=أندهشت .. بل صٌعقت .. لردود الفعل المنفلتة والمتوترة من قِبل العديد من الشخصيات والمكونات اليمنية ( الشمال ) تجاه مشروع الأخ الأستاذ علي البخيتي بعنوان " الإنفصال بين الشمال والجنوب كمدخل لحل الأزمة في اليمن " ، الذي نشره يوم السبت الماضي . ولعل أبرز تلك ردود الفعل هو ذلك العنوان والشعار الصادم الذي أشهره في وجه الجميع ، الأخ والصديق الأستاذ خالد الرويشان ، وزير الثقافة اليمني الأسبق ، " الوحدة أو الموت ". هل معقول ، بعد أكثر من ربع قرن من الفشل المدوي للوحدة اليمنية ، أن تظل هناك أصوات في اليمن/الشمال ترفع مثل هذا الشعار المعيب ؟؟. هل معقول ، بعد حراك جنوبي مجيد مستمر منذ عشر سنوات، وبعد مقاومة وطنية جنوبية مجيدة وقفت في وجه الغزو الحوثي /العفاشي ودحرته ، وتهدف الى قيام دولة مدنية جديدة في الجنوب العربي ، هل معقول بعد كل هذا أن تظل هناك أصوات في اليمن ترفع مثل هذا الشعار الخائب ، ولا تريد أن تعترف بحق الجنوب والجنوبيين في أمل جديد وعهد جديد ودولة جنوبية جديدة ؟؟. = وبقدر دهشتي من تلك الأصوات الشمالية ، كانت دهشتي كذلك من أصوات جنوبية نزقة ، أخذت تشكك في نوايا ومقاصد الأخ البخيتي ، بل وتشكك في كل شمالي..ولا تَر في الشمال إلآ شر مطلق . = والأكيد الأكيد إن الأخ البخيتي قد " نبش عِش الدبابير " بمشروعه ، واجتمع المختلفون على مهاجمته ، ووجهت له السهام من كل حدب وصوب . ولكن من الواضح إن جلد البخيتي سميك وقوي ويتحمل كل السهام . = أما حول من سيمثل الجنوب في أي حوارات أو مفاوضات قادمة (وهي المسألة التي يجري حولها لغط كثير ) ، فستمثله المقاومة الوطنية الجنوبية ، التي دحرت وهزمت الغزو الحوثي/العفاشي ، وستمثله القوى الوطنية الجنوبية الرائدة والمؤمنة ب " الهوية " الوطنية الجنوبية ، وقيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة على كامل الأرض الجنوبية عام 1990م . = وبعد .. شكراً يابخيتي .. فقد علقت الجرس .. ورميت حجراً في المياه الراكدة الآسنة.. ونبشت بالفعل عِش الدبابير . ولكن .. أنا على يقين بأنه بقدر ماهناك من أصوات متوترة ، وموتورة ، في اليمن / الشمال .. فهناك أصوات ، عاقلة ،أكثر، رزينة ومحترمة ، تسخر وتحتقر وتعيب شعار" الوحدة أوالموت " وتؤمن بحق الجنوب والجنوبيين في إقامة دولتهم الجنوبية المدنية الجديدة ،التي ستسقط أسوار وجدران الكراهية مع إخوانهم في الشمال ، وتفتح الحدود والقلوب لعلاقات أخوية سوية ومصالح مشتركة ليس لها حدود .