قال وكيل محافظة سقطرى فهد كفاين، إن سقطرى بدأت عملية الفصل التدريجي عن محافظة حضرموت، مؤكداً أن اللجنة بدأت بإعداد الموازنة العامة للمحافظة، موضحاً ان أغلب المكونات السياسية داخل سقطرى يغلب عليها الاهتمام المحلي بمشاكل الجزيرة. واعتبر كفاين، في حوار نشرته صحيفة «الناس» الأسبوعية، أن سقطرى غير قابلة للانضمام إلى محافظة أخرى، وأن الوضع الطبيعي لها أن تبقى ضمن الاقليم الشرقي كولاية رابعة، مؤكداً أن من يطالبون بإقليم خاص بسقطرى والمهرة يريدون العودة بسقطرى إلى أنظمة بائدة عفى عليها الزمن، إلى الحوار..
حاوره: أحمد الصباحي
* نبدأ من قرار تعيينك وكيلاً لمحافظة سقطرى، بالإضافة إلى تعيين أول محافظ لها.. ماذا يعني هذا القرار لسقطرى؟ - هي خطوة من الاجراءات التي تسير باتجاه بناء محافظة سقطرى، وبعد اعلان الاخ رئيس الجمهورية لمحافظة سقطرى في 15 اكتوبر الماضي استبشرنا جميعا بأنها خطوة تعمل على تحول تنموي في الجزيرة، وتعطيها القدر الكبير من الاهمية والاهتمام من قبل السلطات، وبما تستحقه من تميز سياحي وثقافي يؤهلها ان شاء الله في المستقبل ان تكون منطقة متميزة ليس على مستوى اليمن فقط، بل على مستوى العالم، وقد أدخلت اليمن في الكثير من الارقام العالمية في البيئة والتراث والسياحة.
* هل بدأت سقطرى تدخل حيز المحافظة المستقلة سياسيا واداريا واقتصاديا؟ - نحن الآن في صدد فصل تدريجي عن محافظة حضرموت، كنا قد تأخرنا بهذا الاجراء لعدم وجود محافظ للمحافظة، الآن بعد تعيين محافظ ووكيل، سنذهب بصدد فصل الموازنة، والموازنة تأتي في 14 صفحة وهي منفصلة، وانا اجتمعت في مكتبي بحديبو مع لجنة من وزارة المالية، وسردنا مصفوفة من الموازنة، وعقدنا اجتماعا لكي نوجد تفويضا من البنك المركزي للبنك الاهلي لفتح حسابات لمكاتب الوزارات في سقطرى. نحن في صدد فصل تدريجي والامور ستكون صعبة لكننا ذاهبون في العمل.
* هل هناك معوقات تخشون وقوفها في سبيل بناء محافظة سقطرى؟ - اكيد كانت البنى التحتية متردية جدا خصوصا في خدمات الماء والكهرباء والتعليم والصحة، ونحن لا نسميها معوقات ولكن ربما الوضع يحتاج إلى جهد كبير وخطة غير تقليدية وطموحة، لكن أعتقد من خلال اهتمام الرئيس هادي شخصياً بجزر سقطرى وهذا ما لمسنا منه، وحتى دولة رئيس الوزراء ومبادرات كبيرة جدا من الكثير من الوزراء، واغلبهم زاروا سقطرى.. واذا استمر هذا الاهتمام بسقطرى اعتقد أننا سنتغلب خلال العام على الكثير من المعوقات، وسترى سقطرى ما تستحقه.
* ماذا عن المكونات السياسية داخل سقطرى، كيف تقيم الوضع السياسي داخل سقطرى؟ - ربما الوضع السياسي في سقطرى وأغلب المكونات السياسية يغلب عليها الاهتمام المحلي بمشاكل الجزيرة، كنت في مهرجان خطابي في الشارع العام بمنطقة حديبو، وكان هناك الكثير من الحاضرين والبعض رفع شعارات تتعلق بالجزيرة، وهناك توافق كبير حول الادارة الجديدة، وهناك سير متفاني نحو الاهتمام بالوضع المحلي، وعموما الناس مع تقبل مخرجات الحوار ويعتقدون أنهم أكثر من نال ثمرة من ثمراته وهو اعلان محافظة سقطرى.
