استشهد العشرات من المواطنين اليمنيين، أمس الاثنين في سلسلة غارات شنها طيران تحالف العدوان في أكثر من منطقة بما فيها العاصمة اليمنيةصنعاء، وذلك غداة الاحتفال بمرور عام على قيام الثورة الشعبية ضد حكم الاخوان والفار عبدربه منصور هادي. ونقلت وكالة رويترز عما وصفتها بمصادر طبية ومسؤولين قولهم إن 30 شخصا على الأقل قتلوا بسبب غارات التحالف في "مجمع أمني " في محافظة حجة شمال غرب صنعاء. وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن 12 شخصا على الأقل من عائلة واحدة قتلوا في العاصمة اليمنية. ونقلت عما وصفتهم بمسؤولين أمنيين وطبيين قولهم إن هؤلاء قتلوا في غارات على مبنى في حي الحصبة في صنعاء. وفي ظل الصمت الدولي على جرائم العدوان بحق اليمنيين فقد أعلن تحالف العدوان عزمه على استهداف منازل قرابة 500 شخصية مدنية وعسكرية موالية لمن اسماهم ب"الحوثيين وصالح" خلال هذه الفترة، وهو ما أكده المتحدث باسم العدوان العميد أحمد العسيري الذي أكد أن قوات التحالف تستهدف في هذه المرحلة من القصف الجوي ما قال إنها " منازل ومقرات مدنية يستخدمها الحوثيون كغرف تحكم وسيطرة لعملياتهم الحربية"، وتتنافى طبيعة الأهداف المعلنة من قبل العدوان مع أرض الواقع، فقد استهدف القصف خلال اليومين الماضيين منازل لمواطنين عاديين أدى الى مقتل اسر بكاملها كما حصل في صنعاء القديمة ومناطق اخرى. وتشير الاحصائيات الرسمية والدولية الى ارتفاع ملحوظ في عدد الضحايا من المدنيين في أعداد الضحايا وحجم الدمار الواسع في المنازل المحيطة بالمواقع والمنازل المستهدفة. وقد فاقم امتداد أهداف الغارات الى منشآت مدنية ومكاتب حكومية، لم تكن تستهدفها مقاتلات التحالف منذ بدء عملياتها العسكرية في اليمن في أواخر مارس آذار الماضي، من حجم الدمار والقتل الذي تحدثه تلك الغارات. وكانت ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة أكدت إن نطاق قتل وتشويه الأطفال قد اتسع بشكل هائل خلال عام 2015، إذ تشير أرقام الأممالمتحدة إلى مقتل أكثر من أربعمائة طفل وإصابة ستمائة في الفترة بين السادس والعشرين من مارس آذار، مع تصاعد الصراع ببدء القصف الجوي من قبل التحالف بقيادة السعودية، وحتى شهر أغسطس آب. وتزيد تلك الأرقام بثلاثة أضعاف عن عدد الضحايا من الأطفال خلال عام 2014. واستنكرت ليلى زروقي ارتفاع أعداد الضحايا بين صفوف الأطفال، الأمر الذي يشير إلى فشل أطراف الصراع في التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية واتخاذ إجراءات وقائية لتجنب وقوع الضحايا المدنيين والحد من ذلك. وفي إفادتها أمام مجموعة عمل مجلس الأمن المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، قالت ليلى زروقي إن الأممالمتحدة وثقت على مدى سنوات ارتكاب انتهاكات خطيرة ضد الأطفال. وقالت زروقي، في إفادتها، إن 73% من وفيات وإصابات الأطفال خلال الربع الثاني من عام 2015 نجمت عن عمليات القصف الجوي التي ينفذها التحالف بقياد سعودية. كما أشارت المسؤولة الدولية إلى زيادة الهجمات الموثقة على المستشفيات بمقدار ست مرات خلال الربع الثاني من العام، وقالت إن انعدام الأمن والتدمير يؤثران بشكل كبير على القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية. ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إلى تيسير وصول المساعدات الإنسانية بدون تأخير.