شن الطيران الحربي السوري، أمس، غارات على مناطق وسط البلاد وشرقها، مع استمرار المقاتلين المعارضين في هجومهم على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة (وسط)، ووقوع اشتباكات في ريف دمشق، وتفجير سيارة مفخخة في دمشق، في وقت أكدت موسكو أنها لا تخطط لمنح اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد، وأن الأخير لن يقبل دعوة مماثلة، في حين توافرت معلومات صحافية عن زيارة مرتقبة للمبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يقدم خلالها "صفقة" للأسد . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "لا تزال الاشتباكات مستمرة في ريف حماة الشمالي والشرقي تترافق مع قصف من القوات النظامية"، وتحدث عن اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين هاجموا حواجز لها في عدد من البلدات والقرى شمال غربي حماة . وهدد مقاتلون باقتحام بلدتين يقطنهما مسيحيون في حال عدم انسحاب القوات النظامية منهما، وقصف الطيران الحربي مدينة القصير في محافظة حمص (وسط)، التي تعرضت أيضاً لقصف مدفعي، وفي دير الزور (شرق)، أغارت المقاتلات السورية على قرية البوليل وبلدة موحسن في ريف المحافظة . وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق واسعة للقصف، ودارت اشتباكات في مدينة داريا، وقتل 5 أشخاص وجرح عشرات، في تفجير سيارة مفخخة في حي القابون . ودعا المسلحون المعارضون المدنيين إلى الابتعاد عن محيط مطار حلب (شمال)، وقالوا إنه لم يعد منطقة آمنة . دولياً، قالت مصادر دبلوماسية نقلت عنها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أمس أن المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي سيزور دمشق لتقديم "صفقة" إلى الرئيس السوري بشار الأسد . وذكرت المصادر أن هذه الخطة تقضي بتشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين من النظام والمعارضة، وتنص الخطة على أن يسلم الأسد السلطة سريعاً، وتشجيعه على القبول بالإقامة في المنفى . وأبلغ مسؤولون في الإدارة الروسية "ديلي تلغراف" أن موسكو باتت مستعدة لتسهيل خروج الرئيس السوري من السلطة . وقال مسؤول روسي كبير للصحيفة: "الأسد ليس له أي مستقبل، وبات يعرف هذا"، أضاف: "لكنه ليس بالأحمق، فهو لن يغادر طوعاً . فعلى كل الأطراف أن تجتمع وأن تتفاوض، وهذا يعني أن نتحدث نحن إلى الأسد، وعلى الذين يدعمون المعارضين أن يضغطوا عليهم" . وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لا تخطط لمنح الأسد اللجوء السياسي، وأشار إلى أنه أكد أنه لن يغادر حتى لو دعته روسيا والصين . وعبّر عن الاعتقاد أن الدول الغربية غير مصممة على التدخل العسكري، مؤكداً ضرورة جلوس الأطراف السورية على طاولة التفاوض من دون شروط، وقال "لو كشفنا عن أحاسيس ما خلف الكواليس، فيتولد انطباع أحياناً أنهم يصلون لاستمرار روسيا والصين في عرقلة قرار التدخل" . وذكر أن السلطات السورية تتحكم بأماكن الأسلحة الكيماوية وهي متركزة في موقع واحد أو موقعين .