* في نفس المهرجان الذي تحدثت عنه، علمنا عن تواجد اصوات كبيرة رافضة لضم سقطرى للاقليم الشرقي، وطالبوا باستقلالية سقطرى، خصوصاً أنصار المجلس العام لأبناء محافظة سقطرى والمهرة؟ - هذه أنباء مغلوطة بكل تأكيد، قبل الندوة قام شخص واحد فقط عبر عن رأيه، ويرى بأن تكون سقطرى تابعة للمهرة، لكن لا أعتقد أن رأي شخص واحد يعتبر مؤشرا عاما لتوجه أغلب المكونات السياسية.
* المجلس العام لسقطرى والمهرة ورئيسه بن عفرار، يطالبون بعزل سقطرى وجعلها اقليما خاصا مع المهرة، وهذا توجه كبير وله صوته المرفوع.. كيف تقرؤون موقفه؟ - المجلس العام أنشئ في المهرة، وفتح له فرعا ومكتبا في سقطرى، وأقول لك الاستقطاب السياسي أصلا في سقطرى ليس بنفس المستوى عند المحافظات الأخرى، النسبة الكبيرة من السقطريين يهتمون بالأمور المحلية التي تشغلهم، وليسوا مع انضمامها الى محافظة أخرى، هم مع بقائها محافظة مستقلة.
* هل أفهم أن أغلب الناس في سقطرى مع فكرة ضم سقطرى للإقليم الشرقي؟ - أغلب الناس متوجهون الى ارساء دعائم المحافظة واعطائها حقها من الاستقلالية والاهتمام بالخدمات والمشاريع المحلية، ليس عندهم مشكلة أن يكون هذا في اطار الاقليم الشرقي، ليس عندهم مشكلة أن تكون ولاية سقطرى بالمستقبل بصلاحيات منصوص عليها في مخرجات الحوار.
* ما موقفكم وموقف اغلب المكونات التي وقفت مع مطلب الاقليم الشرقي، من موقف الجهات التي تطالب باعطاء سقطرى والمهرة اقليما خاصا؟ - في المبدأ من حق الكل أن يعبر عن رأيه، وأن يرفع الاطروحات والآراء التي يراها مناسبة، لكن بشرط أن تكون بطريقة مقبولة وسلمية، وتتضمن سيادة اليمن الاتحادي، أما موقفنا أعتقد بأنه ليس لصالح سقطرى ان تنضم الى اقليم اخر أو محافظة اخرى، أو ترفع شعاراً غير منسجم ومتناغم مع مخرجات الحوار.
* لكن من يطالبون بفكرة اعطاء سقطرى والمهرة اقليما خاصا بها، يوردون مبررات من ضمنها طبيعة التاريخ والجغرافيا والثقافة واللهجة لهذه المناطق، ويقولون أنها عانت كثيراً من الظلم والالحاق بحضرموت؟ - هي ظلمت كثيراً والتراث والتاريخ والثقافة، عانت من التهميش، لكن لا يمكن أن نكرر التهميش والظلم بوصلها وتهميشها عبر ثقافة أخرى في المهرة، فنحن هنا نحولها من تبعية حضرموت إلى تبعية المهرة، كالمستجير من الرمضاء بالنار.. لا أعتقد أن هذا الحل المناسب، التبعية هي تبعية بأي حال من الأحوال ووجهة نظري أننا نسير في الطريق الصحيح في مخرجات الحوار الوطني الشامل، هناك ثلاث نصوص تخص سقطرى، نص ينص على الاهتمام باللغة السقطرية، ونص آخر يؤكد على الاهتمام بالتميز الثقافي، ويفرض على الدولة فرض قوانين في حماية هذا التميز، ونص آخر يعطيها وضعا رئيسيا في استقلالية الهيئات.. الآن هناك فرق كبير بين الطموح والمتاح، اعتقد أن هناك صعوبة ان نوجد اقليما مستقلا في جزيرة سقطرى، وبالتالي رأينا أن نكتفي بأن نطالب بولاية خاصة بها، مثل بقية المحافظات، يكفي ان تكون سقطرى رأسا برأس مع حضرموت وتعز وعدن.
* هذا رأيك، لكن بن عفرار والمجلس العام، يقولون أنكم تقفون وراء تجاهل ابناء سقطرى والمهرة، وإلا عليكم أن تطرحوا الموضوع في استفتاء شعبي ليختار أبناء سقطرى مصيرهم؟ - الحديث عن الاغلبية والاجماع في ظل هذه الظروف حديث غير واقعي، نحن نعرف ما هي الآليات والمعايير التي تفرز الاجماع في صناديق الاستفتاء، واعتقد هؤلاء الذين ينادون اليوم بالاستفتاء هم يعرفون أننا لسنا مستعدين لعمل ذلك، وإلا أنا أدرك كل الادراك أنه لو حصل استفتاء، فإن "السقاطرة" لا يختارون تبعية لأي محافظة او جهة، ما لم تحصل على محافظة مستقلة، ولا يريدون عودة أنظمة بائدة ومجموعات من الافكار التي عفى عليها الزمن، اليوم الحل هو النظر الى المستقبل وليس العودة الى الماضي، التجارب نحترمها ونثني عليها ونعتز بها في الماضي، لكن اخذت وقتها من الحكم والتجارب، احسانها نشكره، واساءتها نعذرهم عنها، ولكن نحن اليوم في المستقبل وليس في النظر الى الماضي، وما يدعون اليه هؤلاء هو ماضي نعتز به ولكن لن نرجع اليه.
