اكتظت أرض "الكتيبة الخضراء"، غرب مدينة غزة بالمشاركين في مهرجان ذكرى انطلاقة "حماس" ال 25، والذين يُقدر عددهم بنحو 500 ألف مواطن، فيما أكدت الحركة أنها تلقت "تهديدات وتحذيرات إسرائيلية" بإلغاء التهدئة، في حال شارك زيارة وفد قادة الخارج برئاسة خالد مشعل إلى قطاع غزة، وبينما تشارك حركة "فتح" في الاحتفالات للمرة الأولى، وينتظر الكثيرون إزالة الخلافات بين الجانبين، أكدت "حماس" أن مشعل "لا يستطيع تحريك عجلة المصالحة وحده"، بينما أكدت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة، أنها "سوف تقطع اليد التي ستمتد على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة"، في حين أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة، البدء في وضع إستراتيجية جديدة لتحرير الأرض. وقالت حركة "حماس"، إن "أعداد المشاركين هذا العام يقدر بنحو 500 ألف مواطن"، ولم يبق على أرض "الكتيبة" التي تقدر بقرابة 20 دونمًا، متسع حيث أضطر المشاركون إلى لوقوف في الشوارع المحيطة في أرض المهرجان، رغم غزارة الأمطار منذ فجر السبت، بينما شهدت كافة محافظات القطاع حركة تدافع على الحافلات والسيارات المخصصة لنقل الركاب، في حين ساهم مالكو السيارات الخاصة في نقل الركاب إلى أرض الكتيبة. وبدأت فقرات المهرجان في الساعة 12:30ظهرًا، وتتضمن كلمات لكل من: رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، و أخرى لعضو في المجلس العسكري ل"كتائب القسام"، وكلمة لفصائل المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى بعض الأناشيد للفرق الفنية التي وصلت قطاع غزة. وانتشر المئات من أفراد الشرطة الفلسطينية، التابعة للحكومة المقالة في شوارع غزة، والمنطقة المحيطة بساحة الكتيبة، بينما بدأت فرق الأناشيد التي وصلت من الخارج فقراتها مبكرًا وسط تفاعل جماهيري كبير، ارتفعت خلاله رايات "حماس" وأعلام فلسطين، بينما لوحظ تواجد رايات حركة "فتح" التي تشارك للمرة الأولى منذ الانقسام. في الأثناء، قال الشاب محمد عبيد (15 عاماً)، إن :" المشاركة في المهرجان جاءت تعبيرًا وتأييدًا للحركة ودورها النضالي الكبير، خاصة بعد نجاح المقاومة في المعركة الأخيرة مع الاحتلال"، وبينما حمل راية "حماس" الخضراء، أكد أن انطلاقة الحركة الجديدة، خاصة مع حضور قيادتها وعلى رأسهم خالد مشعل، لها "طعم آخر". وأضاف عبيد: "نبارك للحركة الانطلاقة، ونبارك جهدها الكبير في حماية أبناء الشعب الفلسطيني، وما تقوم به هو عنوان جديد للمرحلة المقبلة"، مشدداً على أن حبه إلى الحركة "يكبر مع كل موقف". يُشار إلى أن وزارة الداخلية والأمن الوطني وضعت خطة لمنع الازدحام المروري في محيط الكتيبة الخضراء، كما أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ للحفاظ على سلامة المواطنين، بينما انتشر المئات من عناصر الشرطة الفلسطينية لتأمين الطرق المؤدية لمهرجان الانطلاقة في محافظات القطاع كافة. من ناحيته، كشف عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق السبت، أن "قيادة الحركة، تلقت تهديدات إسرائيلية بإلغاء التهدئة في حال زيارة وفد قيادة الحركة في الخارج برئاسة خالد مشعل إلى قطاع غزة". وقال الرشق، خلال لقاء مع فضائية "الأقصى" صباح السبت: "تلقينا تحذيرات حقيقة من أن