تختتم وزارة السياحة اليوم الثلاثاء ندوتها حول "السياحة والتنوع الحيوي" والذي تنظمها على هامش الاحتفال باليوم العالمي للسياحة الذي يصادف ال27 من سبتمبر من كل عام . حيث من المقرر أن يواصل المشاركون في النوة استعراض أوراق العمل التي تتركز حول الاستدامة البيئية وأثرها في تعزيز التنوع الحيوي بالإضافة إلى دور الإعلام في التوعية بأهمية الحفاظ على التنوع الحيوي بما فيها الآثار ناهيك عن إسهام القطاع الخاص في الحفاظ على هذا التنوع الحيوي. وكان وزير السياحة قد دشن أمس الاثنين فعاليات الاحتفال بحضور رئيس الاتحاد اليمني للسياحة يحيى محمد عبد الله صالح ورئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف عبد الله باوزير وعدد من المسئولين والمهتمين. وفي الاحتفال الذي جرى خلاله افتتاح معرض الحرف والفن التشكيلي ألقى وزير السياحة كلمة أكد فيها على أهمية وعظمة أن يحتفل شعبنا بالأعياد الوطنية في ذات الوقت الذي يحتفل فيه مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي للسياحة، وبما من شأنه تعزيز قيم الولاء الوطني والارتقاء بالوعي المجتمعي بأهمية السياحة باعتبارها احد أهم وأبرز القطاعات الاقتصادية الواعدة والتي من شأنها الارتقاء بالمجتمع على كافة المستويات والأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية .. مشيراً إلى سعي اليمن مع المجتمع الدولي نحو ربط المشاريع السياحية بالتنمية المستدامة والمساهمة في إيجاد سياسيات تقع في إطار التنوع الثقافي والطبيعي، ناهيك عن مساعيها نحو وضع ضوابط قانونية تسهم في حماية الموروث الثقافي والتاريخي وحماية الآثار ومكافحة التهريب والاتجار بالآثار. وشدد الفقية على ضرورة العمل على توظيف الموروث الثقافي المميز لليمن التوظيف الخلاق بما يساعد على تطوير المنتج السياحي اليمني باعتباره هدف مشترك يجب أن تتماثل فيه دور الدولة ودور القطاع الخاص بشراكة متنامية .. مؤكدا في ذات الصدد على الدور الهام الذي تلعبه القطاعات المختلفة باتجاه الحفاظ على استدامة الموارد والحفاظ على التنوع بما ينعكس على توجهات صناعة السياحة والاهتمام بتطوير المنتج السياحي والاستفادة مما حبا الله اليمن من موارد ومقومات طبيعية خلابة من تنوع . الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي وفي كلمته التي ألقاها عنه بالنيابة صالح الفريد مدير عام العلاقات الخارجية بوزارة السياحة أكد فيها على أهمية اللحظة التي يتحد فيها المجتمع الدولي بالاحتفاء باليوم العالمي للسياحة لهذا العام وهو يرفع شعار الحياة علي الأرض، تجاوبا مع الحملة الدولية التي أطلقتها الأممالمتحدة لجعل عام2010 عام التنوع الحيوي.. مؤكدا أن صناعة السياحة ليست بمعزل عن ذلك، فهي تشاطر العالم هذه الاحتفالية، برفع شعار "السياحة والتنوع الحيوي". كشعار لليوم العالمي للسياحة 2010، والذي تستضيف فعاليته لهذا العام"جمهورية الصين الشعبية" وقال الدكتور الرفاعي أن التنوع الحيوي يعتبر احد اهم المقومات والقوى المحركة لصناعة السياحة. فالتنوع الثقافي والحضاري الغني للحياة على الارض، يمثل فى حد ذاته اهم مقومات صناعة