يمنات-يقود عدد من الناشطين المدنيين حملة احتجاج مناهضة لفتوى وُصفت ب "التكفيرية" أصدرها مؤخراً عدد من مشايخ دين بارزين في اليمن ضد كُتاب وأدباء ونشطاء. ووجه ناشطون دعوات على الإيميلات ومواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ اعتصامات احتجاجية أمام مكتب النائب العام ومقر أحزاب اللقاء المشترك في صنعاء. والكُتاب المستهدفون في عريضة الفتوى هم بشرى المقطري، أديبة وكاتبة وناشطة في الثورة الشبابية، وفكري قاسم، صحفي-رئيس تحرير صحيفة "حديث المدينة" الأسبوعية، وسامي شمسان، كاتب وناشط، ومحسن عايض (طاهش الحوبان)، كاتب وناشط. وتقدمت عدد من المنظمات الحقوقية بشكوى إلى النائب العام علي الأعوش للمطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عريضة تكفيرية وتوفير الحماية العاجلة للناشطين والكتاب المستهدفين، باعتبارها "مصادرة لسلطة القضاء والقانون، حيث تضمنت حكماً يترتب عليه إهدار الدم، وقالت إنها تشكل تهديداً حقيقا وخطراً على حياتهم وسلامتهم الشخصية". ووقع عدد من الكتاب وأكاديميين وإعلاميين وناشطين سياسيين وحقوقيين على بيان تحت اسم "بيان إدانة عريضة فتوى التكفير"، ويجري تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض التوقيع عليه. وطالب الموقعون من خلال البيان الجماعي "بإيقاف هذه الحملة الظلامية على حرية التعبير وعلى مشروع الدولة المدينة، وبمنع الموقّعين على جريمة هذه الفتوى الشنيعة من مواصلة مشروعهم الذي يهدد اليمن بكوارث جديدة، لأنهم التعبير النظري الساطع عن إرهاب "القاعدة" في اليمن!...". معتبرين تدخل الوعاظ في هذا الوقت يأتي "لوأد جنين الدولة المدنية واغتيال أقدس حرّياتنا: حريّة التعبير" وقال البيان أن الموقعين على "عريضة التكفير التعيسة هم، مثل علي عبد الله صالح، سبب تخلفنا وآلامنا". وأشار إلى أن تدخّلهم بالسياسة "كان أوّلا لحماية الطاغية صالح وتحويل اليمن، لاسيما جنوبه بعد حرب 1994 المقيتة، غنيمة له وعصابته.. وأنهم من برر حروب صعدة الستة الكارثية". وجاء على رأس الموقعين على بيان الإدانة حبيب عبدالرب سروري، وهو بروفيسور في علوم الكمبيوتر وروائي يمني يعيش ويعمل حالياً في فرنسا، وعلي محمد زيد، مسئول في منظمة اليونسكو الأممية وباحث وأديب وأكاديمي. ووقع 68 شيخاً وواعظا، ينتمي معظمهم إلى الحركة السلفية المتشددة، على عريضة فتوى باسم "فتوى العلماء في الإساءة إلى الإسلام والذات الإلهية" تضمنت وصف النشطاء بالمرتدين والكفر ، ومن بينهم الداعية المتشدد المثير للجدل/ عبدالمجيد الزنداني، وعبدالوهاب الديلمي، وعارف أحمد الصبري، وعبدالمجيد الريمي، وعقيل المقطري، ومراد القدسي، وعبدالرحمن قحطان، ويحي الشامي، ومحمد بن اسماعيل العمراني، وأحمد حمود الشيخ. ويعتبر عبدالمجيد الزنداني، وعبدالوهاب الديلمي، وعارف الصبري، وعبدالرحمن قحطان وعدد آخر من الموقعين من قيادات حزب الإصلاح الإسلامي ، ويشغلون مناصب رفيعة في مجلس شوراه، وهيئته التنفيذية. وهو ما يضع حزب الإصلاح أولاً، وتكتل أحزاب اللقاء المشترك ثانياً، على المحك لاتخاذ موقف واضح تجاه التكفير، والتحريض على القتل، وانتهاك الحريات المدنية، التي تضمنها الدولة المدنية الديمقراطية، المطلب الرئيس للثوار. وشن عبدالمجيد الزنداني وعبدالوهاب الديلمي حملة تحريض وتعبئة دينية واسعة ضد الحزب الاشتراكي وكوادره منذ فترة ما بعد الوحدة 1990 لتصل ذروتها في الحرب الأهلية صيف 1994 حيث طالت أبناء المحافظات الجنوبية، ويتهم الأخير بالوقوف وراء فتوى أحلت دماء الجنوبيين حينها. كما يعد عبدالمجيد الريمي واحداً من أبرز القيادات السلفية الجديدة في اليمن، وسبق وأن شن خلال الأعوام القليلة الفائتة من خلال خطاباته حملة تحريض ضد عدد من الصحف والكتاب. ويخشى نشطاء قانونيون وحقوقيون أن تقود عريضة الفتوى أو تتسبب في عواقب جنائية ضد النشطاء المستهدفين من البيان، باعتبار أن التهم التي ساقتها الفتوى ك " الإساءة للذات الإلهية" ونشر "الكفريات" و"الردة" تتضمن تحريضا على القتل كونها تستلزم- لدى بعض الأحكام والفتاوى- تطبيق حكم الردة وهو "إهدار الدم". نص الفتوى: فتوى العلماء في الإساءة إلى الإسلام والذات الإلهية. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة) قلنا لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسولة ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم. وإن ظاهرة الردة آخذت في التفشي هذه الأيام من بعض الأشخاص، بعد انطمار دول الإلحاد في مزبلة التاريخ .. وذلك بالإساءة إلى الإسلام وإلى الذات الإلهية تعالى الله عما يقولون!!.. وقد قام موقع لبعض الغيورين اسمه (المتطاولون على الله.. معاً لإحالتهم إلى القضاء..)