نقلت وكالة الأنباء الإيرانية يوم الأربعاء عن علي لاريجاني كبير المفاوضين الإيرانيين في المباحثات النووية قوله إن إيران سترد عسكريا إذا هاجمتها الولاياتالمتحدة لتعطيل برنامجها النووي. وقال حين سئل عما إذا كانت بلاده سترد بالضرب إن هي تعرضت لهجوم أمريكي "بالطبع سيكون هناك رد عسكري لأي عمل عسكري." وأضاف "... ردنا سيكون مناسبا." وتشتبه الولاياتالمتحدة والقوى العالمية في أن إيران تريد صنع قنابل نووية وهو اتهام تنفيه طهران. وتؤكد واشنطن أنها تريد حلا دبلوماسيا للمواجهة لكنها لم تستبعد العمل العسكري إذا فشل ذلك. ووجه الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي تهديدا للمصالح الإقليمية للولايات المتحدة إذا تعرضت بلاده لهجوم. من جهة ثانية أعلنت الدول الست الكبرى التي تتفاوض بشأن تشديد العقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة على ايران بسبب طموحاتها النووية انها اقتربت من التوصل الى اتفاق بشأن قرار يفرض عقوبات إضافية على طهران.. وأشارت تلك الدول إلى أنها ما تزال بحاجة الى مزيد من الوقت لاستصدار قرار من مجلس الأمن. واعتبر مراقبون أن الأزمة الحادة التي فجرها الخلاف بين طهران وموسكو حول تمويل مفاعل بوشهر النووي الايراني، قد سرّعت بفتح الطريق امام اتفاق الدول لكبري على صياغة مشروع قرار دولي جديد يفرض عقوبات اضافية على ايران بسبب رفضها الانصياع لمطالب المجتمع الدولي ووقف تخصيب اليورانيوم. وكانت روسيا من اشد المعارضين للعقوبات ولكن خلافها الاخير مع طهران قد يعجل من إقرار تلك العقوبات. وذكر ديبلوماسيون أن الدول الغربية التي تريد تشديد العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على ايران بشأن برنامجها النووي عرضت بعض التنازلات في مسعى للتغلب على اعتراضات الصين وروسيا، وان كانت الدول الست تتفق بشكل أو بآخر على حظر نقل الاسلحة التقليدية لكن الصين قالت انه يتعين تضييق القائمة بحيث تقتصر على فئات معينة من الاسلحة. في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي في كلمة ألقاها امام مؤتمر نزع السلاح في جنيف، انه "في حال نقلت الدول الست مسألة الملف النووي الايراني من مجلس الأمن الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران ستكون على استعداد لتوفير الضمانات الضرورية لإحلال الثقة بعدم تحويل برنامجها النووي"، مؤكدا ان كل المسائل مطروحة للتفاوض حولها. واتهم متقي القوى النووية بأنها "غير صادقة" باحتفاظها بأسلحتها الذرية وعلى الأخص الولاياتالمتحدة التي اعتبر انها "تنتهك بشكل واضح" مبادئ معاهدة منع الانتشار النووي. وانتقد ايضا اسرائيل الوحيدة بين دول الشرق الاوسط التي لم توقع المعاهدة ولا تسمح لمفتشي الوكالة بالكشف على منشآتها النووية، وهو ما دفع بالوفدين الاسرائيلي والأميركي الى مقاطعة كلمته. في المقابل اعلن الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام امس ان طهران غير قلقة ازاء مشروع القرار الجديد في مجلس الامن وقال ان "اعتماد قرار جديد ليس موضع ترحيب لكنه لا يثير قلقنا ايضا" معتبرا انه "لن يمس بعملنا وشعبنا". وحول احتمال تعليق تخصيب اليورانيوم, قال انه "مستبعد بالكامل" مؤكدا ان القوى الكبرى "نفسها تخلت عن هذه المسالة". في هذه الاثناء، بلغ الخلاف الروسي الايراني حول استكمال بناء مفاعل بوشهر النووي، درجة غير مسبوقة أمس، مع ارتفاع حدة التحذيرات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين، وبدء الاختصاصيين الروس الذين يساعدون على بناء المحطة بمغادرة ايران تدريجيا. واعلن مسؤول في شركة البناء الروسية اتومسترواكسبورت ان رفض ايران معاودة دفع مستحقات