ليس بغريب ما يطلبه الجنوبيون اليوم, ولا بجديد على المجتمع الدولي و الإقليمي و المحلي.. فما يطلبه أهل الجنوب اليوم من فك ارتباط أو انفصال أو استعادة دولة أو استقلال ثان أو سموه ما شئتم, قد نادى به أهل الجنوب مراراً وتكراراً و أعواماً بعد أعوام, وقدموا من أجله آلاف التضحيات ومئات الشهداء وعشرات المليونيات التي مثلت استفتاء واضحا وصريحا على مطلب الجنوبيين هذا. فلم الاستغراب إذن من إخوتنا في الشمال خاصة؟؟!! لقد ماتت وحدتنا التي سعينا لها نحن, بل قتلتموها أنتم, مشاركين فاعلين أو صامتين خانعين.. لقد قتلتم الوحدة في قلوب الصغار والكبار, لم يعد لها في معاجمهم أثر إلا الأثر السيء.. هل تدرون منذ متى؟ منذ ظهر كبيركم وهو يرفع علم الوحدة في يوم ميلادها منفردا دون الشريك الفاعل في الوحدة.. لقد زورتم حتى يوم رفع علم الوحدة, فكيف تصرون على بقائنا في وحدة قتلتموها في يوم ولادتها ؟؟؟؟؟!!! ولم التباكي الآن وقد خذلتمونا مرات عديدة , خذلتمونا في حرب صيف 1994م الظالمة, و خذلتمونا في النسخة الجديدة من تلك الحرب الظالمة الصادرة عام 2015م في عدن, مرورا بالانتخابات الرئاسية التي خذلتم فيها مرشح الرئاسة فيصل بن شملان, كان عليكم أن تثوروا مع الجنوبيين, أو تنتصروا لمرشح أحزاب اللقاء المشترك, لكنكم لم تستثمروا شيئا من ذلك أو تسجلوا نقطة واحدة لصالحكم, لتحرروا أنفسكم من حياة الذل والاستعباد, وتخرجوا أنفسكم من ظلمات القبيلة والعسكر إلى نور العزة والكرامة.. لكنكم استمرأتم هذه الحياة, وعشقتم عباءة علي عبدالله صالح, حتى حين خرج الشباب فيما يسمى بثورة فبراير 2011م سلمتموها للقتلة والمجرمين.. أين كنتم حين كان العسكر يقتلون أبناءنا ونساءنا بدم بارد وقلب ميت وضمير خارج عن الجاهزية؟ أين كنتم حين كان مجلس النواب قاب قوسين أو أدنى من استصدار قانون يجيز قتل من يرفع علم الجنوب, و قانون آخر لا يجرّم قاتله؟؟ أين كنتم حين صار شعب الجنوب كافرا وأرضه مستباحة؟ أين كنتم حين أصدر علماؤكم الفتاوى, وصالوا وجالوا في المعسكرات يحرضون على الجنوب و أهله؟؟ أين كنتم حين صدحت صحفكم بسورة جديدة هي سورة البيض, و ركن سادس هو ركن الوحدة؟؟؟ دعكم من الجنوب وأهله.. أين كنتم حين دمر الحوثي المساجد ودور الحديث والقرآن, وعاث فسادا في جامعة الإيمان؟ أين كنتم حين انحدر الحوثي ودخل صنعاء غازيا وقبلها عمران ودماج, ثم دخل غرف النوم هازئا, والتقط فيها صورا للذكرى؟؟ أين كنتم وأين كنتم؟؟ لا تقولوا هادي, فنحن نعرف أنه لا يملك جنديا واحدا في جيش علي عبدالله صالح وأسرته.. دخل مقر الفرقة دون طلق رصاص يذكر, دخل جامعة الإيمان صارخا : أين أهل الإيمان والحكمة؟؟ فلم ينهض منكم أحد!! كان الحوثي في نزهة من مران إلى صنعاء, لم يلق المقاومة الحقيقية إلا في عدن لأنهم كانوا يدافعون عن دينهم ووطنهم وهويتهم.. صحيح أن لقوات التحالف دوراً كبيرا في انتصار المقاومة الجنوبية, لا ينكره إلا جاحد, لكنه الحوثي أيضا, لم يكن وحده يحارب في عدن, كان جيشكم كله يحارب في عدن, وأنتم كلكم حاربتم في عدن مشاركين أو صامتين , كلكم أردتم لعدن أن تنكسر, لكن الله أراد لها أن تنتصر.. وحين انتصرت المقاومة الجنوبية اليوم هببتم مذعورين منادين بالحفاظ على الوحدة والدفاع عنها.. فهل أبقيتم على شيء منها تدافعون عنه ؟؟!! لقد خذلتمونا أكثر من مرة, فكيف نعاهدكم مرة أخرى على وحدة ليس لكم فيها إلا الطاعة العمياء وتنفيذ أوامر كبرائكم دون روية أو تفكير, منذ عهد الملكة بلقيس إلى عهد الملك الحوثي, قائلين: الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين.
