في تصعيد للغة الحرب بين السودان ودولة جنوب السودان، قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إنه سيسترد منطقة هجليج النفطية بعد تصاعد الاشتباكات الحدودية، في وقت عبرت قوى دولية عن قلقها من أعمال العنف وحثت الدولتين على وقف القتال والعودة إلى المحادثات، بينما قالت سفيرة الولاياتالمتحدة ان مجلس الامن سيصدر عقوبات بحق الدولتين اذا لم تتوقفا عن القتال. ودفع التوتر البشير إلى الحديث عن «تحرير» جنوب السودان من حزب الحركة الشعبية الحاكم. وقال البشير، مرتديا الزي العسكري، أمام الآلاف من أنصاره في ولاية شمال كردفان «هجليج في كردفان». وأضاف «لن نعطي لهم شبرا واحدا من بلدنا «واللي هَيْم.د ايده» على السودان سنقطعها». وأضاف وهو يرقص ويلوح بعصاه «أعطيناهم دولة كاملة فيها بترول وهم لم يفهموا.. اميركا لن تعاقبهم ولا مجلس الأمن، لكن احنا اللي حنعاقبهم.. القوات المسلحة.. الشرطة وقوات الأمن.. كل الشعب. نرمي عدونا إلى الخارج وعايزين يكون الدرس الأخير». واضاف ان «هجليج ليست النهاية بل البداية»، موضحا أن أنباء سارة خلال الساعات المقبلة من جبهة القتال بين الطرفين. القضاء على الحشرة واضاف الرئيس السوداني امام نحو ثلاثة آلاف شاب من حزب المؤتمر الوطني: «من الآن فصاعدا، شعارنا هو تحرير المواطن الجنوبي من الحركة الشعبية، وهذه مسؤوليتنا امام اخواننا في جنوب السودان». وذهب البشير الى حد وصف الحركة الشعبية لتحرير السودان ب «الحشرة»، وقال «لا يمكن ان نقول لها الحركة، بل نقول لها الحشرة، وهدفنا القضاء على هذه الحشرة نهائيا». واضاف البشير في لهجة تصعيدية «هناك خياران: اما ان ننتهي في جوبا واما ينتهون في الخرطوم، وحدود السودان القديمة لا تسعنا نحن الاثنين». ورغم تهديدات البشير، فإن مسؤولا في وزارة الخارجية قال ان السودان يتبع النهجين العسكري والدبلوماسي لإخراج جيش جنوب السودان من منطقة هجليج. جوبا تدعو للتفاوض من جانبها، دعت جوبا الى اجراء محادثات مع السودان لمنع تصاعد النزاع، وقال بارنابا ماريال بنجامين وزير الاعلام في جنوب السودان «لا يمكن ان نحل هذه المسألة الا من خلال محادثات مع الاتحاد الافريقي». واضاف «لم ندخل جمهورية السودان، وليست لدينا اي خطط لتغيير النظام في السودان». وفي جوبا، احتشد حوالي الف شخص من مواطني الجنوب في تظاهرة وهتفوا «يسقط البشير». سيطرة من كل الاتجاهات! ميدانياً، قال قيادي بارز في البرلمان السوداني إن القوات المسلحة باتت على بعد أقل من كيلو مترين من هجليج، بعد إحكام السيطرة الكاملة من كل الاتجاهات خلال الايام الماضية عليها.. بينما اعتبر أن دخول المدينة يحتاج الى ترتيبات تضمن عدم حدوث اقتتال داخلها، خوفا على الانشاءات. وأوضح أن «أي معركة داخل هجليج تعتبر مكلفة وذات خسائر كبيرة». وكانت اشتباكات جديدة قد اندلعت شمالي مدينة أويل في دولة جنوب السودان على بعد 160 كيلو مترا (غرب حقل هجليج)، وقال المتحدث باسم جيش الجنوب إن سبعة جنود جنوبيين و15 جنديا سودانيا قتلوا خلال الاشتباكات.