يصادفُ ال19 من إبريل ذكرى استشهاد واحد من أهمِّ القيادات الاستثنائية في تاريخ اليمن، والذي كان يقفُ على رأسِ قيادة الوطن في معركته التحرّرية؛ دفاعاً عن سيادته ووحدته واستقلاله. ففي ال19 من إبريل، استهدف العدوانُ السعوديّ الأمريكي أحدَ القامات الشامخة في معركة العزة والكرامة، ونعني الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد الذي بشجاعتِه وإقدامِه شكَّلَ جبهةً بذاته في هذه المعركة التحرّرية التي أرعبت تحالفَ الحرب العدوانية الكونية الباغية والظالمة على شعبنا. ورغمَ حركتِه التي لا تتوقفُ في مواجهة هذا العدوان وفي كُلّ الاتّجاهات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية، احتاج العدوانُ إلى مخطّط شاركت فيه أمريكا والنظامُ السعوديّ وبقية دول التحالف، إلا أنها فشلت في النيل منه مراراً وتكراراً وهو في جبهات الحدود وجبهات الداخل، وكانت مقاتلاتُ العدوان تحلّق فوقه أينما تواجد، ولم يكن هذا البطلُ المقدامُ يهابها؛ لأَنَّه يعي أن الشجاعةَ في مواجهة القوة الغاشمة للتحالف هي عنوانُ النصر، مع أنه كان يدركُ أنه يمكن في أية لحظة أن يسقط شهيداً، معتبرًا ذلك -انطلاقاً من وعيه الإيماني العميق- أنه سيكون تكريماً إلهياً له لجهادِه ومواجهته لقوى البغي والطغيان على شعبنا وعلى الإنسانية كلها.. وكما كان يتحدث هذا الشهيد المجاهد بأن مَسْحَ الغُبارِ من على أقدام المجاهدين أشرفُ من كُلّ مناصب الدنيا، فقد حرص على تكريسِ جهوده وجهاده في جبهات الدفاع عن اليمن، لتكون جبهةُ الساحل الغربي والدفاعُ عن مدينة الحديدة وِجهتَه الجهاديةَ الأخيرة التي نال فيها كرامةَ الشهادة مقبلاً غيرَ مدبِر وعلى يدِ أشرِّ الخلق وأكثرِهم بغياً وطغياناً واستكباراً، النظام الأمريكي بعد أن عجزت أدواتُه الذليلة لسنواتٍ عن النيل من الشهيد الصمَّاد.. لقد نال أُولئك المجرمون من جسد الصمَّاد لكن روحه حلّت في كُلّ المجاهدين؛ لتتحولَ إلى قوة رادعة وحاسمة في التقريب من يوم النصر العظيم، مؤكّدةً أن لا خيارَ أمام الشعب اليمني الأبي إلا السير على درب الشهيد، فلا حياة له إذَا ما استسلم للهيمنة والوصاية لنظام بني سعود ومن يقف خلفه من المتآمرين على اليمن منذ أن ظهر هذا النظامُ الطارئ صنيعةُ الاستعمار في الجزيرة العربية!! لم يكن الشهيدُ الصمَّاد هو الرئيسَ الوحيدَ الذي يحملُ مشروعاً وطنياً وإنسانياً لليمن واستهدفه بنو سعود، فقد استهدفوا قبلَه كُلَّ مَن يحملُ ذات المشروع، وفي مقدمتهم الشهيد الحمدي مع فارق الزمن والطريقة في الاستهداف، ليكون دمُ الصمَّاد انتصاراً لشعبه في مواجهة هذا العدوان أكثر من وجوده يتصدر صفوف المجاهدين، فهو اليوم من يؤلِمُ تحالفَ العدوان في عمقه، وهو اليوم من يحقّقُ توازُنَ الردع مع هذا العدوان، وهو اليومَ عنوانٌ لانتصار شعبنا المظلوم الصابر الصامد.. وهو اليومَ عنوانٌ لسيادة ووحدة واستقلال اليمن ومجد أبنائه القادم.. الخلودُ للشهيد الصمَّاد مع الأنبياء.. ولا نامت أعينُ الجُبناء.