مستفيدة من أخطاء شريكتها السعودية في إنكار الضربات ثم افتضاحها، سارعت أبوظبي في الاعتراف بالضربة المدوية التي استهدفت مطارها الدولي وتحديدا خزانات عملاق الاقتصاد الإماراتي "ادنوك" ومطار أبوظبي اللذان تداولت وسائل إعلام دولية صوراً لحرائق ضخمة فيهما، وأعلنت شرطة أبوظبي حدوث انفجار 3 صهاريج محروقات في منطقة مصفح، وحريق شبّ في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبو ظبي الدولي. وبحسب شرطة أبوظبي، فإن نتائج التحقيقات الأولية تشير لرصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون مسيرات تسببت بالانفجار. وأكد تحالف العدوان أن هجوماً استهدف مطار أبو ظبي باستخدام طائرات مسيرة، مشيرا -حسب الخبر- إلى أن الطائرات المسيرة انطلقت من صنعاء، وذلك تزامنا مع إعلان شرطة أبو ظبي عن رصد طائرتين مسيرتين. واعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري عطوان، الهجوم بأنه الرد الأول على مشاركة الإمارات بقوة- مباشرة أو عبر حلفائها في شبوةومارب- في الحرب. وقال عطوان: هجومان حوثيان بالمسيرات على مطار أبو ظبي ونشوب حرائق، إنه الرد الأول على مشاركة الإمارات بقوة مباشرة أو عبر حلفائها في شبوةومارب.. وأضاف: الحرب في اليمن تدخل مرحلة تصعيدية جديدة وهذه الهجمات رسالة تحذيرية متوقعة وغير مسبوقة ولهذا كانت الأضرار محدودة والباب بات مفتوحا للوسطاء، والله أعلم. فيما اكتفى رئيس الوفد الوطني المفاوض، بالإشارة إلى الإمارات ب"الدويلة" بقوله "دويلة صغيرة في المنطقة تستميت في خدمة أمريكا وإسرائيل، كانت قد زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة خلاف ما زعمت، وعلى إثر ذلك فهي بين أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها". واعتبر عضو الوفد المفاوض عبد الملك العجري، استهداف مطار أبو ظبي الدولي ومنطقة المصفح، "مقدمة وأنه لا يزال هناك الكثير من المفاجآت في جعبة الجيش واللجان الشعبية". وقال العجري إن سياسة النأي بالنفس التي أعلنت عنها الإمارات ظهرت أنها كذبة وخدعة داخليا وإقليميا، مشيرا إلى أن التحرك الإماراتي الأخير في اليمن أعادها للواجهة وهي لا تستطيع تحمل ضربات مكثفة كالتي تتعرض لها السعودية. وأشار إلى أن "الإمارات خادم صغير للأمريكيين والإسرائيليين ولا يمكن الثقة بهم حتى على المستوى الإقليمي"، مضيفا أن أبوظبي وقعت في فخ أمريكي إسرائيلي سعودي بالعودة للواجهة في اليمن. ولفت إلى أن اقتراب صنعاء من السيطرة على مارب، "دفع الأمريكيون الإماراتيين للعودة والتحرك في اليمن وهذا يثبت أنها أداة لرأس العدوان الحقيقي أمريكا وإسرائيل". وكانت الإمارات العربية المتحدة أعلنت منتصف العام 2019م، أن قواتها غادرت مدينة عدن الساحلية وعادت إلى أرض الوطن بعد أن سلمت السيطرة عليها للسعودية. يشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية قد توعدت الإمارات بضربات قاسية وموجعة بعد تصعيد أبو ظبي في جبهة شبوة وقيام سفينة عسكرية تابعة لها بأعمال عدائية في المياه الإقليمية اليمنية. مصفح المدينة الصناعية: تعد مدينة "مصفح" هي المنطقة الصناعية الرئيسية في العاصمة الإماراتية "أبو ظبي" ولا تبعد كثيراً عن مطار أبوظبي الدولي. تضم مدينة "مصفح" عدداً كبيراً من الشركات الصناعية، كما تضم "ميناء مصفح" الذي جعل منها أبرز منطقة اقتصادية بالإمارات. وأهم المناطق الصناعية في "مصفح": – منطقة ايكاد 1: وتضم "مجمعات متخصصة في الصناعات الهندسية الثقيلة". – منطقة ايكاد 2: وتضم "مجمعات متخصصة في الصناعات الخفيفة والمتوسطة". – منطقة ايكاد 3: وتضم "الصناعات الخفيفة والمتوسطة وبعض الشركات الدولية". – منطقة ايكاد 4: وتضم " مراكز متخصصة في الصناعات التكنولوجية المتطورة". – منطقة ايكاد 5: وتضم "المجمعات المتخصصة في صناعة السيارات". فيما يعد مطار أبو ظبي واحداً من أكبر المطارات في العالم، يمتد على مساحة 742 ألف متر مربع، ويضم 65 بوابة للطائرات و35 ألف متر مربع للسوق الحرة، ليستوعب 30 مليون مسافر سنوياً عند تشغيله. جاءت هجمة الأمس فيما كان نائب رئيس الإمارات في كوريا الجنوبية، وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية