ليست هذه هي المرة الأولى ولا الأخيرة ، رغم أنه يراد لها أن تكون العودة الأخيرة للحكومة اليمنية لممارسة وظائفها من عدن عاصمة الجنوب . بالتأكيد عودة الحكومة هذه المرة تأتي بعد تطورات وتحولات كبيرة في الصراع الدائر لصالح التحالف والشرعية ، بدأت مؤشراتها في عدم قدرة الحوثيين علي الاستمرار في ممارسة وظائف سلطة حاكمة في صنعاء وخاصة بعد وصول الأوضاع المعيشية الي حافة الإنهيار وافلاس مالي وإداري غير مسبوق شجع الشرعية علي اتخاذ قرار نقل أنشطة البنك المركزي الي عدن وإعادة تشكيل مجلس إدارته في ظل ضوء أخضر من الدول الراعية والمؤسسات المالية الدولية جاءت عشية زيارة الرئيس هادي الي الولاياتالمتحدة الأمريكية… وهذه التطورات ترى فيها الحكومة أداة هامة وفعالة وربما حاسمة للضغط علي الحوثيين وغيرهم لوضعهم أمام خيارات احلاها مر . ومن ناحية أخرى فقد اشتدت وطأة أزمة حرب الخدمات في عدن خلال الأيام الأخيرة التي سبقت عودة الحكومة في مؤشر واضح لا يخفى علي لبيب اتجه نحو خلق مبررات مؤثرة علي الرأي العام الجنوبي وعوامل ضغط اخري اضافية علي قادة المقاومة الجنوبية وفي مقدمتهم محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي للتعامل الايجابي مع عودة هذه الحكومة والعمل في إطار سياسات التحالف والشرعية ذات الأبعاد الاستراتيجية . هذا ما يمكن قراءته في ضوء عودة الحكومة الي عدن … لكن الأهم من كل ذلك هو مدي تأثير هذه العودة علي مسار الصراع الدائر منذ مطلع العام 2015م وخاصة علي صعيد التعامل مع حكام الشمال المسيطرين علي الارض وكيف سيتعاملون ويتصرفون في ضوء هذه التطورات . وما تاثير ذلك على صعيد الوضع في الجنوب المحرر والتواق علي إستعادة دولته وسط حرب اقتصادية وخدمية غير مسبوقة حادة وظالمه علي شعبه تخاض في ظل صمت وإهمال التحالف والحكومة تجاه هذه الأوضاع ، مترافقة مع سعي قوي الفساد والبلطجة استغلال هذه الأوضاع استغلالا بشعا للابتزاز وتحقيق مكاسب أنانية خاصة بها غير ابهة بمعاناة وآلام سكان عدن وكل الجنوب . وعلى أي حال أعتقد أن علي الجنوبيين أن يتعاملوا مع عودة الحكومة بإيجابية وبعد نظر كشركاء وحلفاء الي جانب قوات التحالف والمقاومة الجنوبية في هذه المرحلة بالغة التعقيد والخطورة . وعلى الحكومة من جانبها أن تدرك جيدا أنها في عدن عاصمة الجنوب .