عندما تشتد وطأة المحتل , ويفرط في استخدام قوته , ويمعن في القتل والتنكيل , فاعلم انه يتكسر وتجري الهزيمة النفسية في داخلة مجرى الدم في الوريد ,وتيقن ان هاجس الرحيل يراوده ويؤرق مضجعه . على صخور شبوة يُسطر مجد جديد , وعلى ترابها تتشكل الحرية , ومن سماءها يلتاح بزوغ فجر الانعتاق . شبوة التاريخ التليد الملهم الذي يغذي صفحات المجد الجنوبي وينفض عنها غبار الايام والليالي ليظل لمعانه وكأنه وليد اللحظة … شبوة الانسان الذي يدفع الاثمان الباهظة ثمنا لكرامته , ويأبى الا ان يظل مرفوع الهامة منتصب الجبين , عالي الشكيمة يناطح السحاب , محافظا على مبادئه وقيمه , مسترخصاً في سبيلها كل ما يمت الى الحياة بصلة …. وفي احلك الاوقات واشدها ضراوة يرجّح ابنا شبوة كفة الميزان ويطوعون عقارب الزمن لصالحهم _ فهم اولو باس شديد ولهم مع ساحات القتال قصص وحكايات سارت بها الركبان واثرت بطون الكتب, وتزينت بتاريخها الصخور الشامخة . وفي ثورة الجنوب التحررية كانت شبوة ولاتزال تمسك القلم وتضع الخطوط العريضة وترسم ملامح المستقبل , وتعبد طريق الحرية بدماء خيرة شبابها … وتتلاقى مع جميع محافظات ومديريات الجنوب حول كل ذرة رمل تخضبت بالدم الذي لايزال ينهمر _ وما ان يراق الدم الجنوبي في اي مكان فوق جغرافيته المحتلة الا وتظهر شبوة وتتسيد المشهد وتشد القلوب والالباب الى ساحتها , وتلقن المحتل من الدروس مالم يعرفه على مر التاريخ … لقد امتزج الدم الجنوبي وتلاقت ارواح الشهداء الصاعدة , وما بين عدنوشبوة مواثيق شرف معمدة بالدم المراق والاشلاء المتناثرة وصورة التعاضد والتآخي ممتدة من عدن الى شبوة وحولها تجتمع الاماني الجياشة والطامحة لتحقيق النصر وطي صفحة الجحيم الى الابد _ وما ان تقدم اي محافظة جنوبية ثمن جديد للحرية الا وتقدم شبوة ما تراه واجباً للمضي قدما نحو تلك الحرية … شبوة لا تغيب , شبوة لا تختفي , شبوة لا تصمت , ولا تدير ظهرها , ولا تغمض عينيها …. من لديه شبوة لن يخاف على ثورته , ولن يهمل حقوقه , ولن يجد اليأس والقنوط الى نفسه سبيلا , فشبوة تصنع الامل رغم جرحها الغائر , وشبوة تبث في الروح اسباب القوة رغم اسباب الضعف التي يصنعها الاعداء , وشبوة تحدث بيانات الثورة التحررية وتضع الخطوط الحمراء العصية على الاختراق … انا لن اقول ان شبوة اليوم تقدم ابناءها وتضحي بأعز مكاسبها , لان عطاءها ممتد ومتواصل … لكنني اقول شبوة ستنتصر , الجنوب سينتصر .