لقي ما لا يقل عن 124 شخصاً مصرعهم في المواجهات التي اندلعت بين قوات الأمن الكينية ومتظاهرين من أنصار مرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، رايلا أودينغا، بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الأحد، فوز الرئيس مواي كيباكي بفترة رئاسية جديدة. وتجددت المصادمات الاثنين، بعدما حاولت الشرطة الكينية منع مظاهرة تأييد لزعيم "الحركة البرتقالية الديمقراطية" المعارضة، حيث قامت بإطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء ووابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين، كما شوهدت قوات الشرطة وهي تقوم بالإعتداء بالضرب على عشرات المتظاهرين. وبدت العاصمة الكينية نيروبي وقد خلت شوارعها تقريباً من المارة، فيما انتشرت قوات الشرطة مدججة بالسلاح داخل العربات المصفحة، لمنع أية مظاهرات لأنصار المعارضة، الذين تتهمهم الحكومة بالعمل على "إشاعة الفوضى" في البلاد. وكان رئيس لجنة الانتخابات، صامويل كيفويتو، قد أعلن في وقت سابق من مساء الأحد، فوز الرئيس كيباكي بفترة رئاسية جديدة، بعد حصوله على أربعة ملايين و584 ألف و721 صوتاً، مقابل أربعة ملايين و352 ألف و993 صوتاً لمنافسه أودينغا.وقالت تقارير إعلامية محلية أن المصادمات بين أنصار كلا الفريقين، والتي اندلعت مساء الأحد وما زالت مستمرة في العديد من المدن الكينية، قد أدت إلى مصر ع ما يزيد على 124 شخصاً، إلا أنه لم يتسن لCNN التأكد من هذه الحصيلة من مصادر رسمية. وقالت صحيفة "نيشن" الكينية اليومية إن نحو 19 شخصاً على الأقل قُتلوا برصاص الشرطة في مدينة "كيسومو" الساحلية غربي البلاد، والتي تُعد معقل زعيم المعارضة، فيما ذكرت مصادر إعلامية أخرى أنه تم العثور على 50 جثة لأشخاص قتلوا في أعمال العنف التي تعصف بالمدينة. كما منعت الشرطة مسيرة للمعارضة، دعا إليها زعيم الحركة البرتقالية، في حديقة "أوهور بارك" بالعاصمة نيروبي، ونشرت المئات من عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب حولها، وتوعدت باعتقال أودينغا في حالة إذا ما قرر قيادة المظاهرة. كما تشهد بعض الأحياء الفقيرة بالعاصمة نيروبي، والتي يتواجد بها مؤيدون لأودينغا، مواجهات بين مئات المحتجين وقوات الشرطة، التي سيرت دوريات في العاصمة للسيطرة على الأوضاع الأمنية ومنع عمليات النهب والسلب. ودعت الحركة البرتقالية الشعب الكيني إلى رفض نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي لولاية ثانية، كما دعت إلى التجمع في نيروبي مساء الاثنين، لتنصيب ما سمته "الرئيس المنتخب من الشعب"، رايلا أودينغا، بدلاً من كيباكي. كما لقي 14 شخصاً على الأقل مصرعهم في المواجهات التي اندلعت غربي البلاد مساء الأحد، من بينهم سبعة قتلوا في مدينة "ناكورو"، بحسب وسائل إعلام مستقلة في كينيا. وبعد أقل من إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة، قام الرئيس كيباكي بأداء القسم الدستوري، مما فسره مراقبون بأنه محاول من جانبه بفرض الأمر الواقع على المعارضة، وقطع الطريق أمامهم للاحتجاج على نتيجة الانتخابات التي تأجل إعلانها لعدة مرات