(تفيد أوساط مطّلعة بأن دعوة الزبيدي تمّت بإيعاز ومباركة إماراتيّة) برزت، قبل أيّام، دعوة محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، إلى تشكيل كيان جنوبي جديد، ردّاً على خطوة تشكيل "المجلس السياسي" في صنعاء، بين "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام". ولقيت الدعوة ترحيباً جنوبيّاً واسعاً، فيما طرحت أصوات أخرى حولها تساؤلات، ووضعت اشتراطات، قالت إنّها ضرورية، قبل موافقتها على الإنخراط في "المجلس الجنوبي" الجديد. ضوء أخضر تفيد أوساط مطّلعة، "العربي"، بأن دعوة الزبيدي تمّت بإيعاز ومباركة إماراتيّة، مؤكّدة أنّه ستسبق تنفيذها خطوات عملية، بدأ التحضير لها بالفعل في أبو ظبي، حيث من المقرّر أن يُعقد، خلال اليومين المقبلين، لقاء جنوبي، يضمّ كلّاً من الرئيس علي سالم البيض، ومحمّد علي أحمد، وصالح عبيد أحمد، وحيدر العطّاس (مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي)، وعدداً آخر من قيادات الحراك الجنوبي الفاعلة في الداخل والخارج، لم تُحدّد أسماؤهم بعد، لمناقشة تشكيل "الكيان السياسي الجنوبي". إعادة الترتيب وتكشف مصادر، ل"العربي"، قيام اللواء عيدروس الزبيدي بزيارة خاصّة إلى الولايات المتّحدة الأمريكية بعد جولة خليجية، شملت كلّاً من أبوظبي والرياض، ولم تُعرف بعد نتائج الزيارة، التي أُحيطت بالسرّية التامّة، وكذا الملفّات التي بحثها الزبيدي مع الجانب الأمريكي. كما تكشف المصادر نفسها أن "الولايات المتّحدة الأمريكية أبدت ارتياحاً كبيراً للنجاحات التي حقّقتها قيادة السلطة المحلّية في عدن في مجال مكافحة الإرهاب، وتمكّنها خلال فترة وجيزة من هزيمة الجماعات المسلّحة المنتمية لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية (داعش)، والسيطرة على مناطق نفوذ هذه الجماعات في كلّ من عدن ولحج وأبين وحضرموت، بينما فشل الجيش اليمني بتشكيلاته العسكرية والأمنية في تحقيق ذلك على مدى سنوات". وبناءً على ذلك، وعلى إخفاق وحدات "الجيش الوطني"، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في تحقيق أي نتائج عسكرية على الأرض، يأتي تسارع الخطوات جنوباً، وفقاً لما يعتقده البعض، إضافة، طبعاً، إلى الردّ على تشكيل "المجلس السياسي" في صنعاء. نعم ولكن يبدي العقيد في الجيش الجنوبي السابق، المسرّح قسراً، عبد الحكيم علي، خشيته من أن تُعيد هذه الدعوة قوى الحراك الجنوبي إلى المربّع الأوّل، على اعتبار أن "غالبية نشطاء وقيادات الحراك الجنوبي أخفقت، في مرّات سابقة - إبّان مرحلة النضال السلمي - في تشكيل قيادة مصادر ل"العربي": تمّ، عقب الدعوة، تشكيل لجنة تنسيق تضمّ شخصيّات من مختلف المحافظات الجنوبية جنوبية موحّدة". ويحذّر علي من أن "هذه الدعوة إذا لم تحظ بتأييد ومباركة من قبل التحالف، حتّى وإن كانت غير معلنة، فارتداداتها السلبية ستكون كبيرة على مسيرة القوى الجنوبية نحو تحقيق الهدف". ويشارك علي محسن هادي، وهو ضابط رفيع في الشرطة العسكرية، العقيد عبد الحكيم تخوّفه من الدعوة، معتبراً أن "قيادة المقاومة الجنوبية، برئاسة الزبيدي، قد تخطّت المصطلحات المعروفة من قبيل إيجاد حامل سياسي جنوبي، والقيادة الموحّدة، وحظيت بدعم شعبي كبير، وكان يمكن البناء عليها واعتبارها القيادة الجنوبية التي أفرزتها الحرب الأخيرة بحكم الأمر الواقع، وإن كان ولا بدّ فيتمّ رفدها بشخصيّات سياسية جنوبية، وهي من تخول نفسّها تمثيل شعب الجنوب في أيّ استحقاقات سياسية قادمة". تأييد كبير وعلى الرغم من الملاحظات التي طرحتها قيادات جنوبية على الدعوة، فإن الأخيرة لقيت، في المقابل، تأييداً واسعاً ينمّ، ربّما، عن وجود تفاهمات سبقت الإعلان عنها. في هذا السياق، تكشف مصادر خاصّة، ل"العربي"، أنّه تمّ، عقب إعلان الدعوة، "تشكيل لجنة تنسيق تضمّ شخصيّات من مختلف المحافظات الجنوبية، ستباشر عملها عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك مباشرة، وستكون نواة قيادة الكيان الجنوبي الجديد"، مضيفة أن اللجنة "تشمل قيادة السلطات المحلّية والعسكرية والأمنية الجنوبية في محافظاتعدن ولحج وشبوة وحضرموت وأبين، كما ستضمّ أيضاً قيادات المقاومة الجنوبية في عدن ولحج والضالع". ويقول رئيس التجمّع الديمقراطي الجنوبي، "تاج"، جلال عبادي، المتواجد في العاصمة البريطانية لندن، ل"العربي"، إن التجمّع "يؤيّد بشكل كامل دعوة الزبيدي، باعتباره شخصية مقاومة مُجمع عليها"، مبدياً "تفاؤلاً كبيراً بشأن المكوّن الجديد"، علماً أن تجمّع "تاج " كان، طوال السنوات السابقة من عمر الحراك الجنوبي، يتأنّى قبل أن يتّخذ أي قرار يتعلّق بتشكيل قيادة جنوبية، على مستوى الخارج تحديداً. والتقت "الهيئة الوطنية للإستقلال" برئاسة القيادي البارز في الحراك الجنوبي، علي هيثم الغريب، محافظ المدينة، عيدروس الزبيدي، للإستماع إلى تفاصيل دعوته لتشكيل الكيان الجنوبي القادم. وفي اللقاء، شدّد الغريب على ضرورة أن "تكون الدعوة ضمن إطار العلاقات الإستراتيجية مع دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتّحدة". تحفّظ وأبدت عدد من القيادات والشخصيّات الجنوبية تحفّظها عن الإدلاء بآرائها بشأن دعوة الزبيدي، معتبرة أن الحديث عنها سابق لأوانه، مؤكّدة، في الوقت نفسه، أن خطوات عملية للبدء بتنفيذها ربّما ستُدشّن بعد إجازة العيد، فيما قال آخرون إنّهم لا يملكون معلومات كافية للحديث عنها، مع تأييدهم الضمني لكلّ مبادرة من شأنها "تحقيق أهداف شعب الجنوب، بأقلّ الخسائر".
