عثرت الشرطة الروسية على اكثر من 12 طفلا كانت تحتجزهم طائفة اسلامية في قبو تحت الارض في مدينة قازان في جمهورية تتارستان شرق روسيا، بحسب ما افادت وزارة الداخلية. وقالت الشرطة ان نحو 60 من افراد هذه الطائفة الدينية الذين كانوا يتبعون رجل دين محليا، عاشوا لاكثر من عقد في قبو تحت مسجد في المدينة. وقامت الشرطة بتحرير الاطفال الذين اجبروا على العيش في ظروف سيئة ولم يكن مسموحا لهم بالخروج. وعثرت الشرطة على الاطفال بينما كانت تقوم بعمليات بحث عن منظمات اسلامية في المدينة بعد وقوع هجومين الشهر الماضي على رجال دين معتدلين. وقال رانيس بخيتوف محقق الشرطة ان "الاطفال كانوا يعيشون في ظروف غير صحية حيث لا توجد تهوئة. والمكان يشبه زنزانات الرهبان". واضاف "بناء على الادلة التي جمعها محققو الشرطة، فان جميع الاطفال يحتاجون الى رعاية طبية". وقال بخيتوف في فيديو بثته وزارة الداخلية في تتارستان "اثناء عملية البحث، تبين لنا ان المبنى كان يتالف من طابقين. والطابق السفلي كان عبارة عن قبو عثرنا فيه على أشخاص". وتابع ان "المكان تم بناؤه على شكل متاهة، وفيه غرف مساحتها متران في ثلاثة امتار". وقالت الشرطة ان ادلتها تشير الى ان نحو 60 شخصا كانوا يعيشون في ذلك المكان تحت الارض من بينهم 15 طفلا. وقالت الوزارة ان رئيس الطائفة هو رجل يدعى فيض الرحمن ساتاروف (85 عاما) واعلن في عام 1964 انه نبي. وفي عام 1996 حصل على قطعة ارض لبناء مدرسة اسلامية، وبنى غرف للمعيشة "انتقل جميع اعضاء الطائفة تدريجا للعيش فيها بشكل دائم". واضافت ان "انصار فيض الرحمن يعيشون حياة سرية ولا يتركون المكان الذي يعيشون فيه الا للضرورة القصوى". وقالت ان "الاطفال الذين كانوا يولدون لهذه الطائفة تربوا في ظروف مشابهة. ولم يلتحقوا باي مؤسسات تعليمية او طبية وهو ما يعد اسوأ انتهاك لحقوق الاطفال". وذكرت الشرطة انها فتحت تحقيقا جنائيا بحق ساتاروف بسبب "تعسفه" في ادارة المجمع، وهي جريمة يمكن ان تصل عقوبتها الى السجن لمدة ستة اشهر. كما بدأت الشرطة تحقيقات منفصلة في عدم اداء اعضاء الطائفة واجباتهم حيال اطفالهم. وشهدت تتارستان هجمات في 19 تموز/يوليو، اذ انفجرت سيارة المفتي ايلدوس فايزوف البالغ 49 عاما في وسط الشارع في وسط قازان عاصمة تتارستان. واصيب المفتي في ساقه ونقل الى المستشفى لكن حياته لم تكن في خطر. لكن مساعد المفتي ولي الله يعقوبوف قتل بالرصاص في اليوم نفسه في هجوم منفصل امام منزله. واوقف خمسة اشخاص غداة العمليتين. واعلنت السلطات توقيف شخصين اضافيين يشتبه بادائهما دورا مهما في التخطيط للهجومين. وكان المفتي ومساعده معروفين بكونهما رجلي دين ناشطين في مكافحة تيارات الاسلام المتشدد في تتارستان التي تضم اربعة ملايين نسمة. واعربت سلطات جمهورية تتارستان النفطية في العام الفائت عن مخاوفها من بروز جماعات مسلحة وتصاعد الاصولية، بعد ان كانت تعتبر مثالا على التسامح الديني. فيديو من أ ف ب