السياحة. وأشار الامين العام الى ان التنوع يجابه العديد من المخاطر والتحديات على المستوى العالمي. مؤكداً أن الضغط السكاني العالمي والأنشطة والأعمال البشرية غير المستدامة والمتوازنة تحدث ضررا وتنعكس بشكل سلبي على التنوع البيئي والإحيائي، وبمعدل ينذر بفقدان وتدهور هذا التنوع. واضاف في كلمته :" ومن هذا المنطلق وادراكا منا بالأهمية البالغة لرأسمال الأرض الطبيعي واستدامة ذلك على المدى الطويل، فانه جدير بنا القول بان صناعة السياحة حثت وتحث وبشكل مسنمر على حماية التنوع الحيوي وإدارة الموارد بشكل مستدام. حيث أن صناعة السياحة الغنية والناجحة هي التي تعتمد في المقام الأول على التنوع والتعدد الوفير للموارد والنمو المستدام لكل أنماط السياحة بما يسهم في تحقيق نمو مضطرد للتمويلات المالية الكفيلة بحماية والمحافظة على التنوع الحيوي. وتابع الأمين العام :" لذلك نجد أن العائدات الايرادية لمعظم الدول ولاسيما الأقل نموا في العالم تجبى غالبا من الاستمتاع بالتنوع الاحيائي، وتعد مصدرا للدخل والحصول على فرص عمل للمجتمعات المحلية. ولهذا الانسجام والتوافق بين السياحة والتنوع الحيوي أهمية متزايدة على الحياة المعيشية والتخفيف من حدة الفقر، مما يتوجب علينا توجيه هذه الروابط نحو التنمية المستدامة المتوازانة . ودعا الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية إلى أهمية حماية التنوع الحيوي باعتباره يمثل تحد هام وعاجل يهمنا جميعا - المجتمع الدولي والحكومات والشركات بالإضافة إلى المسافرين - مما يستدعي تضافر الجهود والإمكانيات والعمل مبكرا لمجابهة هذا التحدي ومعالجته. وقال :" انا على ثقة تامة بان الجميع سيتحدون ويقفون جنبا إلى جنب لإبراز الدور الحيوي والفعال وعلى مدار العام 2010م في حماية التنوع الحيوي وتضخيم مساهمته في التنمية المستدامة والتخفيف من الفقر. نتطلع للاحتفال سويا بالغنى والوفرة الطبيعية لكوكبنا. إلى ذلك كرمت وزارة السياحة الفائزين بالجوائز المالية والعينية في المسابقات السياحية والثقافية التي رصدتها الوزارة بالمناسبة، وشملت مجالات التصوير الفوتوغرافي والتشكيل والقصة القصيرة والمنتجات الحرفية، باشراف لجان تحكيم ضمت خبراء كل في مجال اختصاصه. حيث أحرز مدير إدارة الخدمات المصورة بوكالة الإنباء اليمنية (سبأ) الزميل محمد السياغي المركز الأول في مجال التصوير الفوتوغرافي عن صورته المعنونة "بالطيران الشراعي في جبال حراز"، والتي تجسد ملائمة البيئة اليمنية السياحية لممارسة واحدة من أبرز إشكال وأنواع السياحات المعاصرة التي يقدمها اليمن ضمن منتجه السياحي الفريد والبالغة قيمتها 50 الف ريال بالاضافة إلى ميدالية ذهبية. بينما حصد المركز الثاني في مجال التصوير عبد السلام عثمان عن لقطة لمنظر طبيعي بمبلغ 30 الف ريال وميدالية فضية . في حين أحرز المركز الأول في مجالا الحرف اليدوية فؤاد حسين القديمى عن منتجه "الطربي" بجائزة مالية بلغت 150 الف ريال بالاضافة إلى ميدالية ذهبية، بينما حصل على المركز الثاني اسعد عبد الله الشعبي 120 إلف ريال بالإضافة إلى ميدالية فضية ، ونال المركز الثالث عياش محمد عطاء 