قال كاتب سياسي مقيم في لندن في تعليق على الضربات الأمريكية الأمريكية البريطانية على معاقل مليشيات الحوثي: "مالم يرافق ذلك إنزالاً برياً وتحركاً على الأرض. وأن واشنطن وبريطانيا وكل هذا الحشد العسكري البحري يدركون ذلك، ويدركون أنهم أمام خصم مقامر عنيد لا يفقه في السياسة ومسؤولية الدول،قراره السيادي ليس بيده وأنه يخوض حرب الغير، وينفذ سياسة الغير، ويضحي بمصالح اليمن من أجل ملفات الغير". جاء هذا التوصيف في مقال للكاتب "خالد سلمان" على نافذته على منصة إكس أطلع عليه محرر "شبوة برس" وجاء نصه: عديد المصادر الإستخبارية تجمع إن واشنطنولندن يستعدان لتغيير قواعد الإشتباك، والتحضير لعملية برية واسعة النطاق، تنهض بها بالأساس القوات اليمنية المشتركة بمكوناتها الثلاثة، وبدعم جوي دولي وبخطة عسكرية متكاملة الأركان، يتم إعدادها في غرف جيوش الدولتين العظميين الولاياتالمتحدة وبريطانيا. الجزء الأهم في الخطة تحرك واسع في موانئ الحديدة والجزر بالتزامن مع قوات الساحل الغربي والقوات الجنوبية، على محاور شبوة والبيضاء والضالع، لإجتثاث هذا الخطر وطي ملف الحوثي، وبالتالي قطع ذراعاً من أذرع إيران المتعددة، إن لم يكن أكثرها خطورة في الحسابات الإستراتيجية الدولية. الحوثي بدوره يعد نفسه لمواجهة عنوانها إطالة أمد الصراع، والدخول بحرب إستنزاف طويلة النفس، تجبر إمريكا على القبول بتفاوض بجدول أعمال إيراني، ولصالح ملفات إيران في المنطقة، ومثل هكذا تفاوض لم يعد في وارد حسابات واشنطن، بعد أن كشف إستهداف الحوثي للسفن والممرات التجارية، عن كونه خطر غير قابل للإحتواء بصفقات ثنائية، وإن كل تهدئة معه لن تلبث أن تعودة ثانية إلى دائرة العنف، مع كل نزاع ذات صلة بمحور إيران المسمى بالمقاومة.
الآن كل التقديرات على الطاولة الإمريكية البريطانية ،وهي دقيقة شاملة تأخذ بالإعتبار إرتدادات هذه العملية على سائر الجبهات الأُخرى، وإحتمالية تحرك الساحات في العراق وسورية ولبنان، وحتى خلايا نائمة إيرانية في عديد من الدول يختلط فيها العقائدي بالاستخباري، لضرب المصالح الإقتصادية والتواجد العسكري الأمريكي البريطاني، في موجات عنف تأخذ صفة الإرهاب الدولي، والعودة إلى اللا مركزية للتنظيمات المنفلتة والذئاب المنفردة. السعودية تحاول أن تنأى بعيداً عن هذه العملية، ومع ذلك ستجد نفسها منخرطة، كرد فعل على إستهداف حوثي واسع النطاق لجغرافية الثروات فيها ،والمشاريع الإقتصادية كمدينة نيوم، والأمن الداخلي. لن تستمر قواعد الإشتباك الراهنة المكلفة لواشنطن، والضارة بالاقتصاد العالمي، وسيجد الجميع بمن فيهم مصر المضار الأكبر في اقتصادها وامنها القومي، بأن إزالة الحوثي مصلحة مشتركة لليمن والإقليم وللأمن والإقتصاد الدوليين. قريباً اليمن على موعد مع تسوية منقوص منها الحوثي.