بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلاسَكَنُ مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُم ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ كل أحلامي بدأت تنأى بعيدا في الزمان والمكان كنت أتمنى أن يكون لي وطن بحجم الكون تسرح فيه أحلامي وتمرح ويكون سندا لأبنائي وأحفادي اليوم تقزمت أحلامي إلى أدناها أن يكون عندي وطن حتى ولوكان فقيرا بعد أن ذهبت أحلامي تتقاذفها أيادي وأقدام أبناء وطني من الموتورين بهوس المال والسلطة اليوم أتمنى أن تكون لدي عشة وأسميها وطن أرمي جسمي المنهك في أحضانه متى أحسست بعناء رحلة الحياة وتكاليفها وغربة الروح في بلد المهجر ..لم أكن أتصور أو أصدق أنه سيأتي يوم لا يكون فيه لدي وطن.. أرجو أن لا يقول قائل أن الوطن موجود! ما هو موجود ليس إلا بؤرة مشتعلة أرى لهيبها وأكتوي بجذوتها عن بعد ترمز على أنه كان لي وطن وحسب ..ها أنا اليوم اعترف أنني أختزلت أحلامي الكبيرة في وطن يبتسم لأبنائه وأنعم فيه بالحرية والعيش الكريم إلى أمنية واحدة ووحيدة أن يظل عندي وطن بمستوى الكوخ الصغير الذي أشعر بجزء من أنسانيتي فيه واسترد بعضا من حريتي بين زواياه .. آه ما أقسى أن تتقزم أحلامك الكبيرة إلى كلمة واحدة فحواها أن يظل عندك شبه الوطن أوخياله مهما كان فقيرا المهم لا حروب فيه ولا خراب ولاعويل ولا نكبات ولا مصائب ولا محن .. ياعالم يا عرب ياأبناء اليمن وحكمائه وشياطينه معا خذوا كل شيء خذوا ما شئتم من مناصب وأموال ومكاسب وصفقات وشركات لكني أتوسل أليكم بدماء كل الشهداء وبعويل الثكالى وبدموع اليتامى وبآهات المكلومين وبدعوات الشيوخ الركع والبهائم الرتع.. أتوسل إليكم بكل جميل وجليل من مقدساتكم، بل بكل عزيز وغالي لديكم.. أعيدوا إلي الوطن.. السبت: 21/يناير/2017م
