أشاد المشاركون في الندوة الدولية حول (اليمن في العهد العثماني) بالدعم الذي يقدمه فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للجهود العلمية والبحثية التي تعنى بالتاريخ وبمصادره في مقدمتها ما يتعلق بجمع وتحقيق الوثائق التاريخية. وعبر المشاركون في الندوة عن تقديرهم وامتنانهم للرعاية الكريمة من قبل فخام الاخ رئيس الجمهورية لأعمال ندوتهم التي كان لها الأثر البالغ في نجاح أعمالها. مشيرين في برقية رفعوها الى فخامته في ختام أعمال الندوة إلى أن الإسهام المتميز لفخامته في تنشيط مسار العلاقات بين اليمن وتركيا يعكس وعياً استثنائياً في التاريخ ويمثل نمطاً فريداً من التوظيف الإيجابي لهذا التاريخ ومعطياته
وفي ما يلي تنشر "26سبتمبرنت " نص البرقية: فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظكم الله ورعاكم يسرنا نحن المشاركون في الندوة الدولية حول اليمن في العهد العثماني التي نظمها المركز الوطني للوثائق ومركز الأبحاث بالتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) باسطنبول أن نرفع إلى فخامتكم أسماء آيات الشكر والتقدير والامتنان على رعايتكم الكريمة في أعمال ندوتنا والتي كان لها بالغ الأثر فيما توفر من أجواء رائعة وممتازة أوصلت الندوة إلى غاية كاملة. إن المشاركين في الندوة يقدرون لفخامتكم ما تقدمونه من دعم للجهود العلمية والبحثية التي تعنى بالتاريخ وبمصادره في مقدمتها الوثائق ويقدرون كذلك دوركم الرائد في تدشين عهدٍ جديد لعلاقات الأخوة والتعاون بين اليمن وتركيا ويعتبرون أن هذا الإسهام المتميز من قبل فخامتكم في تنشيط مسار العلاقات بين البلدين الشقيقين يعكس وعياً استثنائياً بالتاريخ ويمثل نمطاً فريداً من التوظيف الإيجابي لهذا التاريخ ومعطياته. والمشاركون في هذه الندوة يستلهمون من نهجكم القيادي الحكيم إرادة المضي في إعادة صياغة التاريخ الحديث والمعاصر لليمن وتركيا وفق ما تحدده المعطيات التاريخية الموثقة. يحدونا الأمل في أن يشكل هذا الجهد إسهاماً مؤثراً في بناء علاقات إخوه وتعاون أكثر قوة ومتانة بين دولنا الإسلامية على النحو الذي ينسجم مع الآرث الغني لهذه الدول من التاريخ والدين والمصير المشترك.
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم ومتعكم وشعبكم ووطنكم العزيز الخير والأمن والسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكانت الندوة الدولية(اليمن في العهد العثماني اختتمت اعمالها الخميس بمناقشة 15 ورقة عمل وبحثا علميا سلطت الضوء على مختلف مظاهر الحياة في اليمن خلال تلك الفترة. وفي جلسة اليوم الأولى التي رأسها مستشار رئيس الجمهورية الثقافي لشؤون الآثار والمخطوطات يوسف محمد عبدالله, استعرض المشاركون ثلاث اوراق عمل ،الأولى للدكتور اسماعيل اراونصال من جامعة مرمرة التركية بعنوان ( صورة اليمن في الأدب التركي). وأشارت الورقة إلى صورة اليمن في مفردات الأدب العثماني بخصائص مميزة ظهرت في اتجاهات الادب التركي الثلاثة، المتمثلة في أدب الديوان السلطاني، والادب الصوفي، والادب الشعبي. واكدت أن صورة اليمن في الأدب السلطاني لم تظهر من خلال المعرفة الشخصية باليمن ولكن من خلال استخدام الافكار المدونة في المراجع المكتوبة. فيما تناول الدكتور حسين العمري من جامعة صنعاء في ورقته بعنوان (تأملات في شؤون الادارة والاصلاحات العثمانية في ولاية اليمن) العلاقات اليمنية العثمانية في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى حتى نهايتها وما اجرته الادارة العثمانية من اصلاحات وتنظيمات تعليمية وعسكرية ومالية وربط مراكز الولاية بالطرقات وخطوط البرق. بينما تفردت ورقة الدكتور محمد مسعود أرجين من جامعة دجلة بالحديث عن (الشعراء اليمنيون في العصر العثماني) حيث قدمت تفاصيل ومختارات لنماذج من أبرز الشعراء اليمنيين في تلك الحقبة الزمنية في مقدمتهم الأمير الصنعاني، محمد بن عبد الله الكوكباني،وعبد الهادي السودي وغيرهم. وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور حسين عبد الله العمري, جرى مناقشة أربع أوراق عمل