يافع نيوز – تحليل ( خاص): عاد الرئيس عبدربه منصور هادي الى العاصمة عدن، بعد ما يقارب عام من مغادرته اياها، وبقاءه في المملكة العربية السعودية، في ظل استمرار المعارك مع الانقلابيين، في عدد من المحافظات اليمينة الشمالية، ودخول المحافظات الجنوبية المحررة في اوضاع متدهوة اقتصاديا وخدمياً. ومع العودة التي اعلنت بعض وسائل الاعلام المتلفزة تابعة للتحالف العربي، ان عودة هادي الى عدن هي لمدة اسبوع، يبزر تساؤل موضوعي، حول الجدوى من هذه العودة، وما تحمله من ابعاد سياسية. ويشير مراقبون ل"يافع نيوز" ان عودة الرئيس هادي، المفاجئة الى عدن، جاءت بالتزامن مع اعلان ولد الشيخ أمس، انه سيصل الى الرياض، لبحث مسألة خارطة الحل في اليمن، التي رفضها الرئيس هادي، والحكومة اليمنية، واعتبروها انها شرعنة للانقلاب الذي قامت به مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
عودة سياسية: يظهر من خلال الربط بين الاحداث، أن عودة الرئيس هادي الى عدن، تأتي كرسالة سياسية، اكثر من كونها عودة طبيعية، خاصة في ظل عجز الحكومة التي عينها هادي، في القيام بمهامها، في إخراج المحافظات المحررة من واقعها المزري خدماتيا واقتصادياً. وفي ظل الصراع السياسي المحموم، المتزامن مع تصاعد وتيرة المعارك في عدد من الجبهات بتعز وميدي وباب المندب، والتي اشتدت في الايام الاخيرة، تؤكد التحركات السياسية، ان هناك تحرك دولي لتطبيق خارطة ولد الشيخ، وهو ما جعل الرئيس هادي ينتقل من الرياض الى عدن، كعاصمة للسلطة الشرعية. وتعد عودة هادي، رسالة سياسية، الى ولد الشيخ والامم المتحدة، وعدة اطراف اخرى، خاصة بعد ان بات المبعوث الاممي ولد الشيخ يتعامل مع الشرعية ممثلة بالرئيس هادي، بكل استخفاف، جراء تواجده خارج اليمن، بحسب مراقبين وسياسيين عن كثب.
ما هي رسالة عودة هادي..؟ لعودة هادي رسالة ان لم تكن رسائل، مفادها ان الشرعية، يجب ان تفاوض سياسيا من داخل اليمن، وانها تمتلك اوراقا قوية، يمكنها من وضع شروطها بشان خارطة ولد الشيخ، وفي حال اي مفاوضات سياسية، حيث صعدت الشرعية من عملياتها العسكرية ضد مليشيات الحوثي والمخلوع، استباقا للقاء الرئيس هادي بولد الشيخ، الذي ان هادي رفض لقاءه او تسلم مسودة خارطته، في وقت سابق. ومن المتوقع ان هادي، يريد ان يقابل ولد الشيخ، في العاصمة عدن، خاصة بعد اعداد هادي لعريضة مقترحات بشأن تعديل خارطة ولد الشيخ، ومن المتوقع اذا ما وصل ولد الشيخ الى عدن، ان يتم تسليمه العريضة، ومناقشة مسألة قبول الرئيس هادي بالخارطة من عدمها. كما ان هادي من خلال عودته، يريد اثبات انه قوي سياسياً، وقادر على التحكم بأوراقه السياسية، بمقابل الاستقواء السياسي الذي تقوم به المليشيات، انطلاقا من سيطرتها على الارض، في جغرافيا المحافظات الشمالية، او ما كان يسمى " اليمن الشمالي".
خذلان الشرعية شمالا.. اضعف الشرعية سياسياً: يعتقد كثير من المراقبين المحليين والعرب، ان ضعف قوات الشرعية، وتأخرها في حسم معاركها بالشمال، جعل الشرعية في ورطة، واضعفها سياسياً بمقابل تقوية ورقة المليشيات. اضافة الى ان فشل حكومة بن دغر، في حلحلة الملفات الماثلة في المحافظات المحررة، وعدم قدرتها على توفير رواتب الموظفين في تلك المحافظات، زاد من ضعف الشرعية سياسياً، وجعلها في ورطة، وهو ما يحاول الرئيس هادي تلافيه، من خلال عودته الى العاصمة عدن، ومراهنته على ورقة " انتصار الجنوب " وهو الورقة الوحيد التي باتت تمتلكها الشرعية. وفي حين، ان الرئيس هادي، لا يزال وعدد من دول التحالف، لا تزال تراهن على ورقة الانتصار الميداني في عدد من جبهات الشمال، والتي اشتدت معاركها، خاصة في تعز، لا يبدو ان حزب الاصلاح وقيادة المقاومة والجيش في الشمال، تدرك اهمية ان تخوض معارك جادة، وتحقق النصر ولو في عدد من الجبهات، ومدى قوة ذلك سياسيا، إذ انها تراهن على حسابات أخرى، تتعلق بمصالح قياداتها واحزابها، اكثر من حسابات ضرورة ان تحقق الشرعية نصرا سياسيا، وتضيق اوراقا اخرى الى ورقة انتصار الجنوب.