كتب /ماجد محسن فريد ليس سهلاً على أيادي الإجرام أن تقمع انتفاضة شعب يأبى الظلم والطغيان على مر العصور، وليس سهلاً إن يستسلم شعب قد ذاق أنواع من الظلم والاضطهاد من قبل القوات البريطانية ، فأذاقها بعد ذلك ما أذاقت شعبه ، رغم إمكانيات العتاد التي كانت تتمتع به تلك القوات إلا أن روح الفداء والتضحية والمعنوية العالية التي يتمتع بها شعب الجنوب قد كسرت شوكة تلك القوات وأرغمتهم على الرحيل عن ارض الجنوب خاسئين. اليوم نفس ذلك المشهد يتكرر مع قوات الإحتلال المتخلفة التي استباحت دماء الشباب والأطفال والنساء باقتحامها ساحة الشهداء في المنصورة والتي تمثل قلب عدن النابض ، مبررين تلك الأعمال الهمجية والوحشية التي تقوم بها قواتهم يومياً في المنصورة بأنها لأجل فتح الشارع المغلق ، وهنا يجب أن نعلم أن المساحة المغلقة في شارع المنصورة – التي أغلقها الشباب بسبب الاعتداءات عليهم – لا تتعدى 100 متر فقط ، أما في صنعاء وتعز فيبلغ طول المساحة المغلقة في خط الشارع نحو ما يزيد عن 5000 متر أي ما يعادل عدة الكيلومترات ،. لقد حق للشباب الثورة الأحمرية في صنعاء وتعز قطع الشوارع وإيذاء المواطنين ومع ذلك فلا ضرر ولا ضرار عليهم، وهنا أسال لماذا المنصورة فقط؟ هل حجم الأضرار في إغلاق الشارع في المنصورة اكبر منه في صنعاء؟ أم أن حميد و آل الأحمر يدفعون المال للمتضررين هناك؟ أم ماذا يا حكومة (…..) ؟. والى جانب ذلك استغرب كثيراً الصمت المطبق -الذي خيم في تلك الفترة – على من يسمون علماء اليمن ، لماذا لم تبين هيئة علماءهم لقواتها المتخلفة أن الإسلام قد أعطى لدم المسلم حرمته وأعلى مكانته ، وفضل أن تهدم الكعبة حجراً حجرا ولا أن يسفك دمه لأي سبب من الأسباب، وهنا أتسأل هل كان شارع المنصورة أعظم عندهم من دماء الأبرياء والأطفال الذين قتلوا تحت هذه الحجة الواهية ؟، بل ومما يفتح مجالاً للشكل في أن تكون هناك فتوى سرية قد أصدرت من قبل علماء هيئتهم (هيئة حرب 94) لتلك القوات بان تستبيح الدماء وتنهب الممتلكات كونها غنائم ، وتدمر المنازل وترهب الآمنون تحت مبرر الردة أو الانفصال أو التشيع تزامناً مع ما شنته ومازالت تشنه قنواتهم من حملات عن شباب الحراك وبدء اعتناقهم للمذهب الشيعي بسبب الموقف الإيراني تجاه قضية الجنوب. (لماذا نذبحُ ونستكينُ **ولا أحدا يردُ ولا يدينُ). أخيراً وليس بآخر لم تفلح كل تلك المحاولات النكراء في إسكات صوت الحق المطالب بقضية شعب الجنوب العادلة، فكان كلما علت أصوات أزيز الرصاص التي تطلقها القوات على صدور أبناء المنصورة العارية علت معها أصوات شعارات الثورة الجنوبية ، ويتساقط الشهيد تلو الآخر دون أن تسكت تلك الأفواه عن ترديد تلك الهتافات التي أخرست بقوتها أصوات المدرعات والمصفحات وأجبرتهم على الرحيل بعد أن أصابهم الهول مما رأوه خلال 35 يوماً –أو ما يزيد- من الصمود والتضحية بعد تلك التضحيات لم يتبقى لدى قوات الاضطهاد الإجرامية سوى الرحيل عن ساحة الشباب خاسئين مستترين ومطأطئي الرؤؤس من تلك الجرائم البشعة وتلك الانتهاكات الفاضحة التي ارتكبوها ضد الابرياء هناك وقد سجلتهم كاميرات الشباب وعدساتهم في مزبلة التاريخ الاجرامي، نعم فقد أدركوا حينها عن عظمة إرادة شعب الجنوب المناضل ، وأدركوا إن القوة والاضطهاد ضد الشعوب والأوطان لا تولد سوى القوة والعزيمة والتضحية في نفوس تلك الشعوب ، فتلهمهم – تلك الاضطهادات- القوة والصبر حتى يكتب لها الخلاص ويتحقق النصر لها، فالحق وأهله يضلان شعلة تضيء طريق صاحبها حتى يتحقق الهدف وتعود الحقوق لأهلها وأصحابها… اليوم وقد ذهبت تلك القوات عن ساحة شهداء الجنوب بالمنصورة،بعد أن ضرب شبابها أروع ملاحم الصمود والتضحية السلمية ، نقولها بكل فخرٍ واعتزاز (نعم لقد انتصرت المنصورة).