اواصل الكتابة عن مراحل نشوء وتأسيس مدينة حمام دمت في هذه المادة من المرحلة الثالثة الى المرحلة السادسة: المرحلة الثالثة: من 26/9/1962م الى 5 /11/1967م في تلك المرحلة شهدت المدينة توسع لا بأس به وتم بناء سوق مركزي عرف بتسمية " السمسرة" وانتظم سوق"2" الأحد وكان الأهالي فرحين بالنظام الجمهوري.. ابهت فرحتهم استشهاد الملازم اول عبدالحميد الرياشي من ابناء المديرية على ايدي المخابرات المصرية في اكتوبر من عام 1966م كما ان الاستقرار السياسي كان نسبي والأزمة السياسية في السلطة بصنعاء انعكست على بقية المناطق وكان الناس يظنوا انها مؤقتة ولم يعلموا أن الأزمات السياسية ستستمر الى اليوم. المرحلة الرابعة: من 5نوفمبر من عام 1967م الى أواخر عام 1982م في تلك الفترة اتسع عمرانالمدينة وامتدت احياؤها السكنية والتجارية الى جانب ما كان يسمى سوق الأحد الذي كان يوم للتسوق وشراء كثير من المنتجات المحلية ورغم ظروف الحرب خلال عقد السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي فقد صمدت المدينة وما جاورها لاختبارات قسوة ظروف الحرب وأفاقت من ظلال النسيان والتهميش لتغدو مزدهرة نابضة بالحياة. المرحلة الخامسة: من 1983م الى 1997م: ان طريق صنعاء – عدن الذي يمر من وسط المدينة قد اسهم في رفع اهمية ومستوى الشارع العام ويؤدي الى توسع البناء على جانبيه من اتجاهي الشمال والجنوب حيث يمتد من اقصى شمال المدينة الى اقصى جنوبها. المرحلة السادسة والأخيرة: من 1997م الى اليوم: هذه المرحلة تمتد من عام 1997م وهو العام الذي تم ضم مدينة حمام دمت الى محافظة الضالع التي تم تكوينها بقرار سياسي والذي وصف التكوين بأنه: "عامل ربط بين ما كان يسمى بمناطق الأطراف قبل الوحدة ويعتبر انشاؤها انجازاً وحدوياً لما له من اهمية اقتصادية واجتماعية لخدمة سكانها وتحقيق التنمية الشاملة لهم وتعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية والمعيشية لأبنائها" حسب توصيف دواعي تكوين محافظة الضالع والذي نشر في كتاب الجمهورية اليمنية مسيرة عشر سنوات 1990م – 2000م في ختام كتابة مراحل نشوء وتأسيس مدينة حمام دمت اود القول ان تاريخ مدينة حمام دمت لا تكمن في انشاء المباني الحديثة التي توفر مزيداً من الإبهار بقدر ماهي ارادة اهلها على جعل الآخرين تعي حقيقة هذه الإرادة. كما ان تاريخ مدينة حمام دمت هو رصد لقدرات اهلها النابهين الذين بنوها وحولوها من مجرد قرية "دروم" الى مدينة حديثة ومركز تجاري للمناطق الوسطى ترفع هامتها بشموخ لتقول لزوارها: انها لم تعد مجرد مدينة سياحية للاستحمام بل انها اضحت مدينة للعمل والإنتاج. يتبع.. الهوامش السمسرة: عرفت حينذاك انها سوق مركزي لتسويق منتجات القرى التابعة لمديرية دمت سوق الأحد: هو سوق اسبوعي يوم الأحد من كل اسبوع ويقوم اهالي قرى المديرية بتسويق منتجاتهم من الخضار والفواكه والحبوب والمنتجات الأخرى في ذلك اليوم الدروم: هو جمع درم والدرم هو المبنى المتواضع من الأحجار المتواضعة غير موقصة – صفة واحدة او ما يعرف الحد سقفه من القش وهو سكن مؤقت.
