الضربات التي وجهها الطيران الأمريكي على أهداف حوثية هدفها المعلن ردع الحوثيين واثنائهم عن تنفيذ هجمات أو قرصنات مستقبلية على السفن التجارية في البحر الأحمر و إضعاف قدرتهم العسكرية. لكن حتى الآن الولايات تود فقط ردع الحوثيين وليس هزيمتهم أو حتى إضعافهم. أما الحوثيون فلهم نظرة أخرى وأهداف أخرى سياسية ومعنوية واقتصادية كجزء من مشروع سياسي أوسع يعود إلى عقود مضت. لدى الحوثيين سبب سياسي واقتصادي لمواصلة اعلانات هذه الحرب مع الولاياتالمتحدة. فمن الناحية السياسية، يمكن للحوثيين استخدام هذا الصراع لتعزيز قاعدة دعمهم المحلية، للهروب من الاستحقاقات المحلية وتصوير أنفسهم كمدافعين عن اليمن، وهي خطوة استخدمتها الجماعة لصالحها خلال السنوات الماضية ضد دول التحالف العربي وخاصة السعودية والإمارات. لكن الأكثر أهمية في حسابات الحوثيين هو الزاوية الاقتصادية. الحوثيون يسيطرون على الشمال الاكثر سكانا من الجنوب الخارج عن سيطرتهم ويسيطر على الجزء الأكبر منه المجلس الانتقالي الجنوبي. ما لا يملكه الحوثيون أيضا هو القاعدة الاقتصادية التي تسمح لهم بالحكم لسنوات قادمة.. مع المصالحة مع السعودية وتحول الأخيرة إلى وسيط بين الحوثيين والشرعية...كانت الجماعة بحاجة إلى صراع آخر لتحقيق أهدافها السيايية والاقتصادية. ويراهن الحوثيون على أنه من خلال توسيع نطاق الصراع يمكنهم في نهاية المطاف الاستيلاء على مأرب...رغم أن هذا الهدف ما زال صعبا أو بعيد المنال. والخلاصة أن الحوثيين يعتقدون أن أفتعال الحروب هي الوسيلة الوحيدة لابقاء سيطرتهم على الشمال الذين لم يهزموا فيه قط إلا في الحرب الأولى عام 2004...لكنهم هزموا في الجنوب على أيدي المقاومة الجنوبية رغم الفارق الهائل في الامكانات. ويعلمون جيدا أن لا حرب حقيقية لهم لا مع المعارضة المفترضة في الشمال ولا مع التحالف العربي ولا مع إسرائيل أو أمريكا. ما يمكن ويتوقع أن يقوم به الحوثيون الآن هو الاستمرار في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التجارية في البحر الأحمر، وهذا في نظرهم امام أنصارهم هو نصر على الولاياتالمتحدة.