تتوالى الصفعات على الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح منذ تحالفه مع جماعة الحوثي، فبعد عاصفة الحزم التي قصمت ظهر قوات الحرس الجمهوري طوى التحالف صفحة صالح ونجله البكر أحمد من المشهد السياسي، فيما تتواصل الانشقاقات في حزبه. تلقى الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح صفعة جديدة بانشقاق قادة كبار من المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه، بينهم وزراء ونواب على علاقة وثيقة بصالح ونجله أحمد، في مقدمتهم النائب محمد ناجي الشايف -أبرز مشائخ قبيلة بكيل اليمنية، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر في مجلس النواب- والشيخ سلطان البركاني. ومن ضمن الشخصيات القيادية التي انشقت عن صالح وأيدت عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل، أحمد عبيد بن دغر -نائب رئيس حزب المؤتمر- وعثمان مجلي -النائب عن محافظة صعدة- ووزير السياحة معمر الإرياني، علما بأن صالح كان قد خسر مبكرا نائبه السابق بالحزب، السياسي المخضرم عبد الكريم الإرياني. وظهر الشايف -من الرياض- على إحدى الفضائيات معلنا تأييده لعاصفة الحزم، ورافضا تحالف صالح مع الحوثيين، مؤكدا أن السعودية "هي المنقذ لليمن" وكشف عن وجود 12 قياديا من حزب المؤتمر الشعبي بالعاصمة السعودية "يؤيدون شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ويدعمون العمليات العسكرية ضد قوات الجيش المتمردة ومليشيا الحوثي، كما يؤيدون الحوار السياسي في الرياض". من جانبه قال معمر الإرياني في تصريحات صحفية "أبلغنا السعودية ودول الخليج تمسكنا بالشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس هادي، وشكرناهم على دعمهم اليمن في هذه المرحلة، وطلبنا أن يكون المؤتمر الشعبي جزءا فاعلا في مستقبل اليمن الجديد"، مؤكدا أن "من اقترفوا المشاكل في اليمن لن يكون لهم مستقبل فيه".
تحول متوقع في المقابل قال مصدر مسؤول في الأمانة العامة لحزب صالح يوم السبت الماضي "إن الذين يتحدثون من الخارج باسم المؤتمر الشعبي العام لا يمثلون المؤتمر بصفة رسمية ولا يعبرون عن مواقفه ولا يمثلون إلا أنفسهم ومواقفهم الشخصية". ويرى المحلل السياسي ياسين التميمي في إعلان قيادات في المؤتمر الشعبي مقربة من الرئيس المخلوع صالح التخلي عنه في هذه المرحلة "تحولا مهما يؤشر إلى بداية انحسار دور وتأثير صالح في المشهد السياسي". وأضاف التميمي للجزيرة نت، أن صالح "أخفق في إقناع التحالف العربي بدورٍ له في المشهد السياسي، ما اقتضى اعتماد خطة لتفكيك تحالفه على مستوى حزبه المؤتمر الشعبي وعلى مستوى الدولة". وقال التميمي إن هذا التطور "يؤشر أيضا إلى أن التحالف العربي وبالأخص السعودية، قرر طي صفحة الرئيس المخلوع نهائيا، وإجهاض خطة إحلال نجله أحمد والتي ظلت مطروحة، حتى أسفر صالح عن نيته المضي في تحالفٍ خطير مع مليشيا الحوثي لتقويض دور ونفوذ دول مجلس التعاون الخليجي، عبر إنهاء المبادرة الخليجية، وتمكين إيران من دور أكثر تأثيرا في جغرافيا اليمن الهشة للغاية". واعتبر التميمي أن "تأثير القادة المنشقين لا يقتصر على وجودهم في حزب المؤتمر الشعبي، وإنما يشمل تأثيرهم في امتداداتهم القبلية والعشائرية، وفي هدم الجبهة القبلية التي بناها صالح والحوثيون خلال المرحلة الماضية وارتكزت بشكل أساسي على الكتلة القبلية، وكان يعول عليها في حسم معركة استعادة السلطة". من جانبه قال مدير مركز الرصد الديمقراطي عبدالوهاب الشرفي إن كثيرا من قيادات حزب المؤتمر "لديهم علاقة قوية بالسعودية ولهم مصالحهم المرتبطة بالرياض ومن الطبيعي أن تعلن تأييدها لعاصفة الحزم خصوصا مع وجود دعم دولي لشرعية الرئيس هادي".
ورأى الشرفي أن مواقف قادة حزب المؤتمر "تعد تخليا واضحا عن صالح ولكنها لا تؤثر كثيرا على تعاون من سيبقى منهم مع الحوثيين" واستبعد أن يكون لقادة حزب صالح المنشقين عنه أي تأثير قبلي أو جهوي، وقال "إن تأثير السعودية يفوق دور هؤلاء في القبيلة اليمنية".