لم تمنع الإعاقة “سيلفر الجنوب” من أداء واجبه تجاه بلده الجنوب، عندما اجتاح الحوثيون وأتباع المخلوع علي عبدالله صالح، مدن الجنوب، فحمل بندقيته في وجههم متنقلاً بين جبهات القتال. ويقول مقربون من فضل أحمد الميسري، إنه “شاب في العقد الثاني من عمره، صاحب شخصية فريدة من نوعها، لا تجد لها نظيراً”، مشيرين إلى أنه “لُقب بسيلفر الجنوب نسبة إلى الشخصية الكرتونية جون سيلفر، وهو قرصان قوي بساق خشبية”. وذاع صيت الميسري خلال الحرب الحوثية على جنوباليمن، حيث نُشرت صورته، وهو يمسك سلاحه بيده اليسرى في جبهة القتال، ويده الأخرى تحمل عكازه الذي يساعده على السير. وتم تداول الصورة حينئذ على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. والميسري من أبناء مدينة موديه التابعة لمحافظة أبين ، حيث نشأ وترعرع فيها. وأُصيب بحرق كبير في ساقه اليمنى عندما كان في الشهر الثامن من عمره، فقرر الأطباء بتر ساقه، ليقضي 19 عاماً، وهو عمره الحالي، والعكاز رفيق دربه الأول. وهو يعمل حالياً مهندساً لتصليح المولدات الكهربائية. ولأن الإعاقة تُصيب العقل لا الجسد، يتمتع “سيلفر الجنوب” بذكاء شديد، حيث درس في معهد فني، وكانت نقطة التحول في حياته العلمية، هي مشروع تخرجه، حيث تمكن من تصنيع سيارة، وتلقى وعوداً بتلقي منحة دراسية في ألمانيا، إلا أن تلك الوعود لم تُنفذ حتى الآن. ومن ساحات الدراسة إلى ميادين القتال، لبى الميسري نداء الوطن عند الاجتياح الحوثي لمدن الجنوب، صيف عام 2015، رغم ما يعانيه من إصابة. ويقول حول هذه المحطة من حياته: “الحرب فُرضت علينا من أعداء الدين والوطن، من قبل عصابات الحوثي وجيش المخلوع صالح، فاضطررت للدفاع عن ديني ووطني، رغم الإعاقة، ولم أجعلها تعيقني عن المشاركة في القتال مع أبطال المقاومة”. ويضيف “خرجنا ونحن متوكلون على الله، النصر أو الشهادة، فقد تعرضنا إلى أخطار، وارتقى منا من ارتقى شهيداً، وجرح منا كذلك من جرح، ولكن في النهاية، ولله الحمد، تحقق النصر بفضل الله ثم الأوفياء من أبناء الجنوب، ودول التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، الذين لم يتوانوا عن تقديم الدعم بمختلف أنواعه، فالشكر كل الشكر لهم”. ويتواجد الميسري حالياً في السعودية، لتلقي العلاج وإجراء عملية لتركيب ساق اصطناعية. وأوضح أن “سفره جاء عبر أصدقاء له سعوا في إيصاله إلى المملكة، لتلقي العلاج”. *- أشرف خلفيه – صحفي وكاتب سياسي السيارة التي اخترعها سلفر وحصل بموجبها على منحهة للدراسة في ألمانيا ولم تصل المنحة من صنعاء الى عدن