الاحتلال يمكن أن يلغي التهدئة ويفعل أي شيء"، مشيرًا إلى أن "خالد مشعل أكد أنه حدد موعد زيارته إلى غزة حتى لو استشهد على أرضها"، فيما وصف الزيارة ب"التاريخية"، مشيرًا إلى الاستقبال الشعبي الحاشد للوفد، وقال: "هذا المشهد عظيم، ونحن سعداء بأننا وطئنا أرض غزة الطاهرة، والتقينا منذ اللحظات الأولى جموع أهلها". وأضاف: "لولا الظروف القصيرة والإجبارية لكنا بين أهلنا، فاللاجئون الفلسطينيون في الخارج هم في إبعاد قسري وسوف يعودون إلى ديارهم التي هجروا منها بإذن الله". ولفت إلى أن المقاومة والانتصار الأخير في "معركة حجارة السجيل" كانت السبب في زيارتهم إلى غزة، مؤكدًا أن "حماس" تستغل فترات التهدئة والهدوء للتحضير والتجهيز والإعداد إلى الجولات المقبلة، مشيرًا إلى أن "هذا الإعداد يحتاج إلى وقت وجهد ومال"، مبينا أن "عملية الإعداد والتجهيز التي تقوم بها المقاومة ليست ظاهرة للناس". وقال مسؤول العمل الجماهيري في الحركة أشرف زايد:" إن حافلات من أنواع مختلفة سوف تبدأ في وقت مبكر الانطلاق من كافة مدن ومخيمات القطاع في اتجاه ساحة الكتيبة، كي تتمكن من نقل المواطنين بشكل سريع قبل بدء الموعد الرسمي للاحتفال". وأوضح زايد، في تصريح صحافي، أن "جميع الاستعدادات اللوجستية تم الانتهاء منها، والساحة في انتظار توافد جموع المواطنين"، مؤكداً أن "مهرجان الانطلاقة سوف يكون الحدث الأضخم في مسيرة الحركة"، لافتًا إلى أنه سوف يكون بمثابة "عرس وطني" لكل الفلسطينيين وليس ل"حماس" وأنصارها، مؤكدًا أن كافة الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "فتح" سوف تشارك في المهرجان. وأعلن القيادي في "حماس" صلاح البردويل، السبت، أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي يزور غزة، برفقة نائبه موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وأعضاء من المكتب السياسي للحركة، سوف يلتقي مختلف الفصائل الفلسطينية، وجهات ومنظمات أهلية. وأشار البردويل، إلى أن "ملف المصالحة سوف يكون على جدول أعمال كافة اللقاءات التي سيعقدها خلال زيارته"، لافتاً إلى أنّ "المصالحة الفلسطينية، سوف تكون حاضرة بقوة في كلمته التي سوف يلقيها في المهرجان، مؤكدًا أن"المصالحة تعتبر قضية شراكة بين كافة الفصائل الفلسطينية، ومشعل لا يستطيع أن يحرك عجلتها وحده". وقال خالد مشعل، خلال زيارته لمنزل مؤسس "حماس" الشيخ الشهيد أحمد ياسين، في حي الصبرة: "وعد منا ومن كل قيادة حركة حماس، أن نسير على طريق المصالحة ووأد الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية لنكون صفا في مواجهة المحتل الصهيوني"، مضيفًا:"إن الشيخ أحمد ياسين كان طوال حياته عنوانًا للمصالحة، وإن شاء الله من هذا البيت ومن غزة وعلى أبواب معركة حجارة السجيل سنكون على نفس النهج". وتابع:" نحن نعيش هذا العبق والبركات والروح الصافية"، لافتا إلى أن الجماهير في قطاع غزة التي اصطفت للقائه هي "غرس من غراس الإمام القائد ياسين"، فيما خاطب أهل وذوي ياسين بقوله :"يا أهل الشيخ أنتم جزء من بركات الشيخ، والله إن هذا البيت المتواضع يساوي عندنا وعند المسلمين والمجاهدين مكان القصور العالية أما عند الله فمقام الشيخ لا يعلمه إلا الله"، مضيفا :"نحن على دربه وعلى خطاه مستمرون. وأردف:بدأ الشيخ مسيرة