* ما هي فائدة اعلان سقطرى محافظة مستقلة في هذا التوقيت، خصوصاً واليمن ستدخل إلى تطبيق الأقاليم؟ - هذا الاعلان اتى استجابة لمطالب اهالي سقطرى ومطالب اعضاء مؤتمر الحوار الوطني، حيث طالبوا رئيس الجمهورية برسالة واضحة وقع عليها اكثر من 70% من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، طالبوا بجعل سقطرى محافظة مستقلة قبل مخرجات الحوار الوطني، وألححنا على هذا في الكثير من لقاءاتنا، نريد أن نخرج كمحافظة لنكون كجزء من الاقاليم الاتحادية، وهذا ما حصل وأعتقد أن الوضع الذي حصل في سقطرى يناسبنا كثيرا وكفيل بأن يؤثر في العملية التنموية ويدفعها للأمام.
* ألا يمكن أن تؤثر في الجانب الاداري والتغييرات التي ستحدث عند تشكيل الاقاليم، يعني لماذا لم يتم الدخول الى الاقاليم مباشرة؟ - لا، دخولها كمحافظة يجعلها تدخل الى الاقليم الشرقي كولاية، وكنا نخشى ان تدخل كجزء من محافظة حضرموت، أصبحت الآن محافظة وأعلنت سقطرى محافظة لتكون المحافظة الرابعة في الاقليم الشرقي، وهذا شيء رائع، ولها شأن كثير أن تدخل كولاية رابعة لها حقها مثل بقية الولايات.
* كيف تصف الوضع الحالي في سقطرى، وهل هناك توجهات للتغيير والاصلاح، ومعروف سقطرى وتاريخها وثروتها السياحية والنباتية؟ - الوضع الحالي في الحقيقة يحتاج الى جهد كبير حتى يلبي طموحات سقطرى، الاهتمام بالبيئة والتراث والثقافة والسياحة شيء جيد، لكنه دون الطموح، لا بد من ايجاد آليات جديدة في الحفاظ على البيئة والبناء التنموي.. أعتقد أنه لا بد من دمج خطة الحفاظ على التنوع الحيوي بالخطة العامة لتنمية المحافظة بحيث يكون هناك انسجام بين بناء المحافظة وتأهيلها سياحيا وبين الحفاظ على تراثها وتميزها، وهذا ما سنهتم به في المستقبل القريب. وسنعمل ان شاء الله على ايجاد تنمية وتأهيل الجزر سياحيا مع الحفاظ على تراثها ووبيئتها وتميزها.
* ما هو حجم تواجد الدولة في سقطرى؟ - الدولة موجودة بشكل كامل، وكافي.
* البعض يتحدث عن وجود اطماع خارجية في سقطرى من دول اقليمية ودول غربية؟ - أنا لا اعرف هذا، ولم اسمع عن مؤشرات حول هذه الأطماع، وعلى كل سقطرى يمنية ولن تقع في يد أخرى غير اليمن.
* هناك حديث عن مطامع لإقامة قواعد عسكرية أمريكية؟ - ليس صحيحا هذا الحديث، هي مجرد تسريبات وشائعات.
* هل من كلمة اخرى تريد أن تقولها؟ - أود القول اننا بحاجة إلى ان نتكاتف جميعا حول مخرجات الحوار الوطني، وان ندعم الرئيس عبدربه منصور هادي في قيادته لهذه المرحلة الحرجة، وكل المؤشرات من حوله تدل على أن القيادة ناجحة وستقودنا الى بر الامان ان شاء الله، وكل من تسول له نفسه أن يقف أمام سير اليمنيين نحو المستقبل، هو قاصر في النهاية وكل الاوراق والرهانات التي تطرح ان اليمن سيتشظى وينفصل، هي رهانات خاسرة وان شاء الله المستقبل لليمن واليمنيين طالما صبروا وعملوا.