قال مسؤول في حزب رئيسة الوزراء الباكستاني السابقة بينظير بوتو الاثنين 31-12-2007، إن الحزب يرفض فكرة تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في 8 يناير 2008, التي تلمح اليها الحكومة. وصرح المسؤول في حزب "الشعب" الذي كانت تتزعمه بوتو شاه محمود قرشي "نحن مستعدون لانتخابات ولا نريد اي تأخير. نطالب بانتخابات فورية في الثامن من يناير". واضاف ان "الحكومة يجب ان تلتزم بالبرنامج الزمني", محذرا من "انها اذا اخرت الانتخابات فسندعو لجنة مركزية لتقرر تحركا".من جهته, لم يمانع رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، الذي يتزعم ثاني احزاب المعارضة في البلاد من "إرجاء طفيف"، معتبراً إنه سيكون "امرا مقبولا". وقال رجا ذو الفقار، الناطق باسم الرابطة اسلامية الباكستانية جناح نواز ان "الغضب شديد جدا حاليا واذا كان الامر يتعلق بارجاء طفيف فسيكون مقبولا". وكان مسؤول في الحكومة الباكستانية رجّح الاثنين تأجيل الانتخابات التشريعية "4 اسابيع على الاقل ان لم يكن اكثر".وكان حزب "الشعب" تعهّد بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، وقال نجل بوتو بيلاوال (19 عاماً) الذي تولّى رئاسة الحزب مشاركة مع والده آصف زرداري، "رغم هذا الوضع الخطير، فسوف نخوض الانتخابات وفقا لوصيتها وتفكيرها". وكشف زرداري عن إعداد رسالة إلى الأممالمتحدة، لمطالبتها بإنشاء لجنة تحقيق دولية في اغتيالها، على غرار التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.وبعد تأكيد حزب "الشعب" مشاركته، أعلن المتحدث باسم حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أن الحزب سيشارك في الانتخابات، خلافا لما اعلنه عقب اغتيال بوتو. وقال أحسن إقبال، المتحدث باسم حزب الرابطة الاسلامية الذي يتزعمه شريف "من المرجح ان يشارك الحزب. اذا كان لا مانع لديهم (حزب الشعب) لخوض الانتخابات بعد اغتيال بوتو فلا معنى عندئذ لأن نقاطع الانتخابات العامة". وتوقع محللون سياسيون أن يكسب حزب "الشعب" أصوات الناخبين المتعاطفين بعد اغتيال بوتو، والحفاظ على ما يحظي به حاليا من تأييد شعبي، رغم أن رئيس الحزب الجديد بيلاوال سيعود الى جامعته، وحقيقة ان زارداري تشوبه ايضا اتهامات بالفساد. لكن اختيار ابن بوتو وزوجها لقيادة الحزب اثار دهشة بعض الباكستانيين. وقال فاروز منون (37 عاما) والذي يملك منشأة اعمال في مجال الالكترونيات في مدينة لاهور الشرقية "بوتو كانت عظيمة، لكن الابن يحتاج الى التجهيز للمنصب لمدة تتراوح من خمس الى ست سنوات اخرى. انه طفل".وينتمي كثيرون من زعماء حزب الشعب الباكستاني الى طبقة بوتو الاقطاعية ومع ذلك فان الحزب يتمتع بتأييد كبير بين الفقراء.وعادت الحياة الطبيعية الى المدن الباكستانية الرئيسية الاثنين، لاول مرة منذ اغتيال بوتو بعد أن سادتها الفوضى التي أصابت التجارة في البلاد بالشلل. وبدأت مدينة كراتشي أكبر مدن البلاد تعود لنشاطها المعتاد، بعد أن كانت بمثابة مدينة أشباح في مطلع الاسبوع نتيجة إشعال النيران في متاجر وبنوك وسيارات. وفتحت البنوك والمتاجر أبوابها وعادت السيارات والدراجات النارية للشوارع، كما فتحت بعض محطات البنزين أبوابها للعمل بعد اغلاق دام ثلاثة أيام. ولكن الاختناقات المرورية المعتادة لم تظهر في المدينة التي يقطنها 14 مليون نسمة اذ أن المدارس ما زالت مغلقة كما أن العديد من العاملين لم يخرجوا من منازلهم بعد 4 أيام من اغتيال بوتو. وقال محسن صديقي (25 عاما) الذي يعمل بشركة في كراتشي "الوضع ما زال متوترا للغاية الآن. الجميع يشعر بالخوف". ويتابع: "الامر الجيد هو أن حزب بوتو دعا للهدوء وسيشارك في الانتخابات. نأمل أن يساعد ذلك على تهدئة الاوضاع... الحياة بدأت تعود تدريجيا لطبيعتها". "العربية"