ا لكثير من الفتيات يتزوجن ولديهن جهل كلي بما يجب عليهن القيام به من واجبات زوجية بدءاً من غرفة النوم وحتى المطبخ , وبسبب اعتماد الأهل سياسة الكبت والعزلة والتعتيم وحجب المعلومات ليس فقط تلك التي تتعلق بالجنس بل حتى التي لهاعلاقة بتربية الأطفال وكيفية الحوار مع الزوج وحسن التعامل معه .. فما هي نتائج تزويج الفتاة وهي غير مؤهلة للقيام بواجباتها الزوجية ؟ ولماذا تتخلى الأم عن دورها في إعداد ابنتها وتأهيلها لتصبح زوجة ناجحة؟ وهل الزوج على استعداد لأن يعلم زوجته واجباتها الزوجية ؟ تحقيق / آمنة هندي صنم في زاوية الغرفة البداية كانت مع (ياسر) متزوج منذ ثلاث سنوات وأب لطفل حيث قال : تزوجت زواجا تقليديا عن طريق الأسرة كانت الفتاة في التاسعة عشرة من عمرها حين تزوجتها وعلى مدار أربعة أيام من بداية الحياة الزوجية ذقت المر ولم أر شيئاً مما يسمونه شهر العسل وحتى ليلة العمر كانت كابوساً فالفتاة جلست منكمشة في زاوية الغرفة ولم تحرك ساكنا أو تهمس بكلمة ورغم حالة التعب التي كانت فيها لم تنم أو تسترخي وقد فشلت كل محاولاتي معها فتركت لها السرير ونمت على بطانية فرشتها على الأرض لكي أدعها تشعر بالاطمئنان وتنام وعندما نهضت كانت المفاجئة فقد كانت على نفس الجلسة وفي نفس المكان وهكذا ظلت تكرر السيناريو كل ليلة، وبعد أسبوع بلغ السيل الزباء فبدأت أصرخ وأمارس حقوقي بالغصب وهكذا لم أشعر لا بالعسل ولا بالراحة. ضاعت ليلة عمري أما ( أماني) زوجة وأم لطفلة فقد قالت : عندما أتذكر ليلة زفافي وشهر العسل أشعر بالخجل والكسوف وأضحك على نفسي لأنني كنت حمقى وأتمنى من كل قلبي لو أن تلك الأيام تعود لا لاشيء ولكن لأبعثها من جديد بالشكل الذي أتمناه فقد كنت صغيرة ولم أكن أعلم أي شيء عن الزواج سوى الزفة وفستان الفرح والمكياج وأعترف أني لم أمنح زوجي في بداية زواجنا شيء له قيمة ولم أجعله يستمتع بأجمل لحظات العمر وأعترف أنه صبر وتحمل وعلمني كل شيء أما الطبخ فقد علمتني إياه عمتي . جننتنا (علي )32سنة وأب لأربعة أطفال فقد قال يحكي تجربته : تزوجت عن طريق اختياري فتاة ريفية رأيتها أثناء زيارتي لجماعة تربطني بهم صلة مصاهرة أعجبتني فطلبت من والدي أن يخطبها لي وتزوجتها. مشكلتي معها لم تكن في جهلها بحقوق الزوج الجنسية ولكنها لم تكن تجيد الطبيخ حتى بنسبة 2 % ولا تستطيع الإمساك بالمكواة وحتى الكلام لا تتكلم بشكل مناسب وتتصرف كأنها طفلة رغم أنها لم تكن صغيرة فقد كان عمرها 20سنة وحتى عندما وضعت الطفل الأول لم تعرف كيف تحمله ورفضت حتى إرضاعة من ثديها وربته أمي و الثاني أهملته وبعد فترة توفي ولا تعمل شيء في البيت إلا إذا طلبت منها أن تعمله وقد علمتها حتى تعبت لكن هناك أشياء لا يستطيع الزوج أن يعلمها لزوجته وهناك أشياء