تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة اقيمت صباح امس الجمعة بقاعة اوديتوريم بمركز ابوظبي الوطني للمعارض فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العالمي الاول لخيول السباقات العربية (ابوظبي 2010 ) بالتزامن مع معرض ابوظبي الدولي للصيد والفروسية . انطلقت الندوة تحت عنوان " سباقات وتدريب الخيول العربية" التي تتناول الفرق بين الخيول العربية الاصيلة والخيول المهجنة الاصيلة ، كما تتناول النظرة وكيفية التعامل مع الخيول الصغيرة السن والحفاظ على صحتها وقوامها ولياقتها البدنية والعناية بها للحصول على نتائج إيجابية لأطول فترة ممكنة، وتولى إدارة الحوار في الندوة ماتس جنبيرج. وشارك في النقاش ، سامي تورجمان، مارشيال بواساي، ميشيل مورجان ولونجين بلاشوت. وتحدث سامي ترجمان عن تاريخ الخيول العربية في تونس التي اسستها شركة هيبيك تونس بالتعاون مع فرنسا عام 1884 وبعدها بات بعض الملاك التونسيين يمتلكون خيول سباق مشيرا الي ان هناك اكثر من 230 سباقا للخيول العربية الاصيلة في تونس . وتحدث مارشيال بواساي ان تاريخ السباقات منذ عام 1975 في فرنسا. وطالب بتوفير المدربين الاكفاء . وقالت الامريكية ميشيل مورجان بان سباقات الخيول العربية في امريكا يحبها الجمهور تروق لهم هذه السباقات وهناك خطط لمزيد من السباقات وهي مفتوحة للجميع. توصيات الجلسة تشجيع تربية الخيول والعناية بها حيث تمتلك سمات بدنية خاصة واداء مميز، التكلم عن الوقت الذي يكون فيه السن مناسبا لركوب الخيل"ثلاث سنوات" ، اكتساب الخبرة من خلال ساعات التدريب ، اللجوء الي الي مدربين اكفاء ومؤهلين ذي خبرة ، اكتساب حب الخيول العربية والشغف بها. حيث اكدوا بان الحصان العربي يتحلي بمميزات اساسية و بمواصفات جسمانية وعقلية ونفسية تتجلي في جمال شكله وقوة بدنه واحتماله ، وتختلف الخيول المهجنة الاصيلة عن الخيول العربية الاصيلة اختلافا كبيرا ويمكن الناظر من التميز بينهما منذ الوهلة الاولي من حيث القوام او تكوين النسيج العضلي وملامح الوجه والقوائم الخلفية . تهيئة الخيول العربية للسباقات قبل فترة كافية لان هذه الخيول تحتاج الي تدريب خاص يختلف عن الخيول المهجنة الاصيلة ،حيث عملية عقلية الانثي تحتاج تدريب اكثر من الذكر . تاريخ وتراث وعقدت الجلسة الثالثة عن تاريخ وتراث سباقات الخيول العربية، وبداياتها وخلفياتها التاريخية والدور الحالي الذي تلعبه سباقات الخيول العربية في التراث العربي وكيفية تأثير سباقات الخيول العربية في المفهوم الثقافي، وادار الحوار في الجلسة أحمد حمزة رئيس مجلس الادارة في الهيئة الزراعية في مصرا . وشارك في الحوار باسل جدعان عضو اللجنة التنفيذية للواهو ، والإنجليزية ديردر هايد عضو الواهو ، وسامي البوعينين رئيس مجلس ادارة الاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربيةو كريستوف ولسكي عضو الجوكي كلوب في بولندا . المحافظة علي الأصالة : بدأت الندوة بالحديث عن تاريخ الخيول العربية الاصيلة الذي يمتد لاكثر من ثلاثة الف سنة وتربية اكثر من 70 دولة لهذه السلالة العريقة ، وقيام كثير من الدول بحفظ انساب الخيول العربية التي استخدمت في السابق لتحسين سلالات الخيول الاخري متضمنة الخيول المهجنة الاصيلة المنتشرة في انحاء العالم . طالبت الندوة المحافظة علي اصالة الخيول العربية الاصيلة وتسجيل انسابها وعدم خلطها مع الدماء الاخري والمحافظة علي نقاء سلالاتها وان يكون لديها سجلات رسمية وحفظ الصيغ التراثية ( الحمض النووي) حيث بدات هذه المهمة قبل 22 عاما فقط . بذل الجهود الحثيثة للتقارب بين الدول واستمرار التعاون في كافة نواحي الخيل العربية حتي يتم التقارب في وجهات النظر حيث ان الاولوية هي السلالة نفسها وبالتالي ستساهم في التعارف بين الشعوب وثقافاتها . تخصيص سباقات مختلفة: واكدت السجلات والاحصاءات حسب تقدير (الواهو) التقديرية بان هناك مابين 180 الي 200 الف جواد عربي موجود في العالم بالرغم من عدم الابلاغ عن حالات نفوق الخيول . وطالبت الندوة ان تكون سباقات الخيول العربية مختلفة عن سباقات الخيول المهجنة . وان تخصص حسب الفئات العمرية والفنية للخيول . وتقام اليوم الجلسة الرابعة علي فترتين صباحية ومسائية بالاضافة الي ورشة عمل اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا. وينظم المؤتمر العالمي مهرجان منصور بن زايد العالمي للخيول العربية بالتعاون والتنسيق مع مجلس ابوظبي الرياضي والاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية (ايفار) وجمعية الامارات للخيول العربية وبرعاية بنك اتش اس بي سي، مجموعة بنيان الدولية للاستثمار، شركة أبوظبي للاستثمار، أريج الأميرات، ودعم معرض أبوظبي للصيد والفروسية، نادي أبوظبي للفروسية، ومزرعة الوثبة ستود. القبيسي: رعاية الخيول العربية في الدولة ودور الشيخ زايد منذ مئات السنين جُبل أبناءُ الإمارات على الاهتمام بالخيل واحتوائها كأحد أبرز عناصر الإرتباط بالقيم العربية ، وعلى مر العصور تطور هذا الاهتمام ليرتبط بالهوية الوطنية وأصالة الانتماء من خلال معرفة السلالات العريقة التي تمتد في أنسابها إلى الأصول العربية . في بدايات حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برز هذا الاهتمام بشكل واسع حيث تشبع منذ صباه وشبابه بقصص البطولات والفروسية والشجاعة ، فما كان منه طيب الله ثراه إلا أن بدأ سلسلة من الأعمال لتشجيع الفروسية وتعزيز الاهتمام بالخيول العربية الأصيلة في داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها ، ومن خلال تلك الرعاية جمع بين حبه وفهمه لأهمية التراث من جهة ، وحبه للفروسية كرؤية قيادية في مستقبل حياته من جهة أخرى . لقد اهتم المغفور له الشيخ زايد باقتناء السلالات الممتازة من الخيول العربية الأصيلة وأولاها كل عناية لأنه يعرف أنها أقدم أصدقاء الإنسان ، ومن منطلق خبرته ومعرفته كان يؤمن بأنها مثال للخير ومدعاة للتفاؤل وصفاء النفس . تربط إمارة أبوظبي علاقة تاريخية وطيدة بالخيول العربية الأصيلة خلال مختلف العصور ، حيث عُرفت هذه المنطقة بمساحاتها المترامية الأطراف ، وعادات أهلها قبل مئات السنين والتي تتوزع على صفات الشجاعة والكرم وخوض التحديات الخارجية ، وتواصلاً مع ذلك التاريخ ،فإن الحاضر شهد إنشاء العديد من المواقع والمؤسسات وإطلاق النشاطات الخاصة بالخيول كتربية وثقافة وفروسية لابد من أن تتواصل معها الأجيال . وكان لإعلان قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة للفروسية في أبريل عام 1992 برئاسة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان ، دور بارز في بناء قاعدة عريضة لرياضة الفروسية في الإمارات ، إذ ينظم الاتحاد ثلاثة سباقات رئيسية سنوياً . مهرجان سمو الشيخ منصور للخيول العربية الأصيلة : استكمالاً لمسيرة ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبدعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وبتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ، رئيس جمعية الإمارات للخيول العربية ، انطلق عام 2009 ، مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة ليشكل توجهاً رائداً في تنوع أنشطة سباقات الخيول العربية الأصيلة . وقد نظمت الدورة الأولى من المهرجان في أوربا على كأس الشيخ زايد الأول ، ليتطور في دورته الحالية إلى مهرجان عالمي يتضمن سباقات محلية وأخرى دولية على كل من كأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،تأكيداً على استمرارالجهود الكبيرة التي بذلها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضة الإمارات، وللاحتفاء بشكل خاص بما حققه من إنجازات مشهود لها عالمياً . إذ يهدف المهرجان إلى مواصلة تلك الجهود في إطار صون التراث والتقاليد، والاهتمام بالرياضات التراثية وفي مقدمتها رياضة الفروسية، وإعلاء شأن الخيول العربية في العالم والحفاظ على أهم السلالات الأصيلة منها ،وتعريف شعوب العالم والمهتمين بأهمية الخيول العربية الأصيلة ، وعراقة التراث الإماراتي ، والحفاظ على أهم السلالات الأصيلة للخيول العربية في الجزيرة العربية، ،وكأس مزرعة الوثبة ستود بهدف دعم المربين الإماراتيين و في توليد وتربية الخيول في الإمارات . ونظمت في إطاره عشر سباقات للخيول، وسينظم المهرجان في الموسم القاد م 2011 تسعة سباقات عالمية على كأس الشيخ زايد ، وأربعين سباق على كأس مزرعة الوثبة ستود منه خمسة عشر سباق في نادي أبوظبي للفروسية ، و25 سباق عالمي ، وتبدأ أول سباقات الموسم في التاسع من اكتوبر 2010. يأتي مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة على كأس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جولاته العالمية وبدعم لامحدود ومتابعة مستمرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، لمواصلة مسيرة النجاحات الكبيرة التي تمّ تحقيقها، وهنا لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر والتقدير لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على جهوده الكبيرة وتشجيعه الدائم لنا وتوفيره كافة عناصر نجاح هذا المهرجان . لمحة تاريخية زاد الراكب : تشير المصادر التاريخية إلى أن ( زاد الراكب ) هو الجد الأكبر للخيول العربية ، وقد أهداه النبي سليمان بعد زواجه من بلقيس إلى الأزديين من أهل عمان ، وذلك عندما حضر هؤلاء القوم عرس سليمان ، أما تسميته بزاد الراكب فقد جاءت من أنه ( لا تكاد تنطفيء النار حتى يأتيك بصيده ) . ومن زاد الراكب انحدرت الفحول الثلاثة التي أسست السلالات الشائعة اليوم في الغرب وهي عربية الأصل مع إهمال ذكر هذه الحقيقة . أول هذه الفحول يسمى ( دارلي العربي ) ويعتبر أعظم حصان سفاد عرف حتى اليوم ، هذا الحصان اشتراه اللورد توماس دارلي القنصل العام البريطاني في مدينة حلب من أحد شيوخ قبيلة عنزة ونقله إلى بريطانيا سنة 1704 . أما الفحل الثاني فيسمى ( بيرلي تورك ) ويملكه قائد تركي اسمه كارا مصطفى ، وهو الوزير الأكبر في الحكومة التركية حين كان على رأس حملة حاصرت مدينة فيينا سنة 1683 وفيها انهزم الجيش التركي واستولى على الحصان المقاتل البريطاني بيرلي الذي كان ضمن صفوف الجيش النمساوي ونقله إلى بريطانيا . والفحل الثالث كان اسمه ( جولدولفين ) وهو هدية والي تونس إلى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ضمن سبعة خيول أخرى جميلة لم تلق العناية الكافية فبيعت بأبخس الأثمان ، وكان الحصان ( جولدولفين ) من نصيب رجل شامي ربطه إلى عربة وصار يبيع الماء على جسر في باريس ، وشاءت الصدف أن أحد البريطانيين واسمه ادوارد كوك رأى الحصان سنة 1729 على الجسر وشعر بمكامن الأصالة فيه فاشتراه ونقله إلى بريطانيا وأصبح الفحل المفضل في مربط كوك . وبهذا يكون الغرب قد اكتسب لخيوله الأصالة وطبيعة التكوين الجسماني وتحملها الجفاف وطبيعة دمها الحار والسرعة من المنطقة العربية وتحديدا الجزيرة العربية . كحيلة وربدان : كانت للشيخ زايد بن خليفة ( حكم أبو ظبي من 1855 إلى 1909 ) فرس تدعى ( كحيلة ) أهداها لأحد أصحابه من أبناء عشيرة الرميثات الياسية وهو مصبح بن عامر بونعاس ، فأخذها مصبح إلى مدينة العين وهناك أنجبت حصانا أسماه ربدان نسبة إلى والد الفرس كحيلة ، وبعد بلوغه واشتداد عوده جلبه مصبح إلى الشيخ زايد بن خليفة وقال له : هذا ربدان ابن كحيلة عطيتكم لنا ونرجو أن تقبلوا هديتنا إليكم، فقبل الشيخ زايد الهدية ..