أثبتت دراسة جديدة نشرتها المجلة العلمية للأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية، أن الأشخاص الذين يعانون من تغيرات ملحوظة فى الأوعية الدموية الصغيرة فى عيونهم، أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية مستقبلا بحوالى 70 فى المائة، مقارنة بالأشخاص الذين لم يصابوا بمثل هذه المؤشرات. وأوضح الباحثون فى جامعة سيدنى الأسترالية، أن هذه الاكتشافات قد تساعد الأطباء فى تحديد الأشخاص المعرضين لمخاطر السكتة من خلال فحص عيون المريض فقط، واحتساب عوامل الخطر التقليدية التى تزيد فرص الإصابة بها كالتدخين وارتفاع ضغط الدم. وفسر العلماء أن مؤشرات التلف تشمل انتفاخات بسيطة فى الأوعية الدموية أو ما يعرف بالانتفاخ العصبى الدقيق والنزيف أو بقع دموية صغيرة ناتجة عن تسرب الدم من تلك الانتفاخات. وقام الباحثون بمتابعة أكثر من 3 آلاف شخص فى أستراليا فى سن التاسعة والأربعين وما فوق، والتقاط صور لشبكيات عيونهم وفحصها لوجود أية تغيرات فى الشعيرات والأوعية الدموية الصغيرة أو اعتلال شبكي، وهذه التغيرات تلاحظ فى مراحل مبكرة من السكتة قبل أن يتأثر البصر، حيث تشترك الأوعية الدموية فى العيون بخصائص تشريحية مماثلة لتلك الموجودة فى الدماغ. ووجد هؤلاء بعد مرور 7 سنوات، وتحديد الأشخاص الذين أصيبوا بسكتات أو نوبات اسكيمية مؤقتة تعرف باسم السكتات الصغيرة، وتحديد سبب الوفاة لمن ماتوا خلال فترة الدراسة، أن الذين عانوا من وجود تلف فى الأوعية الدموية فى العين واجهوا خطرا أعلى للإصابة بالسكتة بحوالى 70 فى المائة، مقارنة بمن لم يعانوا من ذلك. ولاحظ الخبراء أن الخطر كان أعلى عند من ظهرت لديهم مؤشرات فى الأوعية الدموية العينية ولكن دون وجود ارتفاع حاد فى ضغط الدم الشرياني، حيث تعرضوا للسكتة بنسبة أكبر من الذين لم تظهر لديهم تلك المؤشرات بحوالى 7.2 مرة، كما ازداد الخطر أيضا لمن عانوا من وجود أكثر من نوع من آفات أو تلف الأوعية الدموية. وأكد العلماء الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من هذه النتائج التى تساعد فى تحديد فرص إصابة الإنسان بالسكتة فى حياته اللاحقة من خلال فحص بسيط لعيونه. العرب اونلاين