المفاعل النووي في بوشهر سريعا قد يؤدي الى نتائج لا يمكن التراجع عنها. وقال فلاديمير بافلوف رئيس القسم المكلف ببناء المفاعل ان المفاوضات التي تواصلت امس في طهران "بناءة جدا", مضيفا ان "الجانب الايراني يؤكد نيته تسوية مشاكل التمويل سريعا". وقال المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الفدرالية الروسية سيرجي نوفيكوف، أن الاختصاصيين الروس في الطاقة الذرية الذين توجهوا إلى إيران لبناء محطة بوشهر يغادرون تدريجيا، مضيفا "يلاحظ نزوح الاختصاصيين من إيران وكذلك رفض عدد من المقاولين تجهيز المعدات للمحطة". من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين ان الطرف الروسي شدد على أهمية ان تكفل ايران تنفيذ مطالب مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وان تتخذ التدابير البناءة اللازمة لإطلاق عملية المفاوضات. من جهته ، عبر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني والمفاوض الرئيسي بشأن الملف النووي علي لاريجاني عن اسفه لتأخر روسيا في استكمال بناء محطة بوشهر مضيفا ان هذا العائق يثبت حاجة طهران لانتاج وقودها الذاتي، وقال ان تاخر روسيا في تشغيل محطه بوشهر يدعو للاسف موكدا ان علي روسيا ان تفي بوعدها في موعده المحدد. واضاف لاريجاني وهو يتحدث في موتمر صحفي بعد لقائه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بطهران امس، ان تاخر روسيا في تشغيل محطه بوشهر يظهر انه لا توجد في العالم ضمانات صحيحه بشان توفير الوقود النووي. وردا علي سوال حول ان روسيا اعلنت انها لن تشغل محطه بوشهر في حال لم تعلق ايران التخصيب قال لاريجاني "لم نتلق رساله كهذه من روسيا". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن لايجاني قوله حول اعلان الشركة الروسية بان محطة بوشهر لن تكون جاهزة للتدشين من ناحيه الحسابات الرياضيه في سبتمبر 2007 ، قال لاريجاني انه لا يتفق مع وجهه النظر هذه لان عمليات بناء منشات محطه بوشهر قد تقدمت وفقا للجدول الزمني المحدد، مضيفا ان الروس لم يبلغوا ايران رسميا بهذا الامر الا انهم اعلنوا ان لديهم توقعات مالية واعتقد ان القضيه مالية. في غضون ذلك ، حشدت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" أمس أكثر من 5 آلاف عضو خلال اجتماعها السنوي في واشنطن من أجل الضغط على الكونجرس الأمريكي ودفعه لتعزيز الحصار على إيران وعزلها بهدف كبح طموحاتها النووية. وتسعى منظمة الضغط اليهودية إلى استصدار قرارات من الكونجرس تفرض عقوبات على الشركات والبنوك والدول التي تتعامل تجاريا مع مطهران. ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن المدير التنفيذي لمنظمة إيباك هاوارد كوهر قوله، إن المجموعة ستضغط أيضا على صناديق المعاشات في 10 ولايات أمريكية لمنعها من بيع أسهمها للشركات التي تتعامل تجاريا مع إيران. وقال مسؤولون في إيباك إن مؤسسات المعاشات الأمريكية تدير استثمارات كبيرة في شركات لها علاقة بالنظام الإيراني مثل: شركتا النفط الأوروبيتان "توتال" الفرنسية و"رويال داتش شل" البريطانية الهولندية. ويدفع مسؤولون إسرائيليون بارزون بينهم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بثقلهم لإنجاح خطة حصار إيران وحرمانها من الاستثمارات الأجنبية. وقال مسؤولو إيباك إنهم سيستهدفون خلال حملتهم ولايتي كاليفورنيا وفلوريدا على وجه الخصوص وبعض كبار المستثمرين الأمريكيين. وتحشد إيباك قائمة كبيرة من الشخصيات البارزة في واشنطن مثل نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ورئيسي الأغلبية والأقلية في الكونجرس ومسؤولين إسرائيليين بارزين وقيادات من المعارضة لإنجاح خططهم بشأن إيران.