هددت كوريا الشمالية برد نووي قوي على مناورات عسكرية مشتركة ستجريها كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة الأميركية في بحر الشرق غدا الأحد، مع العلم أن شبه الجزيرة الكورية تمر بأزمة حادة منذ غرق البارجة شيونان في 26 اذار/مارس. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن بيان للجنة الدفاع الوطني، وهي أعلى سلطة سياسية في كوريا الشمالية، القول إن جيش وشعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سيواجه بصورة شرعية استنادا إلى قوة الردع النووي التي يمتلكها، أكبر تدريبات حرب نووية على الإطلاق تنظمها الولاياتالمتحدة وقوات كوريا الجنوبية العميلة. ووصف البيان هذه المناورات بأنها "استفزاز غير مقبول" على الخطأ الفادح في إلقاء اللوم على بيونغ يانغ في إغراق سفينة حربية كورية جنوبية. وقال إن "قواتنا ستواجه خطوة إجراء المناورات العسكرية التي ستشارك فيها حاملة طائرات أميركية عملاقة مسلحة نوويا بحرب مقدسة انتقامية". وستجري كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة تدريبات بحرية في بحر الشرق لمدة أربعة أيام ، في أول تدريبات ضمن سلسلة من التدريبات العسكرية من المقرر إجراؤها على مدار الشهر المقبل في البحر الأصفر وبحر الشرق. وكانت كوريا الجنوبية قد اتهمت جارتها الشمالية بتدمير سفينة حربية كورية جنوبية في شهر مارس الماضي، ما أدى إلى وفاة 46 بحارا كوريا جنوبيا. وفي وقت سابق من الشهر الحالي أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم. ونفت كوريا الشمالية ضلوعها بأي دور في إغراق السفينة طتشيونان" وقالت إنها تعتبر أن التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة بمثابة تهديد لها. ومن جانبها، اعلنت اليابان الجمعة انها سترسل اربعة ضباط من البحرية لمتابعة المناورات العسكرية الاميركية الكورية الجنوبية الرامية الى الضغط على كوريا الشمالية المتهمة بإغراق بارجة كورية جنوبية. وسيمكث الضباط اليابانيون على متن حاملة الطائرات النووية الاميركية جورج واشنطن في بحر اليابان "بصفة مراقبين لمتابعة التمارين العسكرية المشتركة" التي تبدأ الاحد، على ما اعلنت وزارة الدفاع اليابانية في بيان. ويعتبر هذا القرار دليلا رمزيا على العلاقات العسكرية الوثيقة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. وبدورها اعربت الصين حليفة النظام الشيوعي الشمالي عن "قلقها" معتبرة ان المناورات قد تضاعف "التوتر الاقليمي". غير ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اشار الى ان التمارين مهمة لإظهار "تصميمنا على رفض التعرض للترهيب". ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة الدول المشاركة في المنتدى الاقليمي حول الامن في اسيا المنعقد في هانوي الى دعم جهود الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة لإرغام كوريا الشمالية "الداعية الى الحرب" على وقف "استفزازاتها". وقالت كلينتون امام مندوبي دول المنتدى الاقليمي حول الامن في اسيا المنعقد في هانوي ان على بيونغ يانغ ان "تغير سلوكها بشكل جذري" وان "تحترم التزامها بنزع السلاح النووي" كما اعلنته في العام 2005. واضافت "ولتشجيع كوريا الشمالية ندعو الان اصدقاءنا وحلفاءنا في المنتدى الاقليمي حول الامن في اسيا الى مواصلة تطبيق عقوبات الاممالمتحدة بشكل كامل وبشفافية". واصدر مجلس الامن الدولي عقوبات بحق كوريا الشمالية حول نشاطاتها العسكرية النووية. ولم تشر كلينتون في كلمتها الى العقوبات الاميركية الاضافية الاربعاء في سيول. الا انها شددت على التهديدات التي تمارسها بيونغ يانغ برأيها على الاستقرار في المنطقة. وقال "هنا في اسيا، تقوم كوريا شمالية معزولة وداعية الى الحرب بحملة استفزازات خطرة"، مذكرة بالهجوم على البارجة العسكرية الكورية الجنوبية شوينان. وتمر شبه الجزيرة الكورية بازمة حادة منذ غرق البارجة شيونان في 26 اذار/مارس. ونسب تحقيق دولي الحادث الى كوريا الشمالية التي نفته بشدة. وازدادت حدة التوتر هذا الاسبوع مع اعلان فرض عقوبات اميركية جديدة على كوريا الشمالية بالاضافة الى المناورات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. كما تقول تقارير إعلامية إن الولاياتالمتحدة تعتزم تجميد مئة حساب مصرفي في الخارج يشتبه في انها تستخدم لعمليات غير مشروعة لحساب بيونغ يانغ، حسب ما اعلنت وسائل اعلام كورية جنوبية الجمعة. واوردت صحيفة جوغانغ ايلبو الواسعة الانتشار نقلا عن مصدر دبلوماسي ان "الموجودات في هذه الحسابات تعود على ما يبدو لنظام كيم جونغ ايل، وهذا سيشكل ضربة موجعة لكوريا الشمالية". ونقلت وسائل اعلام كورية جنوبية اخرى بالاضافة الى وكالة الانباء يونهاب هذه المعلومات، بحسب مصادر مشابهة.