في الوقت الذي بات الذهب أحد الخيارات لدى كثير من الشعوب بوصفه "ملاذا آمناً" للمحافظة على الأموال وقيمتها، وتعبيراً قائماً عن واقع الحال، أخذت الصين تنافس الهند بوصفها أكبر مستهلك للذهب في العالم هذا العام. ويبدو أن شركة أبل الأميركية أدركت هذا الأمر، كما أدركت التوجه العام للاحتفاظ بالذهب، لذلك قررت على ما يبدو استمالة الصينيين وبعض الزبائن في أسواق أخرى، بإضافة غطاء ذهبي لهواتفها من طراز "آيفون"، بحسب الشائعات المتزايدة حالياً. غير أن متسوقين في موقع "أبل ستور"، المتخصص في بيع منتجات أبل والبرامج ذات العلاقة في بكين ليسوا مقتنعين تماماً بأن الذهب يجب بالضرورة أن "يغطي" تلك الهواتف أو يغلفها. تقول ني سيوانغ، البالغة من العمر 49 عاماً والموظفة في إحدى الشركات الحكومية، إن لون الهاتف لا يهمها بمقدار اهتمامها بالواجهة الزجاجية واللون الفضي المصقول واللامع، مضيفة أن "الهاتف الذهبي قد يبدو باذخاً لكن تعوزه بعض الأناقة". والذهب والهواتف الخلوية ليسا غريبين عن بعضهما، فقد قامت شركة "غولد آند كو" البريطانية بتصنيع هواتف "آيفون" وأجهزة "آيباد" و"بلاكبيري" مطلية بالذهب تعرض للبيع في بعض الأسواق الصينيةوالهندية. وفي مدينة شينزين الصينية، ثمة كثير من الشركات المحلية التي تصنع هواتف خلوية وأخرى ذكية ذهبية اللون، بينما هناك شركات أخرى تصنع أغطية هواتف ذهبية مطعمة بالمجوهرات والحجارة الكريمة. وأكدت شركة تايوانية مزودة لهواتف آيفون ومقربة من شركة أبل قرار الأخيرة بطرح هواتف "آيفون" ذهبية، إضافة إلى مجموعتها من الهواتف السوداء والبيضاء، لكن لم يصدر أي تأكيد عن شركة أبل ذاتها، كما لم يكن ممكناً الوصول إلى مسؤولين في الشركة للحصول على تعليق. من الناحية التجارية، يبدو الأمر مثيراً وذو مغزى، بحسب جيري زوو، نائب الرئيس والشريك في شركة "فليشمان هيللارد" شركة العلاقات العامة في بكين. وأوضح جيري زوو أن طرح مجموعة ألوان أخرى سيكون أمراً مبتكراً ويضفي مزيداً من التنويع، ويشكل كلا الأمرين "مفتاحاً للفوز بقلوب الصينيين". يشار إلى أن السوق الصينية شكلت ما نسبته 13 في المائة من إجمالي مبيعات أبل أو ما يعادل 5 مليارات دولار في الفترة من إبريل إلى يونيو بانخفاض نحو 19 في المائة عن الربع السابق.