80 ألف بالإضافة إلى ميدالية برونزية . وحصل على المركز الأول في مسابقة التشكيل توفيق الإنسي وقيمتها 50 ألف ريال بالإضافة إلى ميدالية ذهبية، فيما حصل على المركز الثاني رياض النبهاني 30 إلف ريال وميدالية فضية ،والمركز الثالث زايد الكوماني 20 ألف ريال وميدالية برونزية. وفي مجال القصة القصيرة فاز بالمركز الأول ياسين سعيد العشاوي 50 الف ريال وميدالية ذهبية، والمركز الثاني محمد يحيى المسوري 30 الف ريال وميدالية فضية. كما كرمت وزارة السياحة خلال المناسبة عدد من المبرزين من العاملين في القطاع السياحي والعاملين الأجانب ومرشدين سياحيين وكتاب سياحيين والعاملين في مجلس الترويج ووزارة السياحة . وإلى جانب من كرمتهم ممن اسهموا في خدمة القطاع السياحي خلال فترة خدمتهم الماضية وهم على احمد حسن المهدي صنعاء ومحمد عبد الرحمن احمد من محافظة لحج تم تكريم كل من "تينا زورمن "(السلوفينية الجنسية ))والكابتن ماوريت سيو بازيلي(الايطالي)، وبتريس قي فيليبس (الايطالية الجنسية) وفتح الله كاركوس التركي الجنسية من العاملين في القطاع السياحي في اليمن . كما كرمت من بين أبرز الاقلام السياحية المتميزة الاستاذ عبد الرحمن بجاش وعبد القادر الشيباني، بالاضافة إلى موظفي الوزارة ومجلس الترويج السياحي وهم عادل الخولاني وإبراهيم العوبلي، وإيمان المحاقري ومظفي مجلس الترويج السياحي محمد الضياني ومحمد سيف المرادي،وكذا المرشدين السياحيين عمر محمد السقاف ومحمد عبد الرحمن الخطيب وعبد الملك الشامي واحمد باحبيشي. هذا ومن المقرر أن يستمر الاحتفال باليوم العالمي للسياحة حتى يوم غدا الثلاثاء، حيث تنظم وزارة السياحة عدد من الأنشطة والفعاليات أبرزها ندو حول "السياحة والتنوع الحيوي" بمشاركة عدد من المهتمين والمختصين . وعقب التكريم شرع المشاركون في الندوة باستعراض أوراق العمل المشاركة في ندوة السياحة والتنوع الحيوي.. حيث قام ا. عبده مهدي صلاح –مدير عام تنمية المناطق السياحية باستعراض ورقته المعنونة ب" العلاقة بين التنوع الحيوي والسياحية البيئية" والتي أشار فيها إلى أنماط السياحة ومنها نمط سياحة الجذور التي تقوم على ربط المغتربين ببلدانهم من خلال برامج الاستضافة التي تنظمها بعض الدول.. مشيراً إلى الآثار الايجابية التي تنتج عن مثل هذه الأنماط . كما أشار صلاح في ورقته إلى أصناف الكائنات الحية التي تدخل في نطاق السياحة وكذا التنوع الحيوي البيولوجي واثرها على الاقتصاد. مستعرضاً المقومات البيئية التي تعد أساس السياحة سوا من حيث مقومات البيئة الطبيعية أو الاجتماعية بما فيها أنماط الحياة أو من خلال البيئة البيولوجية ورقة العمل أكدت في ختامها على أهمية حماية الطبيعة والحفاظ عليها وكذا الاهتمام بالإجراءات الرامية إلى حماية البيئة الخاصة كالحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية وكذا الإجراءات الرامية إلى حماية أنواع خاصة آو مجموعات خاصة من النباتات والحيوانات من الاستغلال المفرط بالإضافة إلى الإجراءات الرامية إلى الحفاظ على الأنواع الموجودة في الحدائق النباتية أو في بنوك الجينات وأخيرا كبح تلوث المحيط الحيوي.