الرسمية (يونهاب) بأن اتفاقا مبدئيًا جرى توقيعه في دبي، تشتري بموجبه الإمارات صواريخ أرض – جو لنظام "إم – سام"، المسمى تشيونغونغ 2، من كوريا الجنوبية بقيمة 3.5 مليار دولار. تكهنات الإعلام وسائل إعلام وبالاستناد إلى تقارير دولية، كانت ذكرت أن هجوما تعرض له مطار أبو ظبي بأكثر من 30 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيرة، فيما نقلت "قناة العربي" عن مصادر لم تسمها، قولها إن الهجوم تم بنحو 20 طائرة مسيرة و10 صواريخ باليستية، مشيرة إلى أن هذه الهجمات حققت إصابات دقيقة لأهدافها. وأجبرت الحرائق والانفجارات التي هزت ابوظبي، الإمارات على الاعتراف بإذلال بجزء منها في محاولة لتهدئة روع المواطنين وكبار الشركات الدولية التي قد تبدأ بمراجعة حسابات وجودها في هذه الدولة التي يعتمد اقتصادها على مركزها المالي إقليميا وكمركز تجاري أيضا، وقد تقضي سنوات لتلافي تداعياته. في السياق، ظهرت أصوات من المجاميع التي يفترض أنها في صف تحالف العدوان مؤيدة لهذه الضربة وتؤكد التفافها حول الهجوم بما يشير إلى أن الأطراف اليمنية والنخب بما فيها الموالية لتحالف العدوان بدأت تدرك مخطط التحالف الذي تكون من أجل الاعتداء على اليمنيين وتمزيق وحدتهم ونسيجهم الاجتماعي وإبقائهم في دائرة من الصراعات الداخلية المذهبية والمناطقية وحتى الحزبية. في التداعيات الأولية للهجوم، تراجعت أسهم شركة ادنوك، عصب الاقتصاد الإماراتي، أمس الاثنين، مع تعرض منشآتها لهجوم بطائرات مسيرة، وسط تقارير أمريكية عن "ضربة موجعة". وأفادت تقارير إعلامية بأن أسعار أسهم شركة النفط الوطنية الإماراتية "ادنوك" هبطت بشكل مفاجئ مع تراجع الطلب عليها وإقبال المستثمرين في أسهم الشركة على بيع سنداتهم الخاصة بالشركة في البورصات العالمية.. وجاء هذا التراجع على وقع هجمات كبيرة استهدفت منشأة الشركة الاستراتيجية في أبوظبي، اعترفت الامارات ب3 منها في المدينة الصناعية "مصفح". في السياق، كشفت وكالة بلومبيرغ عن أضرار وصفتها ب"الجسيمة" لحقت بمنشآت النفط الإماراتية جراء الهجمات الجوية الأخيرة.. وأشارت الشركة في تقرير لها إلى أن الأضرار أثارت قلق مراقبي سوق النفط لوجود تهديد مستمر ضد البنية التحتية النفطية في المنطقة.. من جهة ثانية ذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن زايد، ألغى اجتماعا كان مقررا أمس، مع رئيس كوريا الجنوبية في أبوظبي بسبب وصفه ب "مسألة غير متوقعة تتعلق بأمن الدولة". وأشارت إلى أن الهجوم تسبب في أضرار لمنشآت النفط الإماراتية، وتسبب في إرباك حركة الملاحة الجوية في مطار أبوظبي. ولفتت إلى أن هذه العملية تعد الأكبر من نوعها حتى الآن على الأراضي الإماراتية، مؤكدة أن استهداف المنشآت النفطية الإماراتية أثار قلق مراقبي سوق النفط لوجود تهديد مستمر ضد البنية التحتية النفطية في المنطقة. انخفاض مؤشر البورصة "وكالة رويترز" العالمية، أكدت مساء أمس، أن مؤشر أسهم بورصة أبوظبي أغلق منخفضا. وقالت الوكالة إن "المؤشر الرئيسي للأسهم في بورصة أبوظبي يغلق منخفضا بعدما تخلى عن مكاسبه الأولية بعد أنباء عن انفجار وحريق في مطار أبوظبي". وأشارت "رويترز" إلى أن المؤشر الرئيسي للأسهم في بورصة أبوظبي كان قد صعد بما يصل إلى 0.3 بالمئة في التعاملات المبكرة ليغلق على انخفاض وصل 0.1 بالمئة بعد الأنباء عن انفجار وحريق في مطار أبو ظبي. يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها العمق الإماراتي لهجمات القوات المسلحة اليمنية منذ ادعاء الإمارات انسحابها من حلف العدوان، قبل أكثر من عامين، وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لأنصار الله، إن "الإمارات كان لديها رغبة في الانسحاب من اليمن ووفرنا لهم الانسحاب الآمن وحفظ ماء الوجه بالفعل، لكنهم عادوا للتصعيد وتكثيف عدوانهم علينا، فكان هذا بداية الرد من جانبنا". البخيتي قال "إن هجوم اليوم ضد الإمارات هو البداية، وهدد بأنه ستكون هناك هجمات أخرى، إذا اختارت الإمارات طريق التصعيد"، والرسالة نفسها أكدها متحدث القوات المسحة اليمنية العميد يحيى سريع في تغريدة له، ذكر فيها أنه سيتم استهداف "العمق الإماراتي" بمزيد من الهجمات.