جدّدت إيران، الإثنين، موقفها المرحب بإجراء حوار مع السعودية، معتبرة أنه سيكون في صالح الطرفين. ويأتي ذلك بينما تشككّ مصادر خليجية في نوايا إيران بشأن ما تعرضه من حوار ترى تلك المصادر أنّه يهدف فقط إلى تبريد الصراع مع المملكة دون التطرق إلى مسائل جوهرية أو إحداث تغييرات ملموسة في السياسات الإيرانية المسببة لغضب الرياض وحلفائها الإقليميين والدوليين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي "إيران لطالما رحبت بإجراء مباحثات مع السعودية، وتعتبر أن ذلك سيكون في صالح شعبَيْ البلدين والسلام الإقليمي والاستقرار"، مؤكّدا أن هذه المقاربة الإيرانية "لا تزال مستمرة". وكان زادة يتحدّث في معرض رّده على أسئلة الصحافيين بشأن ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الأحد، بخصوص ما قالت إنّه اجتماع عقده مسؤولون إيرانيون وسعوديون في العاصمة العراقيةبغداد في التاسع من أبريل الجاري لمناقشة إصلاح العلاقات بين البلدين. وردا على سؤال بشأن ذلك قال المتحدث الإيراني "لا نعلق على تقارير صحافية متناقضة". ولم تعلق الرياض رسميا على التقرير البريطاني لكن صحيفة "عرب نيوز" السعودية نقلت عن مسؤول سعودي بارز لم تسمه نفيه حصول مباحثات مع إيران في العراق. وتعد السعودية وإيران على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها العاصمة صنعاء. وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في يناير 2016 إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد نفذه "محتجون" على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر. كما تبدي السعودية قلقها من النفوذ الإقليمي لطهران وتتهمها بالتدخل في شؤون دول عربية مثل سورياوالعراق ولبنان، وتتوجس من برنامج إيران النووي وقدراتها الصاروخية. وفي دليل على الطابع الشكلي للحوار الذي تريد إيران إجراءه مع السعودية رفضت طهران دعوات سعودية لإشراك الرياض وحلفائها الإقليميين في المباحثات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني.