يحب الرجل أن تفاجئه زوجته بها ومهما علَّم الزوج زوجته ليس كما تتعلم هي في بيت أهلها . كرت أحمر أما (أحمد) 28سنة فقال : أشتي زوجة جاهزة وأما حكاية التعليم فهذه ليست مسؤوليتي طبيعي أن تكون الزوجة في الأيام الأولي خجولة ومرتبكة وقلقة لكن هذا لا يمنعها من القيام بواجباتها الزوجية على أكمل وجه وحتى إذا لم تقم أسرتها بتعليمها فعلى الفتاة نفسها أن تقوم بتعليم نفسها وان تطور من ذاتها لأن الزواج مسؤوليات عدة وليس مسؤولية واحدة ومن لا تنجح في القيام بها سوف تأخذ كرت أحمر وترحل لمنزل أهلها . عندما وافقت فشل الزوج (نجاة) خريجة علم نفس فقالت : أجيال وراء أجيال كلنا تربينا على الكبت والعيب والممنوع حتى بعد بلوغ سن الرشد وليست نكتة أو كذبة أبريل لو قالت فتاة إنها لا تعلم شيء عن غشاء البكارة وهو موجود داخل جسمها وفتيات كثيرات لا يعلمن كيف يتمزق هذا الغشاء , وفتيات لا يعرفن القيمة لهذا الغشاء وإنه بياض لوجهها عندما تتزوج ولهذا قد تفرط فيه بعض الفتيات بسهولة ثم تندم بعد ذلك، وهكذا تأتي الفتاة لبيت زوجها لا تعلم شيء مما يربك الزوج وقد يؤدي لفشله في الليلة الأولى وربما الثانية والثالثة فإذا تصرف الزوج ببلطجة ولم يسيطر على رغباته قد تصاب الفتاة بالذعر وتحدث لديها عدم استجابة، وأذكر أن إحدى قريباتي عاشت أيام زواجها الأولى كأنها في فيلم رعب بسبب رفضها بقاء زوجها معها في نفس الغرفة عند النوم وبعد محاولات وافقت على المعاشرة لكن زوجها فشل على مدي لليلتين متتاليتين وحتى الآن وبعد أكثر من ثمانية أشهر لازالت تستحي من فعل أشياء كثيرة في حضور زوجها مثل الرقص والغناء وحتى التعبير عن حبها له .... التوعية ممنوع وقال (يوسف) 29سنة : الجنس وكل ما يتعلق به من قريب أو بعيد يعد أمر محظور والكلام فيه قلة (أدب) وأذكر عندما قمت بعمل توعية عن (ختان الإناث) وجدت صعوبة في توصيل الرسالة حيث كنت ألاحظ التوتر والإحراج الشديد والخجل وعندما قمت بعمل تثقيف للأقران عن (الايدز) لطلاب ممن أعمارهم ما بين (16 - 19) اعترضت إحدى الأسر على توعيتي بحجة أن ابنها صغير ولا تريد له أن يتعلم أي مواضيع لها علاقة بالجنس حتى لو كانت بهدف التوعية وفي المدارس تجد المادة التي تتناول مواضيع مثل غسل الجنابة تكوين الجنين الحيض يجدون فيها حرجاً شديد رغم أنه لا حياء في الدين . سألت والدي فصفعني (خالد) موظف قال: عندما كنت أدرس في الصف السابع سمعت أحدهم يقول لآخر (يا لوطي ) كلمة لم أسمعها من قبل فسألت والدي عنها فردّ علي بكف على وجهي بدون إجابة طبعا وبحثت عن معني الكلمة وحصلت على كم هائل من المعلومات التي كنت في غن عنها، ومع تلك الكلمة وأثناء البحث عن معناها عرفت كل شيء عن الجنس فإذا كان ذلك قد حدث معي أقصد الكف على وجهي وأنا