واصلت إسرائيل السبت غاراتها الجوية المكثفة على قطاع غزة، وأسفرت الهجمات عن استشهاد 27 فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال ورجل وابنه و70 جريحا في سلسلة من الهجمات التي تزامنت وعملية توغل واسعة السبت في منطقتي شرق مدينة غزة وبلدة جباليا في شمال قطاع غزة. ومن ناحية أخرى، قتل جنديان إسرائيليان أثناء تبادل لإطلاق النار مع ناشطين فلسطينيين شرق بلدة جباليا، وفقا لقناة العربية. وقالت متحدثة إسرائيلية في وقت سابق إن خمسة جنود أصيبوا خلال الاشتباكات، وأن اثنين منهم جروحهما خطرة , وقتل عشرات الفلسطينيين خلال أربعة أيام من الغارات الإسرائيلية في القطاع، والتي شنتها إسرائيل بعد مقتل مدني إسرائيلي بهجوم صاروخي فلسطيني عبر الحدود الأربعاء. ومعظم القتلى من النشطين الفلسطينيين، وإن كان بينهم بعض المدنيين. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة إن "12 شهيدا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال سقطوا إثر عدد كبير من الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الاسرائيلية على جباليا ومنطقتي جبل الكاشف وجبل الريس في حي التفاح (شمال شرق غزة)". وأشار الى أن "من الشهداء الطفلان جاكلين ابو شباك ( 12 عاما) وشقيقها اياد ( 11 عاما) وبسام عبيد (45 عاما) ونجله محمد ( 20 عاما) ومحمد طلال دردونة (20 عاما) ومصلح محمد صالح ( 20 عاما, من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) وعبد الحميد حمادة ومحمد الجمل ومحمد عبد ربه وعبد الله فرج (وهم من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس)". وذكر عدد من المواطنين القاطنين بجوار منزل أبو شباك أن جاكلين وشقيقها كانا على سرير نومهما أثناء الإصابة بشظايا الصواريخ الاسرائيلية. وأوضح الطبيب حسنين أن "حوالى 30 جريحا بينهم عدد من الاطفال أصيبوا في الغارات الجوية والقصف المدفعي الاسرائيلي بينهم ثلاثة في حالة خطرة" , وإشار الى "صعوبة نقل الجرحى بسبب الخطر الناتج عن القصف المتواصل وإطلاق النار الكثيف". وقتل اياد الأشرم، وهو من عناصر كتائب القسام، في غارة جوية استهدفته قرب شارع صلاح الدين الرئيسي في شمال القطاع, بحسب كتائب القسام ومصدر طبي. وكانت الطفلة الرضيعة "ملك الكفارنة" التي لا تتجاوز العامين من عمرها توفيت ليل الجمعة بعد عدة ساعات من إصابتها في انفجار قذيفة اسرائيلية على منزلها في بلدة بيت حانون في شمال القطاع. وقال المصدر الطبي إن الطفلة ملك "أصيبت بشظايا قذيفة في الرأس والوجه بينما كانت داخل بيتها في البلدة ونقلت الى المستشفى في حالة خطرة قبل أن تستشهد بعد عدة ساعات". وذكر شهود عيان أن قوة خاصة إسرائيلية "تسللت" حوالى الساعة 1,00 فجرا (توقيت محلي) الى جباليا وحي التفاح تبعتها عملية توغل لأكثر من ألفي متر في عمق الأراضي الفلسطينية من قبل عشرات الدبابات والآليات العسكرية بغطاء من مروحيات في نفس المنطقة و"نفذت عدة غارات جوية". وأكد الشهود ان "اشتباكات مسلحة وعنيفة وقعت بين المقاومين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية المتوغلة". وذكر شهود العيان أن المقاتلين الفلسطينيين اطلقوا قذائف مضادة للدروع خلال هذه الاشتباكات. وأضاف الشهود ان المروحيات الاسرائيلية تطلق النار بكثافة على منازل المواطنين الفلسطينيين في شرق غزة. وأطلقت مجموعات فلسطينية مسلحة صباح السبت عددا من الصوريخ محلية الصنع تجاه اسرائيل. وفي بيانات منفصلة ذكرت كتائب القسام وسرايا القدس أنهما اطلقتها صواريخ محلية عدة تجاه خصوصا بلدة سديروت في جنوب اسرائيل. وليل الجمعة شن الطيران الاسرائيلي عدة غارات استهدفت ورش للحدادة في غزة وخان يونس في جنوب القطاع. وأكد زعماء إسرائيليون أن إطلاق الصواريخ عبر الحدود من غزة ربما لا يترك خيارا أمام الدولة اليهودية سوى شن هجوم عسكري أوسع على القطاع المزدحم، الذي يعيش فيه 1.5 مليون نسمة واحتلته إسرائيل 38 عاما حتى عام 2005. وحذر نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلنائي لإذاعة الجيش سكان غزة من أنهم يخاطرون بالتعرض "لمحرقة" إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ. لكن مساعدين قالوا: إنه استخدم هذه الكلمة العبرية ليس بمعناها الشائع وهو المحرقة، وإنما كتعبير للإشارة إلى كارثة. وحثت الولاياتالمتحدة إسرائيل على التفكير في عواقب عملها. ومن المقرر أن تزور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أولمرت والزعماء الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة هذا الأسبوع. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يشارك إسرائيل عداءها لحماس بعد أن هزمت قواته في غزة في يونيو، تهديدات إسرائيل ضد قطاع غزة بأنها "خطيرة". والجمعة، تظاهر آلاف الفلسطينيين في غزة بناء على دعوة من حركة حماس، وذلك تنديدا بالغارات الإسرائيلية على غزة. ودان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية الجمعة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبرا أنها "حربا مجنونة" على الشعب الفلسطيني تجري "بغطاء أمريكي" و"تشجيع الصمت العربي". وفي القاهرة، دعت مصر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس، بيد أنها اعتبرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة "استخداما مفرطا للقوة". وفي الرياض، نددت منظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي بالغارات الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة، ودعت الأممالمتحدة للتدخل لوقفها.