يوما بعد يوم تتأكد الشكوك لأي متابع عادي، أن هناك قوى دولية غير إيران (ورأس حربتها في هذا الصراع المانيا التي أوكل لها الغرب الدخول المباشر في شئون صنعاء منذ الثمانينات لإخراجها من العلاقة الخاصة مع السعودية) وفعت بأقلية الأقلية الزيدية وهم الحوثة في أن تكون لهم اليد الطولى في جنوب غرب الجزيرة، ولتصبح تهديدا مباشرا لدول المنطقة. فالبرغم من الهجمات الإرهابية في البحر الأحمر والقرصنة الحوثية للملاحة الدولية التي حطمت أوهام كثيرةعند انصار الحوثي في الغرب، وأظهرت لهم ان الحوثة المرتبطون مذهبيا و سياسيا بإيران ليسوا في خدمة مصالح الغرب وحدهم و إنما ورقة رابحة أخرى من أوراق ايران التي تريد من خلالها بسط هيمنتها على المنطقة وأن التخادم معها سينتهي يوما بالمواجهة مع الغرب، ومع ذلك لا يزال هناك من يقوم بمداراة الحوثة وتعظيم شأنهم خدمة لاهدافهم.
بل أن الغرب لم يمانعوا في أن يتحول الحوثة إلى سلطة عنصرية في صنعاء بعد 2014م فقط، إنما تولوا الدفاع عنها بحدة في اكثر من مرحلة في الصراع حتى لا تخسر المعركة وأن تفرض أيدلوجيتها العنصرية فكرا وممارسة على الغالبية الشافعية (السنية).
مشروع الدولة العنصرية المتطرفة للحوثة تحطم حلم إنتصارها الكامل على صخور عدن البركانية عندما هب أبناء الجنوب العربي دفاعا عن أرضهم وعن حقهم في الحرية والقطع مع عنصرية الزيدية السياسية.
في الوقت ذاته أستخدم الغرب كل الوسائل لتجاهل حق الجنوبيين واضعاف موقفهم حتى لايفرضوا سلطتهم على أرضهم، ولكي يسمحوا لإستمرار مؤامراتهم على المنطقة بعدما عجز الحوثة عن أجتياح الجنوب وعندما حانت الفرصة منعوا قوات العمالقة الجنوبية من إضعاف الحوثة بعدما اوشكوا على تحرير الحديدة لكسر هيمنة الحوثة على اليمن(الشمال).
وهنا يمكن القول إن إبقاء شرعية هشة عنوة والحفاظ عليها هدفها الوقوف في وجه أي تغيير لصالح الجنوب، لان هذه الشرعية هي أقرب إلى نهج الزيدية السياسية منها إلى أي شيء آخر، وأصبحت فارغة المحتوى ولا تحمل أي مشروع وطن إلا هيمنة مجموعة لصوص وفاسدين يديرونها حتى تحين الفرصة لهم لاقصاء الجنوبيين و من ثم ستكون هناك تسوية يقومون فيها بتسليم الشرعية للأقلية الحوثية و يكتمل مشروعهم السياسي على كامل الجنوب العربي.