ولد فما الذي كان سيحدث لو أن أختي هي من سألت عن معنى هذه الكلمة ؟. الإغراء والاستمالة أما (سميرة) فقالت : لا أعتقد أن هناك مشكلة لو أن الأم حدثت ابنتها عن حياتها الزوجية مع والدها وأخبرتها عن طبيعة الرجل وكيف يجب أن تتعامل معه وكيف تغريه وكيف تستميله إليها وأن تعلمها أن هناك حياء منفر وحياء جاذب ,ومع الأسف كثير من الفتيات يلجأن إلي الحياء المنفر في بداية الحياة الزوجية وهذا بسبب الجهل , وكثير من الأسر تزوج بناتها وهي تعلم أنهن غير مؤهلات كربات بيوت ثم يفاجئون بحدوث الطلاق والرجل معذور لأنه يريد زوجة تمتعه لا طفلة يربيها . طلقها وقالت ( أم غمدان ): زوجت ولدي ووجدت أن زوجته كلما طلبنا منها عمل شيء قالت: لا أعرف , لا تعرف تطبخ لا تعرف تكوي ملابس زوجها لا تعرف تسعد زوجها، يأتي إلي ولدي في ساعة يطلب أن أعمل له شيء فغضبت وقلت له أن يطلقها وهذا ما حدث في زوجة زى الناس ولا بلاش أحسن والآن ولدي لديه زوجة ثانية ربة بيت. وصية أم لابنتها أوصت أُمامة بنت الحارث زوجة عوف المحلّم الشيباني إبنتها ليلة زفافها إلى ابن الحارث بن عمرو ملك كنّده ، وعمِلت الفتاة بوصايا أمها فكان زواجها ناجحاً موفقاً ضَرَبَ به العرب الأمثال وكانت هذه الوصية من أروع ما قيل في هذا المقام ، تُضرب بها الأمثال وتتوارثها الأجيال إلى يومنا هذا . . بنيتي.. فارقتِ بَيتَكِ الذي فيه ولدتِ .. وعِشَكِ الذي فيه دَرَجتِ ، إلى رجلٍ لم تعرِفيه ، وقرينٍ لم تألَفيه ومنزلٍ لم تدخليه ، وفِراشٍ لم تقربيه، فأصبح بمُلكهِ عليكِ رقيباً و مليكاً . فكوني له » أرضاً « يكن لكِ » سماءً « و كوني له » مِهاداً « يكن لكِ » عِمادا ً» و كوني له « أمة ً» يكن لكِ «عبدا» تفقدي موضعَ «عينيه» فلا تقع عينهُ منكِ على قبيح ، وتفقدي موضعَ «أنفه » فلا يشُم منكِ إلا أطيبَ عِطرٍ و ريح ، لاتُلِحي عليه فيكرهُك ِ، ولاتَبْعُدي عنه فينساكِ. إن دنا منكِ فاقرَبي منه، وان نأيَ عنك فابعُدي عنه. بنيتي .. احرصي على وقتِ طعامهِ وشرابهِ و منامهِ فالجوع ملهبةٌ لمشاعره ، والعطشُ انقباضٌ لغرائزه، والنوم » لحظاتٌ « لهدوئه و راحته و مسرته ! عودي الأطفالَ مهابةَ و احترام الكبار، واحترسي لمالهِ، فهو كنزُ الحياة ، وترفعاً عن مذلة السؤال ، احترمي أهلهْ وأقرباءه، فهو من شجرة لها جذور وفروع و أغصان، أحسني التدبير و تعودي الحرص والتوفير و حُسن التكريم ! ! بنيتي . . .لا تَعصي له أمراً و لا تُفشي له سراً ، فإنكِ إن خالفتِ أمرهُ أوغرت ِ صدرهْ، وإن أفشيتِ سره لم تأمني غدرهْ. إياكِ و الفرح بين يديه إن كان كئيباً، والكآبةَ إن كان فَرِحاً ! ! إياكِ أن تعملي في السر شيئاً تستحي منه في العَلَنْ، إياكِ و الوعود الكاذبة ، فالتي تهُز السريرَ بيمينها تهُز العالمَ بيسارها.