في الوقت الذي كان يعتبر إقليم حضرموت حاضنة لتفريخ الإرهاب، خاصة بعد إلباسه ديباجة التطرف إبان المخلوع صالح، أصبحت القبائل الحضرمية تقف أمام لحظات لمراجعة الذات وذلك في ظل المكاسب التي حققتها القوات الشرعية على الأرض جنوبا امتدادا للشمال اليمني باتجاه العاصمة صنعاء. ويبدو أن الكفة الآن باتت راجحة باتجاه رفض شعبي في حضرموت لتبني تنظيم القاعدة، خاصة بعد التوترات بين المجلس الأهلي الحضرمي وتنظيم ما يسمى ب"أبناء حضرموت" الموالي للقاعدة، عقب الخروقات التي أقدم عليها الأخير لاتفاق أبريل بين الجانبين برفضه تسليم القصر الجمهوري للمجلس الأهلي ومرافق عسكرية ومدنية أخرى في المحافظة، إضافة إلى التهديد بشن هجوم على مناطق أخرى كالمهرة، على سبيل المثال، وبسط السيطرة عليها. وتتسارع وتيرة الأحداث في المدن الحضرمية بدءا من مدينة المكلا التي شهدت اشتباكات بين رجال القبائل وعناصر تنظيم القاعدة وخروج أبناء المدينة في تظاهرة جماهيرية متوقعة في مسعى لطرد أشباح تنظيم القاعدة، التي باتت تستوطن المدينة، وإعادة إرساء أركان منظمات المجتمع المدني لتنضوي تحت عباءة النظام الشرعي، خاصة بعد انقلاب موازين القوى في اليمن وانكفاء ميليشيا الحوثي ومرتزقة صالح. وبحسب مصادر في المدينة فقد دعت لجان أهلية المواطنين في المكلا، الاثنين، إلى تشكيل فرق أمنية محلية تعنى بإرساء قواعد الأمن وحماية المنشآت والمرافق الحكومية التي تعرضت للنهب والسلب والتخريب من الجماعات المارقة في المدينة، حيث استهدف هجوم مسلح لتنظيم القاعدة المصارف والسجن المركزي من أجل إطلاق أحد القيادات التابعة للتنظيم، إضافة إلى تنفيذ حملة اعتقالات بالأمس بحق نشطاء مناوئين للتنظيم. ومع إعلان المجلس الأهلي الحضرمي تشكيل قوة أمنية، باتت تلوح في الأفق لهجة تصعيدية تنذر بحرب غير معلنة وصراع دموي بين الطرفين، وعدم تكرار سيناريو أبين في 2012، خاصة بعد الفراغ الأمني وانهيار المؤسسة العسكرية والسياسية الذي شهدته المحافظة في ظل المحاولات الانقلابية لميليشيا الحوثي ومرتزقة صالح للسيطرة على البلاد، ومحاولات التقرب للمجلس الحضرمي للقوى الشرعية في اليمن.