في (الفيس بوك) بتجميع إساءات عديدة نقلها عن فكري قاسم ئيس تحرير صحيفة (حديث المدينة)، وعن محسن عائض رئيس تحرير (طاهش الحوبان) وعن سامي شمسان وعن بشرى المقطري... وكنموذج لهذه الإساءات ننقل بعض إساءات بشرى المقطري.. فقد قامت المذكورة بنشر مقال لها بعنون ( سنة أولى ثورة) في موقع التغيير نت بتاريخ 11يناير 2012م وفي صحيفة الثوي في اليوم التالي( العدد:217)مع بعض الاختصار في صحيفة الثوري.. ومما انفرد به الموقع: فولها : "لكن الأمور لم تعُد طيبة. والرب الشكور لم يعد حاضرا في ليل خدار.. تركنا الرب نتدبر أمورنا". وقولها: "عيون لا ترحم تطل من بعيد. العسكر والقبائل والبيئة المعادية والله الذي لا يرانا". ومما جاء في الموقع والصحيفة قولها: "أشعر بخيبة كبيرة بحجم الله تتربع على صدري" وقولها: "..قيم المدنية والحب والتسامح والإخاء التي شوهتها الحروب والصراعات وقبائل القيد وكهنة الدين وفي وعينا" وقولها: "كهنة المشترك المتدينين " وقولها: "المدينة التي يمكن ان ترى الله في بحرها وحيدا يطل عليك... سترى الله في ضحكات الصيادين ، وستسمعه في صوت امرأة عدنية وهي تضحك للعالم ملوحة للمارة بأن الحياة ما زالت بخير". وقولها: "النخب السياسية والقبيلة والعسكر والدين .تحالف التخلف في بلادنا" وغير ذلك من الكلام الكفري. وتقول كما نقلت ذلك صفحة في الفيس بوك: من حق الكاتب أن يعبر عن سخطه على كل شيء بما فيها الله.. وكان موقع مأرب برس قد قام بنشر المقال المذكور ثم حذفه بسبب الإحتجاجات، وكلنه ابقى تعليقات عليه، وبعضها يؤيد المقال.. ويتجاهل هؤلاء أن الإسلام كما أنه دين اليمنيين ولن يسكتوا عن الإساءات إليه مهما كانت الظروف.. فالإيمان يمان، فهو كذلك دين مليار ونصف من البشر لن يسكتوا كذلك .. وهو أيضا دين العالمين من الجن والملائكة وكافة المخلوقات، ولن تسكت الجمادات فضلاً عما هو أرفع منها عن تلك الإساءات العظيمة .. وقد حكى الله الإنكار الشديد من الجمادات للإساءة بنسبة الولد إليه.. فقال سبحانه: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداَ، لقد جئتم شيئاَ إداَ، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداَ، أن دعوا للرحمن ولداَ، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداَ) مريم. والله سبحانه فوق ذلك بالمرصاد لكل من تطاول في الفساد قال تعالى: (فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد) الفجر. وأعظم الفساد هو الفساد بالإساءة إلى الدين، والإساءة إلى رب العالمين. وعليه فإننا ندعو المتورطين في هذا الخطر العظيم والعبارات الكفرية الخبيثة إلى الإسراع في إعلان التوبة كما أعلنوا تلك الإساءات التي تنشق منها الأرض وتنهد لها الجبال. وندعو الدولة للمبادرة بالقيام بما هو فرض عليها ممثلة في سلطة القضاء والنيابة وأجهزة الضبط القضائي بما في ذلك رجال الأمن .. وذلك بتكوين لجنة لمتابعة هذه الكفريات!!.. والعمل على القبض على المتهمين بالإساءات والقائمين على المواقع وعلى الصحف المسيئة والمؤيدين للإساءات.. وإحالتهم إلى التحقيق والعمل على محاكمتهم، والمتابعة حتى إصدار الأحكام الشرعية والرادعة لهم وبأمثالهم. كما ندعو الدولة أيضاَ ممثلة بالإعلام والاتصالات.. بإيقاف المواقع والصحف التي حصلت الإساءات فيها إلى حين صدور الأحكام.. وندعو الإعلام بالذات وكذلك التعليم للقيام بالحملة المطلوبة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة وإعداد البرامج اللازمة لذلك في كافة وسائل الإعلام، والمناهج اللازمة في كل مجالات التعليم .. قال تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)الحج. وندعو العلماء والدعاة للقيام بواجبهم في التحذير والتحصين والبيان في المساجد وغيرها من أماكن ووسائل التوجيه. وإننا نحذر الخاصة والعامة من أي تقصير في مواجهة هذا المنكر العظيم، لأن التقصير ربما يجر البلاد والعباد إلى مالا تحمد عقباه من الاضطرابات، ومن العقوبات الإلهية!! قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والذين كفروا فتعساَ لهم وأضل أعمالهم) محمد. وقد يتصدر بعض الناس في ظل الظروف التي يعيشها البلد فيمارس الافتئات على الدولة في ما يظنه معالجة للأمر بطريقته .. فينتهك الضوابط الشرعية، وذلك لا يجوز قال تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) الأنفال. اللهم بلغنا.. اللهم فاشهد.