عندما وطأت أقدام الجنوبيين صنعاء ، كانت عيونهم على المسجد الأقصى في فلسطين ، وعلى سبته ومليلية في المغرب الأقصى ، وكانوا يحملون مشروع حداثي ، يمكن أن يجعل الشمال والجنوب ، في مصاف الشعوب المتقدمة والراقية والمتحضرة . لكن القوى المتنفذة في الشمال ، اعادت الجنوبيين إلى حياة ما قبل العصر الجاهلي ، فهب شعب الجنوب من باب المندب إلى المهرة ، معلنا مقاومته للقوى المتنفذة في الشمال ، وعدم قبوله بحياة ما قبل العصر الجاهلي ، التي فرضته عليه من خلال احتلالها للجنوب ، في صيف عام 94. لكن إخواننا اليمنيين ((الشماليين)) على إختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية ، يبتزوننا بمسمى الوحدة ، التي ليس لها من وجود بعد حرب صيف عام 94 ، وإنما الموجود إحتلال استيطاني متخلف ، أشد وطأة علينا ، من الإحتلال الاستيطاني الصهيوني في فلسطين على الفلسطينيين ، فليس هناك حق لأي شمالي أن يلوم الجنوبيين ، على مطالبتهم باستعادة دولتهم على حدود ما قبل يوم 22 مايو 90 ، وإذا كان لا بد من اللوم ، فلا يلوم إلا نفسه .