اعتلت الأجهزة الأمنية الباكستانية اليوم الأربعاء حوالي 24 شخصا لاستجوابهم في إطار قضية الاعتداء الذي استهدف فريق الكريكت السريلانكي. وقتل 8 اشخاص، هم 6 شرطيين ومدنيان في اعتداء شنه ملثمون على اللاعبين قبل مباراة في لاهور. وبالتزامن، صرح الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن بلاده لن تتفاوض مع حركة طالبان الآن ولا في المستقبل. وأكد أنه "لا يحق لنا الفشل" في مكافحة الإرهاب. وجاء تأكيد زرداري في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جرنال" اليوم الأربعاء. وقال الرئيس الباكستاني: "انه نضال وجودي. اذا خسرنا فإن العالم سيخسر. لا يحق لنا الفشل". وأضاف "لم نتفاوض ولن نتفاوض مع متطرفي طالبان ولا مع الإرهابيين", مؤكدا ان هجوم أمس الثلاثاء "يدل مرة جديدة على الشيطان الذي نواجهه". ووقعت الحكومة الباكستانية والقادة الاسلاميين المحليين في 16 فبراير/شباط اتفاقا ينص على تطبيق الشريعة الاسلامية في وادي سوات، بهدف وضع حد للهجمات التي يشنها المتمردون الاسلاميون من حركة طالبان, وقد اعلنت الحركة بعدها وقف إطلاق نار غير محدود في المنطقة. وأثار الاتفاق مخاوف حلفاء باكستان الغربيين الذي يخشون ان يؤدي الى تنامي نفوذ المتطرفين. وسيطرت طالبان باكستان في صيف 2007 على منطقة وادي سوات الواقعة في جبال الهملايا والتي كانت في الماضي القبلة السياحية الاولى في باكستان على مسافة أقل من 120 كلم غرب العاصمة إسلام أباد. وأوضح زرداري ان "رجال الدين الذين نتصل بهم ليسوا من اعضاء طالبان", موضحا ان باكستان قالت لرجال الدين ان "تحييد طالبان والمتمردين الآخرين من مسؤوليتهم". وتابع أن "قوات الامن ستتحرك" إذا تبين أن السلطات في وادي سوات غير قادرة على السيطرة على المتمردين. كما أكد ان الحكومة لن تسمح بإغلاق أي مدرسة للبنات وشدد على ان "تعليم الفتيات الزامي". وقال زرداري إنه "ليس هناك ما يدل على استسلام او تساهل من قبل الحكومة حيال المتطرفين, بل العكس", في رد على الانتقادات التي تشير الى انه تمت التضحية بالنساء في وادي سوات باسم الأمن الاقليمي. وعبر الرئيس الباكستاني عن ارتياحه للاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي بين مسؤولين أمريكيين وباكستانيين وأفغان في واشنطن, معتبرا أنه "خطوة حاسمة في الحرب على الارهاب والتطرف في جنوب ووسط آسيا".