قال قال معهد "ريسبونسابل ستيتكرافت" الأمريكي إن إدارة بايدن فشلت في متابعة أي من تهديداتها بمحاسبة السعودية، وليس لديهم نية لفرض أي تكاليف أو عقوبات على السعودية..وأن بمجرد انتهاء الانتخابات النصفية، اختفى كل ذكر لمحاسبة محمد بن سلمان، وفي الواقع يبدو أن بايدن الآن يلبي كل احتياجاته. وأكد أن الإدارة تخلت عن تهديداتها ضد المملكة التي وجهتها ردا على دور الرياض في رفض خفض إنتاج النفط في أوبك بلس في أكتوبر.. إذ كان غضب البيت الأبيض من الخفض قد هدأ بالفعل بعد فترة وجيزة من انتخابات التجديد النصفي، ومنذ ذلك الحين كانت الإدارة سريعة جداً في تلبية الطلبات السعودية. وذكر أن الإدارة ذهبت إلى حد الضغط ضد قرار جديد لسلطات الحرب في اليمن، والذي كان من الممكن أن يفرض إنهاء الدعم الاستخباراتي الأمريكي المتبقي لحملة الحكومة السعودية.. لكن في عهد بايدن، لا تستخدم الولاياتالمتحدة نفوذها للضغط على السعودية لتغيير سلوكها فقط، بل تمارس أيضاً ضغوطا على أعضاء الكونغرس لإرضاء السعوديين. وأفاد أنه بعيدا عن إعادة تقييم العلاقة مع السعودية، تستسلم الولاياتالمتحدة بشكل موثوق للضغط السعودي ولا تفعل شيئاً للرد حتى عندما تعمل حكومتها بشكل مباشر ضد المصالح الأمريكية.. أن الإدارة سمحت للسعودية بالإفلات من العقاب، وتفعل ما يحلو لها. من جهته أشار بايدن خلال زيارته الصيف الماضي للسعودية إلى أن الأخيرة يمكن أن تتصرف مع الإفلات من العقاب، وقد أكد التراجع في الأشهر القليلة الماضية أن الولاياتالمتحدة لن تعاقب عميلها السعودي أبدا على أي شيء. وأورد أن زيادة التعاون العسكري مع السعودية هو بالضبط الأمر الخطأ الذي تفعله الولاياتالمتحدة، سواء كان هدف هذا التعاون في اليمن أو أي مكان آخر.. يجب أن تبحث الولاياتالمتحدة عن طرق لتقليل وإنهاء المساعدة العسكرية التي تقدمها للسعوديين في نهاية المطاف، بما في ذلك مبيعات الأسلحة. وقال المعهد إن هذا مهم للولايات المتحدة حتى لا تساعد وتحرض على الجرائم السعودية، ولكنه ضروري أيضا لتصحيح الإفراط في الاستثمار الأمريكي للموارد في الشرق الأوسط.. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تشرع في المشاريع العسكرية والاستخباراتية الجديدة التي ذكرت أعلاه ولكن يجب عليها بدلاً من ذلك تقليص مشاركتها العسكرية في المنطقة. المعهد رأى أن التهديدات الفارغة بالعقاب جعلت بن سلمان أكثر غطرسة وازدراءًا للولايات المتحدة حيث يسارع مسؤولونا إلى طمأنته في كل مرة يقوض فيها المصالح الأمريكية.. ومن المرجح أن يجعل هذا ولي العهد أكثر تهورا في المستقبل، وسيصبح من الصعب كبح جماح انتهاكاته. وتابع أن الولاياتالمتحدة تواجه قيادة سعودية متزايدة الخطورة وقمعية تعتقد أنها تستطيع تجاهل طلبات واشنطن بينما تحصل على دعم انعكاسي.. لذا السعودية هي مثال رئيسي على كيف أن تمكين الولاياتالمتحدة ينتج سلوكاً أسوأ وأكثر زعزعة للاستقرار. وتطرق إلى أن السعودية هي المسؤولية عن الحرب التي تشنها منذ ما يقرب من ثماني سنوات ضد اليمن،حيث كانت وصمة عار مزعزعة للاستقرار، وورطت الولاياتالمتحدة في جرائمها.. مضيفاً أنه لم يتوقع أحد أن بايدن يجعل السعودية دولة منبوذة، لكن تصميمه على التعامل مع العلاقة الأمريكية السعودية على أنها عمل كالمعتاد كان أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها خلال العامين الماضيين. وأوضح أن محمد بن سلمان يسخر من ديمقراطية بايدن وخطاب حقوق الإنسان، كما أنه يضر بشدة بمصالح الولاياتالمتحدة.. ستندم إدارة بايدن على تفضيلها العودة إلى الأساسيات في الشرق الأوسط حيث تواصل الحكومة السعودية الاستفادة من موقفها المفرط.