الجهاد ونحن إخوانه وتلاميذه على ذات الخطى، ونسأل الله أن تتوج مسيرة "حماس" والمقاومة وشعبنا العظيم بالنصر العظيم، اليوم لقاؤنا في غزة، وغدًا في رام الله والخليل والقدس وصفد وكل المدن إن شاء الله". وفي كلمة له بمنزل القائد الشهيد أحمد الجعبري، قال مشعل:" إن الحرب الأخيرة التي شنت على القطاع، معركة الثمانية أيام، والنصر الذي حققته المقاومة، كان الفضل الكبير فيها للقائد الجعبري بعد الله عز وجل"، مشددا على أن الأخير كان "قائدًا مخلصًا"، مضيفًا:"إن بركة إخلاص القائد الجعبري مرغت أنف نتنياهو في 8 أيام"، داعيا الجميع إلى "السير على نفس الطريق وعهد الشهداء"، فيما خاطب أهل غزة بقوله :"اجعلوا أيديكم على الزناد، وقلوبكم متحابة، ووحدوا صفكم جنبًا إلى جنب، وابقوا على وحدة الصف، جئناكم فرحين بما منّ الله عليكم به، وغزة ستبقى في القلب وعلى الرأس". وقال مشعل:"كما توحدنا في المعركة سوف نتوحد في السياسة على قاعدة الثوابت, الأرض والقدس وحق العودة والثوابت الفلسطينية، وغزة إن شاء الله والضفة وال 48 سوف تكون وتظل شوكة في حلق العدو". وفي كلمة له أثناء زيارة منزل شهداء عائلة الدلو، أكد على أن "غزة سوف تظل نبراسًا للأمة، وعنوانًا للمقاومة والجهاد والصمود في وجه الاحتلال، والذي طالما غاب عن شعوب ودول عربية، وأن ذلك فخر يفتخر به كل إنسان". وأكد على أن "إنجازات إسرائيل، التي تدعيها تكمن في قتل العوائل والأطفال الصغار، كما فعلت في حق عائلة الدلو، وتعتبره انتصارًا"، فيما بعث بتحية إلى كل من: مصر وتركيا وقطر لدعمهم الشعب الفلسطيني وقضيته. وقال إن "قوة الشعب الفلسطيني تكمن في وحدته"، موجها التحية إلى "الكتائب المقاتلة"، فيما أكد أن "سلاح المقاومة هو الطريق الوحيد لتحرير الأرض المغتصبة من المحتل الإسرائيلي". وقد دعت "حماس" أنصارها والمواطنين إلى المشاركة في إحياء ذكرى انطلاقتها ال25، الذي تقيمه تحت شعار "حجارة السجيل.. طريق التحرير"، فيما ازدانت ساحة الكتيبة بالرايات الخضراء والأعلام الفلسطينية، وحظيت منصة المهرجان التي كان صاروخ M 75 أبرز معالمها بإعجاب المواطنين. وتحيي "حماس" مهرجان انطلاقتها هذا العام، بعدما انتصرت هي وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي خلال معركة الأيام الثمانية، وانتزاع تهدئة أرغمت الاحتلال على وقف الهجمات العسكرية ضد القطاع وفق شروط المقاومة. وتواجد المئات من الجماهير الفلسطينية في أرض الكتيبة الخضراء ليلة السبت، قبل بدء فعاليات مهرجان انطلاقة حركة "حماس" بيوم كامل ليحجزوا أماكنهم من الآن، فيما لم يتمكن القائمون على التنظيم من منع هؤلاء، وقال بعضهم ومنهم أبو محمد الأغا :" نحن سنبقى هنا، فالأماكن غداً ستكون محدودة والجماهير ستكون غفيرة وأكثر من كل عام". وأضاف:حبنا إلى "حماس" كبير، ولم أتمكن من رؤية قيادة الحركة، خاصة خالد مشعل، ولكني مُصِر على رؤيتهم غدا في الانطلاقة، و"مش كل يوم بتكون الانطلاقة، ومش كل يوم بنشوف مشعل وقيادة المقاومة". وقد وصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل إلى أرض قطاع غزة مساء الجمعة، واستقبلته القيادات والشعب الفلسطيني من كافة الفصائل، منذ وصوله إلى معبر رفح، حتى انتهاء جولته التي تضمنت زيارة بيت المؤسس أحمد ياسين وبيت القائد