أقرّ مجلس النواب الأميركي مساء الأربعاء ميزانية جديدة للحكومة الفدرالية تتضمّن تمويلاً ضخماً تناهز قيمته 14 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا على التصدّي للغزو الروسي وتداعياته. وينبغي أن يصادق مجلس الشيوخ على النصّ الذي يقع في أكثر من 2700 صفحة ويتضمن شقا اقتصاديا وآخر إنسانيا بالإضافة إلى أموال ستخصّص لتزويد كييف أسلحة وذخيرة، قبل إحالته على الرئيس جو بايدن للمصادقة عليه. وتنص الميزانية على مساعدات عسكرية وإنسانية يبلغ مجموعها 13,6 مليار دولار لأوكرانيا وحلفائها في أوروبا الشرقية. ويفترض بالأموال المرصودة بموجب هذا النص أن تتيح لكييف حماية الشبكة الكهربائية في البلاد والتصدّي للهجمات الالكترونية والتزود بأسلحة دفاعية. ومن المبالغ المخصصة 2,6 مليار دولار للمساعدات الإنسانية وأكثر من مليار دولار لدعم اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من بلدهم بسبب الحرب. وقال بايدن في تغريدة على تويتر "سنواصل دعم الشعب الأوكراني الشجاع الذي يقاتل في سبيل وطنه". ويشمل هذا التمويل أيضاً أكثر من 6,5 مليارات دولار لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستستخدم بشكل خاص لنشر قوات عسكرية في المنطقة. كما خصصت مبالغ لتمويل الردّ على موسكو، بدءًا بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتّحدة على أفراد من الأثرياء القريبين من السلطة الروسية. وألحقت المساعدة المخصّصة لأوكرانيا بالميزانية الفدرالية الأميركية للعام 2022 التي بلغت قيمة النفقات فيها 1500 مليار دولار. ويفترض أن يجري التصويت على هذه الميزانية في الأيام المقبلة في مجلس الشيوخ. وقالت الديموقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في بيان مشترك إن "الشعب الشجاع والمحب للحرية في أوكرانيا وحلفاءنا في المنطقة سيتلقون الاستثمارات المطلوبة بشكل عاجل لمحاربة فلاديمير بوتين والغزو الروسي غير القانوني وغير الأخلاقي". وتبنى النواب أيضا "قرارا مستمرا" لأربعة أيام لمواصلة عمل الوكالات الفدرالية حتى الثلاثاء المقبل. وتمنح هذه المهلة مجلس الشيوخ بعض الوقت إذا تعذر إكمال الإجراءات لنقل النص بأكمله إلى مكتب الرئيس بايدن بحلول مساء الجمعة. وفرض الجدول الزمني الصارم على المشرعين لأنه من المقرر أن يعتكف الديموقراطيون في فيلادلفيا لبقية أسبوع العمل. -"فترة خطيرة" - وقبل التصويت دعا شومر إلى التحرّك "بسرعة كبيرة" لإقرار الموازنة والتمويل الطارئ المخصّص لأوكرانيا، مؤكدا أن "الأوكرانيين يحتاجون إلى طعام وكساء ومأوى وكهرباء ودواء". وفي حدث نادر في الكونغرس المعتاد على الخلافات السياسية، دعم الديموقراطيون والجمهوريون على حد سواء هذه الإجراءات. وكان عدد كبير منهم أجروا اتصالات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نهاية الأسبوع الماضي، دعوا على اثرها إدارة الرئيس جو بايدن إلى زيادة مساعدة واشنطن لكييف وتشديد ردها على موسكو. وأكد زعيم الأقلية المحافظة في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أن "الولاياتالمتحدة وشركاءها يمرون بفترة خطيرة"، معتبرا أن الاتفاق بشأن الميزانية "خطوة حاسمة يحتاج إليها أمننا القومي". وتخصص الميزانية 782 مليار دولار لتمويل الدفاع - أكثر بكثير من 715 مليارا طلبها بايدن أولا -، بزيادة نسبتها 5,6 في المئة عن العام الماضي. كما تشمل 730 مليار دولار من الأموال للقطاعات غير الدفاعية، بزيادة نسبتها 6,7 في المئة عن 2021 وأكبر زيادة في أربع سنوات. وكانت الميزانية الفدرالية الأميركية الكبيرة البالغة 1500 مليار دولار، تتضمن تخصيص أكثر من 15 مليار دولار لمكافحة وباء كوفيد-19. لكن هذا البند شطب في اللحظة الأخيرة من المسودة النهائية بسبب احتجاج عدد من الديموقراطيين. وسيتم التصويت عليه بشكل منفصل. في الوقت نفسه، صوت أعضاء مجلس النواب الأربعاء أيضا على حظر استيراد الطاقة الروسية كما فعل الرئيس الأميركي الذي أعلن بمرسوم الثلاثاء فرض حظر على هذه المواد. وبالإضافة إلى الإجراءات العقابية، يطالب مشروع قانون الكونغرس أيضا الولاياتالمتحدة بالتشجيع على تعليق عضوية روسيا في منظمة التجارة العالمية.