بدأت بورقة الدكتور أحمد محمد بن بريك من جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بعنوان " علاقة الامام يحيى حميد الدين بالعثمانيين - 1911-1918م فترة التأسيس للمملكة اليمانية". وركزت الورقة الحديث عن العلاقة في نقاط أساسية من خلال تناول: صلح دعان الموقع بين الدولة العثمانية والامام يحيى, وتحالف الإمام يحيى مع الادريسي في عسير، واتفاقية تحديد الحدود بين منطقتي النفوذ العثماني والبريطاني في اليمن. فيما ركزت ورقة الدكتور فؤاد عبد الوهاب الشامي من المركز الوطني للوثائق على " نواب اليمن في مجلس المبعوثان 1908-1918م" موضحة دور نواب اليمن في هذا المجلس من خلال متابعة النجاحات والصعوبات التي واجهتهم اثناء عملهم ودورهم في معالجة قضايا ومشاكل ولاية اليمن عندما كانت تعرض على المجلس والتأثير في قراراته بهذا الشأن. وتناولت ورقة الدكتور خلوصي ياوز من جامعة مرمرة " اليمن أثناء حكم عبد الحميد الثاني" وما شهدته مناطق اليمن من أحداث خلال تلك الفترة، فيما تطرق الدكتور عزمي أوزجان في ورقته " اليمن في السياسية الخارجية العثمانية" إلى ما مثتله اليمن من أهمية في أولويات السياسة الخارجية العثمانية عن مثيلاتها من الولايات الأخرى. وفي الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور سيد مصطفى سالم من جامعة صنعاء ناقش المشاركون أربع أوراق عمل في مقدمتها ورقة الدكتور إحسان ثريا سرما من جامعة أتاترك بعنوان " المساهمات العثمانية في البحوث الجغرافية خلال القرن ال19 في اليمن..ابراهيم عبد السلام مثالا ". فيما عرضت ورقة الدكتور زكريا قورشون من جامعة مرمرة التركية "مشاهدات قائم مقام قعطبة مصطفى بن مصطفى عن اليمن" التي أورد فيها قائم قعطبة معايشته لبعض الاحداث في مناطق يمنية متفرقة وما تتميز به تلك الفترة في بعض الجوانب. وأظهرت ورقة الدكتور عبد الكريم علي صالح العزيز من أكاديمية الشرطة بصنعاء "الإصلاحات الإدارية العثمانية في اليمن أثناء ولاية المشير أحمد مختار باشا 1872-1874م" من خلال ثمانية محاور تناولت الاوضاع الادارية والسياسية في ذلك التاريخ وموقف دعاة الإمامة من الاصلاحات اثناء ولاية المشير احمد، وايجابيات وسلبيات اصلاح وتنظيم ولاية اليمن أثناء ولايته. كما عرضت الدكتورة أمة الملك الثور من جامعة صنعاء " شكاوى من مشائخ لواء تعز للسلطان عبد الحميد الثاني سنة 1307ه دراسة وتحقيق " حيث تضمن البحث تحقيق وعرض ثلاث وثائق من الأرشيف العثماني تضمنت شكاوى المشائخ في تلك الفترة. اما في الجسلة الأخيرة برئاسة الدكتور محمد ابشيرلي من جامعة فاتح بتركيا فقد استعرض المشاركون أربع أورق تضمنت ورقة الدكتور عارف الرعوي من جامعة إب حول " الأوضاع العامة لمدينة إب في بداية القرن العشرين .. دراسة وثائقية". وركزت الورقة على الأوضاع الصحية والسياسية للمدينة من خلال وثيقة كتبها محمد بن محمد المفتي توثق لحادثتين مهتمين تعرضت لهما إب في الفترة 1903-1905م وهما ظاهرة الوفيات الجماعية، وتعرض المدينة للحصار من أبناء القبائل في المناطق المجاورة . بينما تناول الدكتور جواد أكيجي من مديرية الأرشيف العثماني بتركيا في ورقته " تشييد خطوط ومراكز التلغراف في اليمن" وهدفت الورقة إلى التعامل مع عمليات التلغراف في اليمن على ضوء وثائق الارشيف العثمانية. في حين طرقت ورقة مدير عام دائرة المتاحف والآثار بإمارة ام القيوين الاماراتية الدكتورة أمتثال النقيب موضوع " من التراث المعماري..المشربيات اليمنية تراث وابداع في العهد العثماني". اما الورقة الأخيرة فقد كانت للدكتور سعيد سلام قاسم من جامعة عدن حول الإدارة العثمانية لليمن 1849-1918م خصوصية وفرادة" تناولت الخصائص الإدارية التي تميز بها حكم العثمانيين وكيف تنازلت الدولة عن بعض حقوقها لليمنيين تماشيا مع الأوضاع التي تطلبت تلك الإجراءات. وكانت الجلسات قد اثريت بمناقشات ومداخلات عن موضوع الندوة ومضامين أوراق العمل والأبحاث ركزت بعضها على تصويب كثير من المصطلحات التي تستخدم في توصيف فترة العهد العثماني على مستوى الوطن الإسلامي والعربي. سبا