الشهيد أحمد الجعبري، وبيت عائلة الدلو، كما وصلت وفود عربية وإسلامية إلى القطاع لحضور المهرجان المركزي لانطلاقة "حماس"، والذي يُعقد السبت. وذكرت مصادر، أن نحو 100 بريطاني من أصول عربية وإسلامية وصلوا إلى غزة السبت، عبر معبر رفح البري مع مصر، فيما أشارت إلى أن وفدًا بحرينيًا يتكون من 51 فردًا وصل الجمعة إلى القطاع، بينما يُنتظر وصول 81 جزائريًا، و90 قطريًا، و66 ماليزيًا، و80 مصريًا. من جانبها، أكدت "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أنها قاتلت الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على القطاع ب"عُشر قوة المقاومة في غزة". ومن الملفت أن الكتائب تشارك للمرة الأولى، وتلقى خطاباً في المهرجان بدأته بالتحية إلى روح الشهيد القائد أحمد الجعبري نائب القائد العام، الذي استشهد في عملية اغتيال نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، في ال14 من تشرين الثاني/ نوفمبر. وأكدت الكتائب أنها "لقنت إسرائيل درساً قاسياً في المواجهة خلال العدوان الأخير على غزة، الذي استمر 8 أيام", مشددة على أنها " سوف تقطع اليد التي ستمتد على أبناء شعبنا في غزة"، فيما قالت:"المقاومة خلال العدوان الأخير، لم تستخدم إلا عشر قوتها، فكيف لو استخدمنا طاقاتنا في قطاع غزة، والضفة المحتلة، وبجيوش القسام كاملة"، مجددة ما قاله الشهيد الجعبري إلى "الصهاينة" بأنه ليس لهم هنا إلا "الموت أو الرحيل". بدوره، قال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية: إن التاريخ الفلسطيني قبل معركة "حجارة السجيل" تغير، وسوف نبدأ في وضع إستراتيجية عربية وإسلامية؛ من أجل تحقيق التحرير الشامل لكل أرضنا الفلسطينيةالمحتلة". وأضاف هنية، في كلمته لمناسبة المهرجان:""هذا النصر التاريخي الاستراتيجي على خط التحرير الشامل لأرضنا فلسطين.. تضافرت عوامل عدة لتحقيقه أولها معية الله سبحانه وتعالى، فهو الناصر المعين المؤيد الحافظ والحامي، فنحمده على تثبيت أقدامنا وتسديد رمينا ورأينا"، لافتًا إلى أن "وحدة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، ساهمت بشكل كبير في تحقيق النصر في معركة حجارة السجيل الأخيرة". وتابع:" تضافرت عوامل عدة لانتصار المقاومة في غزة، أولها معية الله تعالى، ثم ثمرة الإعداد والاستعداد العميق من فصائل المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، كما أن آلاف المجاهدين تحت الأرض وفوقها جهزوا للانتصار". واعتبر هنية، أن "وصول القيادات الفلسطينية من الخارج تعزيز للانتصار العسكري وتتويج للانتصار السياسي"، قائلاً:" إن هذا النصر أجراه الله بفضله بسبب وحدة فصائل المقاومة التي كانت عند مسؤولياتها، حين اغتال الصهاينة الجعبري، وقد ثارت فصائل المقاومة لترد على الجريمة وتقف صفًا واحدًا متينًا في وجه هذه الحرب". وأشاد هنية بوقفة "أمتنا العربية الإسلامية مع غزةوفلسطين، وفي مقدمتها البوابة الاستراتيجية مصر القائدة الرائدة، التي وقفت مع غزة في ظل هذا العدوان"، فيما أثنى على حكومته ووقوفها ومساندتها للمقاومة، مؤكدًا أن وزراء الحكومة كانوا "يواصلون الليل بالنهار لدعم صمود شعبنا ومواجهة العدوان". ودعا إلى استعادة الوحدة الوطنية على "أساس انتصار المقاومة بالوحدة والحراك الدولي والثبات".