تتجه الولايات المتحدة نحو تصعيد عسكري جديد في البحر الأحمر بالتزامن مع اعلان الأممالمتحدة المضي في خطوات التهدئة وتثبت الهدنة في اليمن الذي يدخل عامه الثامن في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم جراء الحرب . حيث أعلن قائد الأسطول الخامس الأمريكي ادميرال تشارلس براد كويبر عن تأسيس جديد لقوة بحرية مشتركة تمثل 34 دولة مكلفة بحماية البحر الأحمر في مؤشر على تصعيد عسكري في البحر الأحمر بمبرر حماية الملاحة البحرية. تكريس لحالة الحصار: رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام اكد ات التحرك الأمريكي في البحر الأحمرفي ظل الهدنة يناقض زعم واشنطن دعم الهدنة المتفق عليها مع تحالف العدوان برعاية اممية مشيرا بان ذلك التحرك تسعى من خلاله الولايات المتحدة الى تكريس حالة العدوان والحصار على اليمن. الاحد 17 ابريل بدء المهمة: لا يخفى للمتابع بان تشكيل التحالف البحري وتنفيذ مهامه كان اسرع من المتوقع يوحي بان المخطط معد ومرسوم سلفا حيث نقلت وكالة ا.ف.ب الدولية عن المشرف للاسطول الخامس للبحرية الامريكية في الشرق الاوسط اللواء البحري براد كوبر قوله انه سيتم تكليف فرقة العمل الجديدة في البحر الاحمر يوم الاحد المقبل وتتكون من سفينتين الى ثمان سفن في وقت واحد وسيشهد انضمام سفينة "يو إس إس ماونت ويتني" وهي سفينة قيادة برمائية من فئة "بلو ريدج" كانت في السابق جزءا من الأسطول السادس للبحرية الأفريقية والأوروبية.. الامر الذي يضع اكثر من علامة استفهام حول علاقة تسريع الاعلان وتنفيذه بالهدنة الانسانية المعلنة. اعادة تنظيم القيادة والسيطرة للتحالف: يؤكد الياس فرحات الباحث العسكري والاستراتيجي ان هذه القوة التي يجري أنشاءها في البحر الاحمر ليست قوة جديدة بل انها قوة امريكية موجودة بالفعل في البحر الاحمر وتخضع فعليا للقيادة الوسطى للقوات المسلحة الامريكية التي تمتد من مصر والسواحل الافريقية في البحر الاحمر وصولا الى باكستان واسيا الوسطى واما القيادة العملانية البحرية الامريكية لهذه القوة فهي تخضع للاسطول الخامس الذي مقر قيادته في البحرين. ويضيف الباحث بركات بانه سبق ان اجريت مناورات عسكرية بحرية في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن خلال الشهرين الماضيين شاركت فيها مجموعة من الدول من بينها السعودية ومصر والامارات واسرائيل والسودان والاردن والولايات المتحدةالامريكية واكد ان ما يحدث اليوم من اعادة تشكيل قوة بحرية لما اسمي مكافحة التهريب هو فقط اعادة تنظيم للقيادة والسيطرة البحرية في البحر الاحمر في ضوء المستجدات المرتقبة بعد حل مسألة اليمن وبروز نظام جديد يسيطر على مايقارب 250 كلم من الساحل الغربي المطل على البحر الاحمر ومضيق باب المندب. -ابتزاز للخليج :- خبراء عسكريون اكدوا ان تشكيل القوة البحرية وتتضمن تشكيل القوة 153 والتي سيتم تفعيلها من يوم الاحد 17 ابريل 2022 وكذلك تشكيل الفرقة 59 والمعنية بمواجهة نظام الطائرات المسيرة بدون طيار والانظمة الغير مأهولة تبعث رسائل امريكية للقوات المسلحة اليمنية في المقام الاول خصوصا وانها جاءت عقب تصريحات مسئوليها العسكريين والسياسيين والتي تضمنت طمأنة لحلفاءها في الخليج عن قيامها باعادة دراسة تقييم الموقف واولوياتها القصوى ..