م ومن ثم طردهم للأدارسة عام 1928م ليدخل ابن سعود في مواجهه مباشرة مع حكومة صنعاء .ومع اعلان الدولة السعودية الثالثة رسميا سنه 1932م والتي بادرت كل من الإنجليز وامريكا الاعتراف بها - وأن كان اعترافهم قبل إعلانها فقد اعترفت بريطانيا بدولة ابن سعود في مايو 1927م اثر معاهدة جدة - شنت السعودية حربها و عدوانها الثالث على اليمن في مارس 1934م عبر الزحف نحو موانئ الساحل اليمني حتي وصولهم واحتلالهم لميناء الحديدة وما قاموا به من اعمال قتل وسلب ونهب واحراق وتدمير بدافع عقائدي اعتنقوه منذ تأسيس دولتهم الأولى عبر تحالف سياسي - ديني يبيح لهم ذلك بحق الأخرين لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية توسعية لدولتهم لتنتهي ذلك الحرب والعدوان بمعاهدة الطائف في مايو 1934م لتدخل العلاقات اليمنية السعودية طورا اخر من الصراع و المطامع السعودية في ابتلاع الاراضي اليمنية والتدخل في شؤونها الداخلية . اجهاض الثورة ومع قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في شمال الوطن وثوره 14 اكتوبر 1963م في جنوب الوطن وقفت السعودية ضدهما ولم تعترف بالنظام الجمهوري وقدمت الدعم السياسي والعسكري لإجهاض الثورتين وبالأخص ثورة 26 سبتمبر فمع اعلانها ساند آل سعود بقايا اسرة حميد الدين بالمال والسلاح وظلت تحارب الثورة سبع سنوات . رغم أن المادة التاسعة من معاهدة الطائف 1934م تنص على (يتعهد كل من الفريقين الساميين المعاقدين بان يمنع بكل ما لدية من الوسائل المادية والمعنوية استعمال بلاده قاعدة ومركزا لأي عمل عدواني او شروع فيه او استعداد له ضد بلاد الفريق الآخر ... ). لكن نجد أن السعودية وخلافا لذلك تدخلت في شؤون اليمن الداخلية المختلفة في انقلاب 1948م و احداث 1955م واتضح تدخلها العسكري المباشر عقب ثورة 26سبتمبر ولولا وقوف جمهورية مصر لمساندة ثورتي الشعب اليمني في الشمال والجنوب لتمكن آل سعود من ابتلاع مزيدا من أراضي اليمن واعاده الملكية من جديد الى صنعاء والسلاطين إلى عدن . جريمة منسية وفي كتاب ( التاريخ العسكري لليمن 1839- 1967م ) اشار مؤلفه سلطان ناجي إلى اوضاع اليمن السياسية والعسكرية في اليمن بين عامي 66- 1967م ( ... فبعد ان فشلت اتفاقية جدة ومؤتمر حرض في اقرار السلام , وبعد ان تبين للجمهوريين ان الملكيين قد استغلوا اتفاقية وقف اطلاق النار وكذلك سحب القوات المصرية من المناطق الشمالية والشرقية بمقتضى الاستراتيجية الجديدة (( استراتيجية النفس الطويل )) بعد ان تبين لهم ذلك بدأ المصريون في اعادة قواتهم المسحوبة إلى اليمن ولم يأت شهر نوفمبر 1966م الا وقد ارتفعت القوة، وقد كان الباعث الحقيقي لذلك هو من اجل مقاومة المشاريع السعودية الجديدة القاضية بتكوين مجلس مكون من ممثلين عن الملكيين والسعودية والسلاطين في الجنوب يكون بمثابة الجبهة المشتركة ضد المصريين والجبهة القومية والنظام الجمهوري في الشمال .. وبدأت الانفجارات تحدث داخل المكاتب والمؤسسات الحكومية الحربية والقصور الملكية في السعودية ذاتها . وفي العاشر من يناير 1967م اعلنت الحكومة السعودية انها قد القت القبض على مواطنين يمنيين كانوا يقومون بالتفجيرات داخل المملكة . وفي السابع عشر من مارس 1967م اعلن وزير الداخلية السعودي عن اعدام سبعة عشر يمنيا ) . كجريمة اخرى يرتكبها آل سعود بحق الشعب اليمني حتي انه اصبح شهر مارس هو الشهر الاجرامي للسعوديين في شن حربهم وعدوانهم على اليمن منها حربهم في 22 مارس 1934م وعدوانهم الاخير كان في 26 مارس 2015م.