دعا السياسي والكاتب اليمني علي البخيتي إلى فصل الشمال عن الجنوب في اليمن كمدخل لحل الأزمة وجاءت دعوة البخيتي في المبادرة التي نشرها على صفحته في الفيسبوك هذا الأسبوع والتي قال فيها أنها تهدف لصناعة السلام في اليمن.. عبر التعامل مع الواقع على الأرض وعدم فصل مسار التسوية السياسية عن التغيرات التي حدثت . وكان الأستاذ البخيتي قد بعث نصا لمبادرته وخطابا للأستاذ محسن محمد بن فريد أمين عام رابطة الجنوب العربي جاء فيه: أتمنى أن أكون وفقت في مشروع صناعة السلام في اليمن الذي نشرته وان يكون قد لبى ما ورد من تمنيات في مقالكم الأخير الذي وجهتموه لي شخصيا !!! ورد عليه الأستاذ محسن بن فريد بالقول: ألقيت نظرة على مشروعكم صناعة السلام في اليمن وسأعكف على دراسته والتمعن فيه.. ثم سوف أوافيكم برأيي. وكان وزير الثقافة الأستاذ خالد الرويشان قد هاجم البخيتي وقال: (إلا الوحدة!! سنقاتل من اجل أحلامنا ومستقبل أجيالنا!!) بهذا الخطاب الاستعلائي والهرطقة الفجة استهل الرويشان رده على مبادرة علي البخيتي وأعيب عليه انه كان وزيرا للثقافة ورجلا جامعيا مثقفا ومن العيب أن تصدر منه مثل هذه العبارات الفجة !! وهو ينحدر من قبيلة خولان العريقة المعروفة بحكمة وشجاعة رجالها الذي يقفون اليوم على الحياد بعد أن جربوا وقاتلوا تحت رايات عديدة طوال تاريخهم وفقدوا أشجع فرسانهم وشذ عنهم اليوم خالد الرويشان !!وهو يطعن بجنبية المخلوع "الناصلة" التي لا تقطع حتى في عود ذره ! وهذا المشهد يذكرني بالحواة والمشعوذين عندما كانوا يطعنون بحربة بن علوان أمام الأطفال و السذج من الناس ليبتزوهم وهم يرددون : ( بحرك يا علوان!!) وقد رد عليه البخيتي قائلا: إذا تعذرت الوحدة.. فما المانع من فك الارتباط ؟ ولماذا ستقاتل عنها باعتبارها حلمك؟ وماذا عن حلم من في الجنوب؟ أم انه لا يحق لهم حتى في الحلم؟ وأردف البخيتي قائلا: هل تعرف أن من يقول للجنوبيين انتم أحرار في تقرير مصيركم ولكم كل الحق في فك الارتباط أو تصحيح مسار الوحدة يدفعهم للوحدة!! لأنه بذلك يجعلهم يفكرون بالوحدة بعقل ومنطق ودون عاطفة أو ردة فعل متشنجة ناتجة عن مثل خطابك المتعالي وتهديدك الأجوف بأنك ستقاتل من اجل الوحدة..!!! وختم البخيتي بالقول هذا الخطاب التهديدي بفرض الوحدة بالقوة هو ما افقد الوحدة بريقها في نفوس الجنوبيين . وأنا أقول للسيد خالد الرويشان: لقد كان الإمام احمد بن يحيى حميد الدين أكثر تنورا وعلما وثقافة منكم وكانت بصيرته أسمى وأرقى من بصائركم العمياء التي لا ترون بها إلا نصف الفنجان الفارغ..!!! كان الإمام احمد سليل أسرة حكمت اليمن أكثر من ألف عام لم يقل يوما في حياته: (الوحدة أو الموت) كان أكثر دهاء ومرونة ...وحتى صالح بن ناجي الرويشان الخولاني عامل الإمام على البيضاء لم يقل يوما مثل هذا الكلام السخيف الهابط!! رحم الله صالح بن ناجي الرويشان الذي كان يستقبل مئات القبائل من الجنوبيين في البيضاء ويساعدهم ماديا ومعنويا لمحاربة الانجليز من : العوالق ومرخه والعواذل ودثينه ويافع ولم يسمعوا منه مثل هذا الكلام الفج والخطاب المتخلف !! لقد كان داهية وإلا لما ظل في منصبه في ذلك الزمان ولن تصل يا وزير الثقافة والفنون إلى كعب رجله ولا مجال للمقارنة بينك وبينه.!!!ّ لقد كان الإمام في تعامله أكثر علما وفهما و رقيا وحضارة منكم يا خالد الرويشان رغم انك تحمل شهادة جامعية!! وأسألك: هل هو ارث العبودية الأسود الذي بقي في ذاكرتك عن اليمن؟ هل هي عقدة تاريخية أم بدعة اخترعتموها أنت وعمك المخلوع صالح؟ رحم الله الإمام احمد فقد كان سياسيا بارعا وداهية وخبيرا بشؤون جيله في زمن كان الجهل يضرب أطنابه في ربوع اليمن !!