لتعزيز التعاون المشترك وتعزيز توازن الردع العسكري في المنطقة في اعقاب عمليات كسر الحصار الثلاث للقوات المسلحة اليمنية في عمق دول تحالف العدوان. - ورقة تفاوضية: السفير الدبلوماسي السابق والمقيم في لندن عبدالله سلام الحكيمي اكد بان اعلان عن تشكيل تحالف عسكري بحري من 34 دولة بقيادتها لتسيير دوريا في البحر الاحمر وباب المندب وبحر العرب، قد يكون ورقة تفاوضية للضغط على صنعاء وابتزازها، تضافرا مع استمرار الحصار الشامل وله هدف استراتيجي آخر موجه ضد الصين وحلفائها في الصراع المتصاعد للهيمنة على العالم! - مالا يروق لامريكا من الهدنة: المعلوم بان اليمن خرج اخيرا من الوصاية الامريكية في ثورة 21 سبتمبر 2014 ويخوض حرب منذ 8 سنوات مع التحالف العربي بقيادة السعودية وان الاخيرة ادركت فشلها في الحرب لدى تصاعد وتنامي قوة الردع اليمنية ووصولها الى اهداف استراتيجية في عمق دول التحالف وهو ما افضى اخيرا لتوقيع هدنة عسكرية وانسانية برعاية اممية في 30 مارس 2022 قد تفضي في حال استمرار الهدنة الى سلام شامل بحسب تصريحات المبعوث الاممي لليمن غروندبرغ الامر الذي يسحب البساط اكثر نحو استقرار واستقلال القرار السياسي للنظام في صنعاء المعروف بموقفه المقاوم والرافض للتدخلات الامريكية في القرار اليمني وهو ما لا يروق للولايات المتحدةالامريكية واسرائيل وحلفائهما في المنطقة. سياسات تهديد للامن القومي اليمني : لاتزال السياسة الأمريكية والاسرائيلية أحد اهم مصادر التهديد للأمن القومي لليمن والعالم العربي، حيث تسعى الادارات الامريكية ومعها اللوبي الصهيوني الى السيطرة على طرق الملاحة البحرية التجارية وتدفق الثروة في ظل المنافسات الدولية في منطقة البحر الأحمر. كما ان الكيان الصهيوني يحاول التوسع في "دولة ارتيريا"، ويقوم بتدريب ومد القوات الإرتيرية بعدد من القطع البحرية ومحاولة السيطرة على الجزر اليمنية، إضافة الى تواجد العديد من القوى الدولية في »جيبوتي« والتي تصل الى ثماني دول، وقامت ببناء قواعد بحرية وجوية فيها والتي تشكل مصدر تهديد للامن القومي اليمني، كما ان محاولة الإمارات تحييد الاهمية الاستراتيجية للموانئ البحرية، ومنها ميناء عدن والعمل على تشكيل مليشيات موالية لها في المحافظات الجنوبية. تحذير استباقي: القيادة الثورية كانت تدرك تماما لما تخططه الولايات المتحدةالامريكية في الجانب البحري حيث ترك خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة ذكرى الصمود مارس 2022 والتي تصادف دخول العام الثامن لحرب التحالف على اليمن .. مساحة للتهديدات البحرية. واكد في هذا الصدد استعداد صنعاء بسلاح بحري لمواجهة التهديدات البحرية يمكنه اغراق السفن في البحر.. وذلك استباقا لهذا الاعلان من التحالف حيث قال : قادمون في العام الثامن بانتاجنا الحربي وأسلحتنا البحرية التي تغرق الأعداء" -ذريعة استخدمتها بريطانيا عند احتلال عدن: من جانبه قال عضو المكتب السياسي لانصار الله محمد ناصر البخيتي : دائما ما تتوارى دول الاستكبار العالمي خلف عناوين انسانية لإخفاء اهدافها الشيطانية، حيث أعلنت أمريكا ان الهدف الاول للقوة الجديدة التي تنوي نشرها في البحر الاحمر هو مكافحة الاتجار بالبشر وهذا يذكرنا بذريعة مكافحة تجارة العبيد التي سوقت لها بريطانيا كمبرر لإحتلال عدن. وشدد ان " إعلان أمريكا تشكيل قوة مهام جديدة في البحر الاحمر لن يثنينا عن مواصلة عملياتنا العسكرية في الداخل والخارج حتى تحرير اخر شبر من أرض اليمن وحماية حدوده البحرية، ومثل هذه التحركات الاستفزازية تثبت بأن أمريكا وراء عدم الاستقرار الذي يشهده العالم سواء في أوروبا أو آسيا أو الشرق الأوسط".